في مفاجأة غير متوقعة فاجأنا الناطق الرسمي لوزارة الدفاع العميد / يحيى سريع بعملية هجومية كبرى هي عملية توازن الردع الرابعة، والتي تمت بعدد كبير من الصواريخ الباليستية المجنحة من نوع “قدس” و وطائرات “صماد 3 “حسب ما ورد في بيان الناطق الرسمي، والذي كشف في سياق بيانه الصحفي للعملية عن أهدافها وتمثلت بمقر وزارة الدفاع، ومقر الاستخبارات العسكرية، وكذلك قاعدة سلمان العسكرية في الرياض، ومواقع أخرى في عسير ونجران.. وأكد العميد سريع أن العملية نجحت وحققت إصابات دقيقة لجميع أهدافها.
لم يكشف العميد سريع عن عدد الصواريخ المستخدمة، ولا عن عدد طائرات “صماد 3” أيضا، وفي أهداف العملية التي كشف عنها ما يؤكد أنها عملية هجومية كبرى، ما يعني أن عدد الصواريخ والطائرات المسيَّرة فيها كبير كما ذكر ويفوق ما قد نتوقعه نحن، فوزارة الدفاع أو مبنى الاستخبارات كهدفين من أهداف العملية على سبيل المثال لن يتم استهدافهما إلا بالعدد الذي يتناسب معهما من حيث الأهمية والحجم.
من جهة أخرى فإن عدم كشف العميد سريع في بيانه عن العدد المستخدم في العملية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة يعكس الحنكة العسكرية للقيادة، ويهدف إلى تحقيق أهداف أخرى من العملية لها أبعاد هامة لا تقل عن أهمية نجاح العملية نفسها نذكر منها هدفين :
الأول : إجبار العدو على إثبات فشل المنظومات الدفاعية المستجدة التي استجلبها من عدة دول بعجزه عن تحديد عدد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة في بيان ناطقه الرسمي، وهذا ما حصل فعلا وهو ما أثبته ناطقهم في بيانه الركيك واللا منطقي عن العملية والذي كشف عجز منظوماتهم التي انفقوا عليها مئات المليارات عن كشف العدد المستخدم من الصواريخ ومن الطائرات ، بل إنهم وقعوا في فضيحة كبرى بعدم قدرتهم عن التفريق بين الصواريخ والطائرات
الثاني : كشف كذب العدو ودجله أمام شعب الجزيرة وأمام العالم في بيانه عن العملية وإثبات غبائه واستحماره أمام هذه العملية وما سبقها بعدم استيعابه الدرس منها ومما سبقها، وهذا الهدف أيضا تحقق بنجاح وظهر تفاوت كبير بين بيان ناطقهم الرسمي الذي كذبه مواطنوه في مواقع التواصل الاجتماعي بما نشروها من تغريدات ومنشورات تضمنت الكثير منها صور ومشاهد فيديو حيه للانفجارات،والنيران في عدد من المواقع شمال الرياض كوزارة الدفاع، ومبنى الاستخبارات ومناطق متفرقة أخرى تصاعد منها الدخان الكثيف الناتج عن عملية الاستهداف التي عكست الضجة الصاخبة وعبَّرت عن حالة الرعب الهيستيرية التي أصابت نظام الرياض، وسببتها عملية توازن الردع المرعبة.
وهو أيضا ما أكدته البعثة الأمريكية بتحذيرها الطويل المليء بالتحذيرات والإرشادات للأمريكيين المتواجدين في كافة المدن السعودية، ودعوتها لهم باتخاذ أقصى حالة التدابير والبقاء في المنازل والملاجئ وكيف يتعاملون عند سماع صوت انفجار كبير أو صفارة إنذار في أي مكان كانوا فيه متواجدين ، وأهمية البحث عن سواتر أو الاستلقاء أرضا إلى غير ذلك مما تضمنه بيان البعثة التحذيري، والذي يمكن إيجاز خلاصته بعبارة (كل واحد ينتبه على نفسه فمنظومات الدفاع السعودي عاجزة عن صد الصواريخ والطائرات اليمنية ).
توقيت هذه العملية يدل على أمرين اثنين ورسائل عديدة:
الأمر اﻷول: سحب مبادرة المشاط نهائيا بعد عرضها لما يقارب العام.
الأمر الثاني: الإعلان عن تدشين مرحلة جديدة من المواجهات لن تكون كما قبلها فرضها العدو السعودي بتماديه المستمر واستمراره في القصف والتصعيد، ولن تتوقف هذه المرحلة إلا برفع الحصار الكلي بجميع أنواعه عن اليمن وهو ما أكده العميد سريع في بيانه.
أما أهم رسائل العملية للعدو السعودي وتحالفه فهي كالتالي:
– استمرار التنامي والتطوير للقدرات الدفاعية والهجومية اليمنية وهذا الاستمرار لن يتوقف أبداً باعتباره حقاً مشروعاً لكل دولة.
– الرسالة الثانية أطلقوا سفن المشتقات ما لم فسيكون الرد أقسى مما تتوقعون، ومستمر حتى ترفعوا الحصار كاملا
– أما الرسالة الثالثة: مهما استجلبتم من منظومات دفاعية ومهما بلغ حجم انفاقكم عليها فستظل في طور العجز عن صد الهجمات اليمانية، وليس أمامكم أي وسيلة للخلاص منها إلا الإذعان للسلام ووقف العدوان .
إضافة إلى ذلك فقد تضمنت هذه العملية رسائل هامة أخرى وقوية للعدو السعودي وللعدو الصهيوامريكي وهي واضحة لهم ويعرفون كل مضامينها خصوصا في ظل مساعيهم الأخيرة بمؤامراتهم في محافظاتنا الجنوبية وسقطرى.
وأخيراً يمكن القول إن هذه العملية هي عملية رعب أكثر من كونها عملية توازن ردع، ومنطق العقل والحكمة يفرض على العدو السعودي ومن يقف خلفه أن يقف موقفاً حقيقياً مسؤولاً ويعيد حساباته على أساس مصلحته ومصلحة شعبه، فما بعد كل هذه الفضائح والفشل إلا الضياع.