في شهر رمضان تتفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب الجحيم وتُغل فيه الشياطن وتُصفد، ويتنافس المؤمنون في ايامه ولياليه على العبادات واعمال الخير وصلة الارحام والتسامح والعفو والانفاق، فالسماء تكون في هذا الشهر الفضيل اقرب الى الارض من اي شهر اخر، فطوبى لمن اغتنم الفرصة واعطى كل لحظة من لحظات هذا الشهر الكريم حقها ويتزود بزاد التقوى وهو خير زاد في يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
هناك من حرم نفسه وغيره من بركات هذا الشهر الفضيل شهر القران الكريم، وبدلا من ان يصل الارحام قطعها، وبدلا من ان يعفو قتل، وبدلا من ان يتسامح إغتال، وبدلا من ان ينفق سرق ونهب، وبدلا من ان يوجه وجهه شطر المسجد الحرام وجهه صوب واشنطن وتل ابيب، وبدلا من ان يتضرع الى الله تضرع الى ترامب ونتنياهو، هذا المحروم المغبون ليس سوى ولي لعهد السعودي محمد بن سلمان.
قبل ايام قليلة من بداية شهر رمضان المبارك اقترف ابن سلمان جريمة بشعة غير مبررة على الاطلاق، عندما قتل المواطن السعودي عبدالرحيم الحويطي بين ابنائه واسرته، لا لجريمة اقترفها الا انه رفض ان يخلي منزله ويهجر ارضه لتقام عليها الملاهي والمراقص، فيتّم اطفاله ورمّل زوجته، والانكى من القتل، انه مازال ينهش بسمعته عبر اتهامه بالارهاب واجبار عشيرته من التبرؤ منه خوفا من بطشه.
كما رفض وبقسوة لا متناهية مناشدات ابنة عمه الاميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز (56 عاما) ، المتكررة لاطلاق سراحها من السجن، بسبب تدهور صحتها وحاجتها الملحة للعلاج ، واخر هذه المناشدات كانت في بداية شهر رمضان المبارك ، حيث قامت بنشر رسالة على موقعها الإلكتروني وحسابها على فيسبوك، وهي تناشد عمها الملك سلمان وابنه، لاطلاق سراحها مع ابنتها من السجن مع بدء شهر رمضان المبارك..
والمعروف ان الأميرة بسمة اختفت في مارس آذار 2019، وتبين فيما بعد انها مسجونة في سجن الحاير بالعاصمة الرياض منذ أكثر من عام ومريضة، وكان احد اسباب اعتقالها انتقادها للحرب على اليمن ولممارسات ابن سلمان في الحكم.
وفي بداية شهر رمضان ايضا تم الاعلان عن موت الأكاديمي والناشط الحقوقي السعودي عبد الله الحامد(69 عاما) المعتقل في أحد سجون المملكة منذ عام 2013، اما سبب الوفاة، وفقا لمصادر حقوقيين سعوديين و وسائل اعلام غربية، فكان الإهمال الطبي بعد تعرضه لجلطة في 9 نيسان/أبريل الجاري، الامر الذي اعتبرته المعارضة السعودية ونشطاء عملية اغتيال واضحة.
وفي شهر رمضان ايضا رفض ابن سلمان كل المبادرات واخرها مبادرة الامين لعام لحركة انصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي، للإفراج عن معتقلي حركة حماس في السجون السعودية وعددهم 68 معتقلا في ظروف اعتقال سيئة، مقابل إطلاق جنود سعوديين من بينهم طيار، أسروا خلال العدوان على اليمن، بذريعة ان هذا ملف خاص ويتعلق بالأمن السعودي الداخلي!!.
اللافت ان جميع دول العالم قامت بفتح ابواب سجونها لاطلاق سراح مؤقت للسجناء بسبب تفشي وباء كورونا، الذي بدا يهدد حياة السجناء، الا ابن سلمان مازال يرفض اطلاق سراح اي سجين، رغم ان العالم اجمع يعلم علم اليقين ان سجناء ابن سلمان لا يستحقون البقاء في السجن حتى ليوم واحد في الظروف العادية، فما بالك بظروف كورونا القاسية ، او في ظل الاجواء الروحية لشهر رمضان المبارك، وهو ما يؤكد حقيقة ان بعض بني البشر يجب تصفيدهم لا في شهر رمضان المبارك فحسب بل في جميع اشهر السنة.