صمود وانتصار

مع انهيار أسعار النفط.. أيام بن سلمان سوداء کلون البترول

الصمود

بالرغم من أن أي امرئ لم يبتهج بانهيار أسعار النفط إلى ما دون الصفر، إلا أن مستوى تذمّر البعض من هذا الوضع لا يمكن مقارنته بغيرهم ، ومن جملة هؤلاء الرئيس ترامب وولي العهد السعودي بن سلمان.

  • إن بن سلمان کان يری نفسه علی أعتاب اعتلاء العرش ويتخيل أمامه عرشًا يرکن للبترودولارات ، لکنه الآن وفي أعقاب اشتداد الأزمة في أسواق النفط منذ الليلة الماضية إن لم يكن بخيبة أمل من قابل الأيام ، فيجب عليه على الأقل أن يجهز نفسه لظروف عصيبة للغاية خاصة وأن ترامب أعلن أنه لا يستبعد التوقف عن شراء النفط من السعودية. اضافة الى تحول كورونا إلی تحدّ أساسي يهدد صناعة الحج في السعودية، ما دفع ولي العهد السعودي إلی أن يعلق آماله علی تجاوز الأزمة الناتجة عن كورونا في ضوء اللجوء إلی زيادة إنتاج النفط في بلاده.

  • وبصرف النظر عن النفط و الحج في السعودية، فلا يوجد بالفعل مصدر موثوق به في اقتصاد البلاد. وعلى هذا الأساس يبدو أن مراجعة الحرب التي فرضتها السعودية علی اليمن هي المشروع الأقرب منالا، الذي يجب وضعه في جدول أعمال ولي العهد الشاب بغرض تجاوز الأزمات المكثفة التي تواجه السعودية بأمان.

  • مشروع إصلاحات ولي العهد وخاصة بعده الاقتصادي، الذي كان بحسب وعود ولي العهد يعتبر عام 2030 وجهته النهائية والقريبة المنال باعتماد عائدات النفط والحج والسياحة يجب أن يخضع من الآن فصاعدا، وفي ظل الظروف الجديدة، لمراجعات أساسية.

– حتى الأمس ، كانت إحدی عيني ترامب على آبار النفط السعودية لتأمين البنزين في أمريکا واستقرار سعره، وكانت عينه الأخرى على مشروع بيع الأسلحة لولي العهد من حين لآخر. لكن في ظل الظروف الجديدة ، ومع تفريغ خزينة ولي العهد وخزينة الدولة من الدولار، فمن البدهي أن أهمية بن سلمان والحکومة السعودية (التي تسقط خلال اسبوعين دون دعم امريكا) بالنسبة لترامب لن تكون کسابق عهدها.

– اعتبارًا من اليوم فصاعدًا يجب توقع ما إذا كان الغرب وأمريکا ما يزالان يواصلان دعم حكم بن سلمان، ولكن من المسلم به أن انهيار أسعار البترول مثلما دفعت اليوم الأسواق المالية والبورصات في المنطقة إلی التراجع علی نحو لافت ، فليست بمستبعدة أن تثقل کاهل الغرب ولاسيما أمريکا في تقديم الدعم لبن سلمان ومستقبل حکومته. ومهما يکن من أمر فإن لکل امرئ من وجهة نظر أمريکا والغرب تاريخ انتهاء صلاحية ، وإن کل دعم يتطلب ذريعة خاصة!