كيف ستنعكس ‘الكارثة الكبرى’ في امريكا على ترامب سياسيا وانتخابيا؟
متابعات / الصمود
تشتد الانتقادات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب سوء ادارته لأزمة كورونا. وأكد كبير مستشاري الصحة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي أن الإدارة الأميركية لو كانت قد اتخذت إجراءات مشددة لكبح تفشي الفيروس لكان بالإمكان إنقاذ العديد من الأرواح.
خبراء في الشأن الاميركي يرون أن الكارثة الكبرى التي تم الاعلان عنها في الولايات المتحدة تعني ان هناك نحو 600 الف مصاب بمرض كورونا ونحو 25 الف وفاة حتى الان، وهذا العدد في تصاعد، وهناك ولايات تكدس الاموات داخل المستشفيات، كما عرضت وسائل اعلام امريكية.
ويعتبر هؤلاء الخبراء ان جزءا من هذه الحالة كارثية يتعلق بكيفية ادارة هذه الازمة، فالولايات المتحدة هي الدولة التي لديها جيش يبلغ مليون ونصف المليون عسكري ولا تستطيع ان تؤمن الكمامات والالبسة الواقية للقطاع الطبي، الولايات المتحدة التي لديها 4000 رأس نووي ولا تستطيع ان تؤمن اللقاحات في ولاياتها الخمسين.
ويوضح الخبراء ان الولايات المتحدة التي تنفق 790 مليار دولار على موازنة التسلح قطاعها الصحي مدمر، وان الولايات المتحدة لديها 17 جهاز استخباراتي ولم تستطع ان تحدد ساعة تفشي المرض، وعند النظر الى كل ما يحصل في الولايات المتحدة والاخفاقات التي تحدث فيها، فالناتج هو انها انفقت على التسلح وعلى الحروب والدمار وعلى العقوبات وعلى النفوذ وعلى وضع الحكام والرؤساء لكنها نسيت الانسان داخل الولايات المتحدة وخارجها.
الخبراء يرون ان هناك صراعا حقيقيا موجود اليوم داخل الولايات المتحدة بين الحكومة الفدرالية التي يقودها الرئيس ترامب والولايات الممتدة على مساحة امريكا، وهذا ما يبدو واضحا في التصريحات والمؤتمرات الصحفية التي يعقدها مسؤولو وحكام هذه الولايات وبالاخص ولاية نيويورك وغيرها، حيث تبين مدى تحميل حكام هذه الولايات الرئيس ترامب مسؤولية الاخفاقات التي وصلت اليها الولايات المتحدة.
محللون سياسيون يرون ان ابرز ما يجري في الولايات المتحدة هو تحميل المسؤولية لترامب شخصيا بأنه تراخى في الاستجابة للوباء على اعتبار ان اجهزة الاستخبارات الاميركية ابلغته مسبقا منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي بامكانية تفشي الوباء انتقالا من الصين حسب المعلومات التي حصلوا عليها ولكنه تجاهل هذا الامر واعتبر ان هذه المسألة عادية وكان كل همه هو الحفاظ على تصاعد سوق الاسهم والاوراق المالية في وول ستريت وهذا ما كان يهمه وكان يعتقد ان اي حديث عن تفشي مثل هذ الوباء في الولايات المتحدة سينعكس سلبا على سوق المال وقد يؤدي الى انهياره.
النظام القائم في الولايات المتحدة هو نظام رأس مالي، والرأس مالية لا تهتم بمصير الافراد بمقدار ما تهتم بأرباحها ومراكمة ثرواتها، وهذا هو ديدن الرأس مالية في الولايات المتحدة وفي اوروبا، بحسب المحللين.
مراقبون للاحداث المتسارعة يرون ان صورة الولايات المتحدة من الخارج تبدو مأساوية وكارثية ولا تتحدث عن صورة دولة عظمى متمكنة وقادرة كانت في السابق تتبجح وكذلك سمعتها بأنها تقود المساعي والتوجهات الدولية، فعندما كانت المآسي والكوارث الطبيعية الكبرى تحدث فالولايات المتحدة كانت تزعم ودائما تتبجح بأنها هي الوحيدة القادرة على قيادة هذا التوجه الدولي للانقاذ باستخدام القدرة اللوجستية والاموال الهائلة وكذلك الجيوش المكدسة.
لكن اليوم، بحسب المراقبين، فالعالم يرى الرئيس ترامب وهو يتهرب ويحاول القاء الكرة في ملعب غيره ويلوم غيره، داخليا عبر لوم الديمقراطيين بأن ما يحدث هو حيلة منهم للتحضير للانتخابات، وبعد ذلك يلوم اوباما بشأن نقص المواد مثل الكمامات والملابس الواقية والفحص الذي يعتبر اساسيا وجوهريا والنقص في اجهزة التنفس الاصطناعي، بالاضافة الى توجيهه الاتهام بإستمرار الى الصحافة الليبرالية بأنها صحافة مزيفة.
اما خارجيا فيحاول ترامب، برأي المراقبين، إلباس كورونا اللباس الصيني واعطاءه هوية ولون وشخصية، وهذا ما فعله بومبيو ايضا، وبعد ذلك رمى الكرة في ملعب الاتحاد الاوروبي بأنهم تباطأوا، وحاول استخدام سياسة فرق تسد، بأنه عزل بريطانيا وقال ان القادمين من بريطانيا يمكنهم البقاء ليومين، وفي الاخير رايناه يرمي الكرة في ملعب منظمة الصحة العالمية واتهمها بانها تنحاز لجهة الصين.