احتجاجات وأعمال تخريب واسعة في أبوظبي تتسبب بخسائر فادحة والشرطة عاجزة
الصمود
الصمود
وأخيرًا جاء اليوم الذي تتذوق فيه الإمارات ما سقته لعدد من الدول العربية والإسلامية، فها هي أعمال الشغب باتت تضرب عاصمتهم أبو ظبي، وباتت هذه العاصمة شبيه بدمشق وطرابلس والخرطوم والقاهرة.. وشبيه بأنقرة ليلة الانقلاب الذي دُبر في قصور أبو ظبي، وجميعها عواصم عاث بها الإماراتيون خرابًا حتى أصبحت من أسوء مدن العالم بمعيّة “عيال زايد”.
أعمالُ شغبٍ، حرق محال وشركات تجارية، وسيارات محطمة ومهشمٌ زجاجها.. وبالطبع رافق ذلك حملة اعتقالات كبيرة نفذتها القوّات الأمنيّة التابعة لعيال زايد، الذين لم يُعجبهم أن يحتجّ العمّال الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر في إحدى الشركات العاملة في دولة الإمارات.
أعمال شغب
لم يكن “عيال زايد” يعتقدون ولو للحظةٍ واحدة أنّ أحدًا سيخرج إلى الشارع مُطالبًا بحقه، غير أنّه وبعد أن بلغ السيل الزبى، لم يجد عشرات العمال الآسيويين بُدًا من الخروج إلى الشارع والمُطالبة بحقهم بعد أن تقطعت بهم السُبل وصمّ مسؤولو النظام الإماراتي آذانهم عن هؤلاء العمال.
مصادر خاصة تحدثت للوقت من أبو ظبي، أكدت الأخبار الواردة من هناك، وأشارت إلى أنّ عمال شركة سواعد القابضة وعددهم يقدر بالمئات وجميعهم من أبناء الجالية الهندية الوافدة إلى الإمارات، ويقطنون منطقة مصفح بأبو ظبي، وبعد تأخير رواتبهم لأكثر من ثلاثة أشهر وبعد زيارات مُتكررة لمقر الشركة ومن ثم إلى المحكمة في أبو ظبي، التي قالت إنها سُتحقق في الموضوع، غير أنّها لم تُحرك ساكنًا، ليطرّ العمال للذهاب إلى قصور أحد شيوخ آل نهيّان، غير أنّه لم يُسمح لهم بالدخول وعرض مظلمتهم.
بعد أن أغلقت الأبواب بوجههم، لم يجد حلًا غير النزول إلى الشارع والتظاهر بعنف ضد الشركة التي يعملون بها، ومن خلفها القضاء الإماراتي، وأخيرًا عيال زايد الذين رفضوا الاستماع لهم.
مصادر الوقت أكدت أنّ العُمال جالوا عددًا من الشوارع مُرددين هُتافات تتعلق بالحالة السيئة التي يعانونها في الإمارات، وذلك وصولًا لمقر الشركة التي يعملون بها، لتبدأ بعدها أعمال الشغب والتكسير والحرق، إلى أن وصلت قوات الأمن التابعة لآل نهيان وتبدأ عمليات القمع المُمنهج، وتنتهي القصة باعتقال العشرات من هؤلاء العمال، بعد فرار أغلبيتهم من موقع التظاهر.
بوادر انهيار
إمارات اليوم عن الإمارات التي كُنّا نسمع بها باتت مختلفة ومتفاوتة، فلا الحكومة ذاتها، ولا الشركات، ولا حتى الشعب، ليس فقط منذ انتشار فايروس كورونا في العالم والإمارات العربية المُتحدة، بل إن الأمر يعود إلى قبل ذلك بكثير، غير أنّ انتشار الفايروس بالإمارات عمق من الأزمة التي تعيشها الإمارات والشركات العاملة بها.
واليوم تتعرض مختلف القطاعات الاقتصادية بدولة الإمارات لأزمة مضاعفة وذلك بسبب تداعيات انتشار فايروس كورونا، ومن جهة أخرى تدهور أسعار النفط التي وصلت قبل أيام إلى ما دون الصفر، وهو الأمر الذي سيترك آثاره العميقة وطويلة الأمد على الاقتصاد الإماراتي الذي يعتاش على النفط.
الحالة السيئة التي وصل إليها الاقتصاد الإماراتي يمكن مُشاهدتها في كافة القطاعات اليوم، وخصوصًا بعد اجتياح فايروس كورونا للبلاد، فها هي شركة الاتحاد للطيران تلغي مئات الوظائف، وحكومة أبو ظبي تبيع سندات سيادية لاقتراض 7 مليارات والكثير من الأزمات الاقتصادية التي باتت تضرب الإمارات ولا مجال لذكرها الآن.
أسباب الانهيار
وكما أنّ لكلٍّ شيء إذا ما تمّ نُقصانُ، فدولة الإمارات وبعد أن وصلت إلى الأوج بدأت بالانحدار، بعد أن أوردت نفسها إلى موارد التهلكة من خلال تدخلها في شؤون الدول المُحيطة؛ حيث أنّ الممارسات الإماراتية خارج حدودها هي من عمّقت أزمة هذه الدولة، فبعد تدخلاتها الفجّة هنا وهنا، ودفعها للمليارات لدعم الثورات المُضادة، انعكس هذا الأمر على سلوكيات شعب تلك الدول التي بدأ الكثير منها بمقاطعة المنتجات الإماراتية، مؤكدين أنّ الإمارات وبثمن هذه المُنتجات؛ فإنها تقوم بتمويل الميليشات وشراء المُرتزقة ليحاربوا شعب تلك الدول.
وبناءً على ما ذكر؛ فإنّ نجم الإمارات كدولة منتجة للنفط وجالبة للعمالة بدأ بالأُفول، ومن الآن فصاعدًا سنسمع الكثير عن أعمال شغب وعنف في الإمارات، فالعمّال لن يسكتوا عن حقهم، والشركات لا تمتلك المال لدفع مُستحقّات العمال، وعلى هذا المِنوال ستجد الإمارات نفسها كما كانت قبل خمسين عامًا –قبل تأسيس الدولة واكتشاف النفط- صحراء قاحلة تشمخ بها الأبنية العالية.. والفارغة.