إضاءة على الدور الأمريكي في تعطيل الحل السياسي باليمن
تقرير/ أحمد عبدالكريم
تعطيل الحل السياسي في اليمن سياسة دأبت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بين الأطراف السياسية اليمنية غير أن اهما تعطيل الحوار في موفمبيك وجنيف وإدخال اليمن في فراغ دبلوماسي طال أمده.
فراغ تمثل في خلق عزلة دولية لليمنيين بعد أن غادرت البعثات الدبلوماسية صنعاء مع نهاية منتصف فبراير لعام 2015 بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية التي أغلقت سفارتها في الـ 10 من فبراير، والدفع لرفض الاعتراف بالإعلان الدستوري عربيا ودولياً، وعدم الاعتراف بأي حكومة تستند إلى الإعلان ، بالرغم أنه جاء لسد فراغ تسبب فيه هادي وبحاح.
لم يكن الفراغ الدبلوماسي إلا أحد مظاهر تعطيل الولايات المتحدة للحل السياسي في اليمن، فهي وراء فكرة الأقاليم التي أفشلت مخرجات الحوار الوطني، ونكث هادي لاتفاق السلم والشراكة الوطنية، وتوقيف حوار جنيف وافشال حوار موفمبيك.
حوار قال فيه جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة “أن اليمنيين كانوا على وشك الاتفاق النهائي لولا اعلان الحرب ” الذي أعلنه السفير السعودي من واشنطن وهو مأ أكده السيد عبدالملك الحوثي في إحدى خطاباته المتلفزة، التي أشار فيها إلى قرب الوصول إلى اتفاق قبل أن يعلن العدوان عملية ” عاصفة الحزم”.
وبالرغم من دعوات أمريكا إلى الالتزام بما اتفق عليه اليمنيون في تصريحات لمسئوليها التي منها تأكيد اوباما للرئيس الهارب هادي في اتصال هاتفي “على أهمية ان يعمل اليمنيون على تنفيذ مخرجات الحوار بما في ذلك اتفاق السلم والشراكة الوطنية” إلا أن نها ألغت اعترافها في بيان لسفارتها في منتصف شهر فبراير 2015 بعد هروب هادي بتدبيرها بحسب مراقبون.
هذا البيان الذي جاء فيه “أن الشعب اليمني يستحق مساراً واضحاً للعودة الى حكومة شرعية فيدرالية وحدوية بما يتفق مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون اليمني” دون الإشارة الى اتفاقية السلم والشراكة والذي كان بمثابة الإعلان الرسمي لرفض هذه الاتفاقية.
اتفاقية كانت برعاية الأمم ووافقت عليها جميع الأطراف السياسية ومجلس التعاون والسعودية لكن ذلك لم يروق لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي تلاعبت ببنوده عبر رجلها بن مبارك ودفع هادي وبحاح للاستقالة وتدبير هروبه بهدف عدم العيش في ظل توافق سياسي لا يلبي مصالحها.
مصالح يبدو ان وفد الرياض إلى جنيف لم ينجزها فشهدت جلسة مباحثات اليوم الأخير بين وفد الرياض ووفد صنعاء انسحابا لوفد الرياض من المفاوضات بعد تلقيه توبيخات من السفيرين الاميركي والسعودي جراء فشله في تحقيق الاهداف المرسل لأجلها، وفق ما ذكرت مصادر يمنية، قبل أن يتلقى ولد الشيخ اتصال أمريكي يأمره بإيقاف الحوار.
حقيقة كشفها السيد عبدالملك الحوثي في خطاب المولد النبوي بقوله أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من عطل حوار جنيف بين الأطراف اليمنية بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية لمبعوث الأمم المتحدة باتصال هاتفي بعد أن أوشك اليمنيون على الاتفاق على بعض المبادئ الأساسية لوقف العدوان على اليمن.
ومع تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بمسار الحوار اليمني اليمني، واليمني السعودي وقدرتها على ايقافه أو استئنافه، يرى مراقبون ان الحل السياسي في اليمن مرهون بمدى رغبة الولايات المتحدة في التخلي عن سياسة التعطيل أو تغيرات تعطل أجندتها في اليمن.