وهنا نختم كلمتنا في هذا الليلة بهذا النص المهم عن النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وهو يتحدث عن شهر رمضان، هذه الرواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: خطب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في آخر جمعة من شهر شعبان- على إطلالة شهر رمضان وبمَقْدم شهر رمضان- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر ) يعني أقبل إليكم شهر على الأبواب (فيه ليلة خير من ألف شهر) هذا شيء يجب أن نستحضره في شهر رمضان، ليلة القدر قال عنها الله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر الآية:2-3] ليلة عظيمة ليلة مباركة ليلة فضيلتها وفضيلة العمل فيها شيء عظيم مضاعف إلى هذا المستوى من المضاعفة، خير من ألف شهر، قد تساوي عمرا بأكمله، ثم تقدر فيها وتكتب فيها، يكتب فيها للبشر أمورهم، في هذه الليلة نفسها ليلة القدر، عندما تأتي يقدر الله فيها أمور العالمين، وأمور كل فرد من البشر كل أمر حكيم يكتب في هذه الليلة، يعني ليلة القدر بالتحديد (وهو شهر رمضان فرض الله عز وجل صيامه، وجعل قيام ليلة منه بتطوع صلاة كمن تطوع سبعين ليلة فيما سواه من الشهور ) هذا في بقية ليالي شهر رمضان، في غير ليلة القدر، المضاعفة فيه بهذا المستوى من المضاعفة للأعمال كمن تطوع سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، (وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله عز وجل فيما سواه) فضل التطوع في شهر رمضان كأجر الفرض والفريضة فيما عداه من الشهور، بهذا المستوى، بهذه الأهمية وهذا المستوى من الأهمية والفضل، (ومن أدى فريضةً من فرائض الله عز وجل فيه كَمن أدى سبعين فريضةً من فرائض الله عز وجل فيما سِواه من الشهور، وهو شهر الصبر وإن الصبر ثوابه الجنة) وهو شهر الصبر، نتعود فيه على الصبر ونصبر، (وهو شهر المواساة) نتعود فيه على المواساة على الاهتمام بالآخرين، على الالتفات إلى الآخرين، (وهو شهر يزيد الله تعالى فيه في رزق المؤمن، ومن فطر فيه مؤمناً صائماًً) وفر له الفطر ليفطر (كان له عند الله بذلك عتق رقبة) فضيلة كبيرة كأنه أعتق رقبة من رق العبودية، (ومغفرة لذنوبه فيما مضى، فقيل له يا رسول الله: ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما) يعني البعض من الناس ظروفهم صعبة، ما عنده قدرة وإمكانات، فقال: (إن الله تعالى كريم، يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقةٍ من لبن يفطر بها صائما، أو بِشَرْبَةٍ من ماءٍ عذب، أو تُمَيْرَات لا يقدر على أكثر من ذلك) يعني يعطيك الله هذا الفضل والأجر حتى بحسب ظروفك، إذا كنت لا تمتلك من الإمكانات والقدرات في أن تقدم شيئا للصائمين الآخرين إلا شربة الماء العذب، لا تقدر على أكثر من ذلك هنا ستنال هذا الأجر، أو تميرات أو يسيرا من الطعام حسب ما تستطيع، ما كان بمقدورك، قدم بمستوى ما تقدر، أما أن تتباخل لا تقدم شربة من ماء عذب ولديك ما تستطيع أن تقدمه لمن يحتاج إلى من يعطيه ما يفطر عليه، البعض يعاني من ظروف كهذه، لا يجد ما يفطر عليه، (ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عز وجل حسابه، فهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره إجابة وعتق من النار ).
فما أحوجنا إلى أن نغتم فرصة هذا الشهر وأن نسعى فيه في كل الاتجاهات إلى تنمية التقوى في أن نسيطر على رغبات أنفسنا وشهواتها فنمتنع عن الحرام وعما يسخط الله -سبحانه وتعالى- وأن ننمي في أنفسنا التقوى فنطيع الله، ونتجه فيما علينا أن نعمل وبصبر، وأن نتقي الله في أن نتحمل مسؤولياتنا، فنتحمل المسؤوليات الكبيرة ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى أن ننمي في أنفسنا التقوى لتحمل المسؤوليات، مرحلة خطيرة، مرحلة حساسة، مرحلة مليئة بالظلم مليئة بالفساد، مليئة بالمنكر، مليئة بالطغيان.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
لعلكم تتقون رمضان 1438هـ: معنى التقوى المحاضرة الثانية