لماذا تلتزم سوريا الصمت حيال الاعتداءات الاسرائيلية؟
الصمود
قام الكيان الاسرائيلي فجراليوم الاثنين مجددا باعتداء على سوريا واستهدف هذه المرة منطقة تدمر.
ان الاعتداءات التي يقوم بها الكيان الاسرائيلي على مناطق في سوريا تشير الى ان هذا الكيان يحاول ان يثير من خلال هذه الاعتداءات الانظار نحو مشروعه الفاشل المتمثل باجبار ايران وحزب الله لبنان على الانسحاب من سوريا. هذا في الوقت الذي ليس الكيان الاسرائيلي في وضع يمكنه ان يقرر لمحور المقاومة كما ان ايران ليست متواجدة في سوريا دون دعوة قانونية من الحكومة الشرعية في هذا البلد .
النقطة الملفتة في هذه الاعتداءات هي الصمت الروسي باعتبارها شريكا استراتيجيا لسوريا ومتحالفا رسميا لايران في هذا البلد. ويبدو ان هذه السياسة الروسية المزدوجة لو لم تكن ناجمة عن رضاها عن هذه الاجراءات فانها تحمل على الاقل رسالة مفادها ان روسيا تفضل مصالحها على المصالح الجماعية المشتركة . الا ان هذه القضية الى اي حد مقبول ويمكن تحملها فان الايام القادمة ستبينها .
. في المقابل فان سوريا وامام هذه الاعتداءات تكتفي بهذه النقطة بانها تصدت بقوة لهذه الاعتداءات واحبطتها وهذا يمكن يفسر بان منظومة ” اس 300″ الروسية تعمل بشكل جيد في توفير الامن الجوي السوري . ومن البديهي ان فتح جبهة جديدة في قتال العدو ليس معقولا في الوقت الذي يقوم الاميركان والاتراك والكرد التابعون ل”قسد” باعمال شريرة في شمال سوريا الا انه اذا ثبت خلاف ذلك وتتواصل الاعتداءات الصهيونية على سوريا فيبدو ان اضافة ضلع رابع الى اضلاع اعداء سوريا في داخل الحدود السورية ليس امرا مستبعدا .
ان الاخبار الواردة من داخل الكيان الصهيوني حول وجود ازمات داخلية سواء تفشي كورونا والازمة الحكومية فيه تدل على ان الكيان الاسرائيلي ليس في ظرف يمكنه من فتح جبهة جديدة الا ان الاصرار على الاعتداءات المكررة على سوريا واستهداف مناطق محددة يشير بوضوح على الهدف المنشود لهذا الكيان.
الا انه في الوقت نفسه يجب ان لاننسى ان وجود الكيان الاسرائيلي مرهون باثارة الازمات وانه في ظل اثارة ازمة وحرف الراي العام نحوها يحقق اهدافه الاخرى . وعلى هذا الاساس يمكن ان يكون تصعيد مثل هذه الاعتداءات على سوريا ورائه اهداف ثانوية وان اعلان الكيان الاسرائيلي في الحاق غور الاردن وبعض المناطق في فلسطين المحتلة الى كيانه خلال الشهرين القادمين يمكن ان يوضح هذا الجانب المجهول من المعادلة .