صمود وانتصار

التفاح اليمني .. فاكهة الأرض الطيبة

الصمود| ” الأرض اليمنية لا يوجد لها مثيل في المعمورة ؛ إنها الجنة” هكذا يقول المواطن محمد الصولعي لحظة شرائه للتفاح من جولة عصر بأمانة العاصمة.

ويضيف: “نحمد الله سبحانه وتعالى، في كل موسم من مواسم الفواكه ، نتخيل أن فاكهة العالم قد جُلبت إلى اليمن، غزارة الإنتاج وجودته، بركات ربانية، تجعل من محافظة واحدة أو محافظتين تغطي كل الأسواق في الجمهورية، بمحصول واحد من محاصيلها؛ فالآن العيون كلها ترى تفاح لا سواه…”.

 من جهته يقول بائع الفاكهة عبد السلام محمد الحبابي , إن مناطق زراعة التفاح تتركز في محافظة صعدة بشكل كبير، حيث يأتي منها أجود أنواع التفاح بنوعيه ، الأول “الخشبي” الذي يمتاز بطعمه السكري أو العسلي في مذاقه،  ويكون لين، والنوع الثاني “الخزازي” ويكون طعمه حامض، ويتميز بصلابته وسهولة التنقل والسفر به للمسافات الطويلة  دون أن يتأثر.

ويذكر الحبابي أنه يقوم بشراء التفاح  من السوق المركزي للفواكه بمنطقة  “ذهبان” وهو الملتقى الذي يصب فيه جميع المزارعين منتجاتهم من الفواكه لعرضها على التجار الكبار والباعة الصغار ، وفي هذا السوق  تتم عمليات البيع والشراء، وبالنسبة للتفاح يصل سعر السلة الممتازة إلى 6500 ريال كحد أعلى و4500 ريال كحد أدنى .

ويشير الحبابي إلى أنه بعد أن يشترى سلال التفاح من سوق ذهبان يتجه إلى الأسواق الرئيسية في مذبح والحصبة وباب اليمن وهايل وشميلة وغيرها من الأسواق المنتشرة في أمانة العاصمة، وأحيانا يقصد أماكن أخرى كبعض المصالح الحكومية التي يتجمع فيها السكان بشكل كبير، والفرز الخاصة بالمحافظات من أجل أن يعرض بضاعته على المسافرين، وكذلك في أبواب المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الكبيرة .

وعن الربح الذي يحصل عليه الحبابي من بيع التفاح يقول:”  الحمد لله كل يوم أجني ما يكتبه ربك لي من رزق، والتفاح فاكهة مبروكة ، كما أنها تقاوم التلف وأستطيع أتنقل بها في أماكن كثيرة  وأبيعها سريعاً”.

من جانبه يقول البائع جمال أحمد حزام ، ” إن التفاح البلدي يلقى رواج  وإقبال من قبل المواطنين أكثر من التفاح الخارجي ، ويؤكد أن الموسم لهذا العام لم ينقطع ؛ لكثرة الإنتاج من المزارع ، وأيضا لوجود الثلاجات الكبيرة والمتخصصة لحفظ الفواكه، حيث يتم حفظ التفاح فيها وبالتالي يدوم عمره إلى 6 أشهر دون أن يفسد, مشيراً إلى أن التفاح يبقى سليما ستة أيام بدون ثلاجة”.

ويضيف : أنا وأبناء منطقتي نقوم بالبيع والشراء في الفواكه؛ فهذه “العربيات” هي مصدر رزقنا، نحمل بها فاكهة الموسم ونطلب الله. ويؤكد حزام أن فاكهة التفاح مطلوبة جداً باعتبارها هدية يقبل عليها المسافرين للأرياف، أو الداخلين للمستشفيات لزيارة المرضى .

وعن أجود أنواع التفاح يقول حزام:” تفاح صعدة مطلوب لجودته وطعمه الحلو، ولذلك نتسابق عليه عندما يصل إلى السوق المركزي، فهو معروف بحجمه الكبير وكثرة عصارته وقوة تحمله”.

الزراعة والإنتاج

تشير إحصائيات  حديثة لوزارة الزراعة والري أن المساحة المزروعة بفاكهة التفاح  في عام 2019 وصلت إلى 2.205 هكتار ، قُدر انتاجها 21.946 طن.

وأحتلت محافظة صعدة المركز الأول من حيث المساحة المزروعة المقدرة بـ 1037هكتار، وإنتاجية وصلت إلى 11.638 طن، فيما حازت محافظة مأرب على المركز الثاني بإنتاج بلغ 2.278 طن، ومساحة 217 هكتار.

وجاءت محافظة عمران في المركز الثالث، بزراعة مساحة 253 هكتار وانتاج 2.007 طن، فيما توزعت بقية المساحة والكمية المنتجة على محافظات ذمار، صنعاء، الجوف، إب والبيضاء وغيرها من المحافطات.

منع استيراد الخارجي

شكل القرار الذي اتخذته وزارة الصناعة والتجارة بمنع استيراد التفاح الخارجي  دافعاً كبيراً لتشجيع ودعم الإنتاج المحلي من هذا المحصول.

وأوضح وزير الصناعة والتجارة عبدالوهاب الدرة في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الإنتاج المحلي من التفاح تضاعف بشكل كبير خلال هذا الموسم ، مؤكداً أهمية قرار منع الاستيراد لتجنيب المزارع المحلي الخسارة نتيجة المنافسة غير العادلة مع المنتج الخارجي .

ولفت الدرة إلى أن الحكومة تهدف إلى حماية وتشجيع المنتج الوطني الزراعي من المحاصيل النقدية المختلفة لتغطية احتياجات السوق المحلية بما يعزز من سيادة واستقلال الوطن والحفاظ على الامكانيات المالية من العملات الأجنبية التي يتم استنزافها في استيراد المنتجات والسلع الخارجية.

ملكة الفواكه

يشرح المواطن عادل الابيض عن قصته مع فاكهة التفاح قائلاً:” قبل الموسم كنا نشتري التفاحة الواحدة بـ100 ريال أو 200 إذا كانت كبيرة، أما اليوم وفي موسمه الأربع الحبات نستطيع أن نشتريها بـ100 ريال، نعمة من الله، أصبح التفاح على الموائد طول وقت الموسم، وذلك على خلاف السابق؛ فالمرء لا يستطيع شراء الفاكهة إلا في الأسبوع أو الأسبوعين وأحيانا في الشهر”.

ويقول: نحن الآن في موسم التفاح ؛ فكل الأسر والعوائل الكبيرة  والجيران، وسكان العمارات ، تراهم يتبادلون توزيع هذه الفاكهة فيما بينهم ، وكل أسرة تعطي ما فاض عندها إلى جيرانها أو أقاربها.

من جهته يقول خالد الصبري : “تتكون أسرتي من سبعة أنفس ، الموز كانت الفاكهة التي ممكن الفرد الواحد يحصل على حبة واحدة كاملة ؛ فهو فاكهة رخيصة، وإنتاجه في اليمن وفير، والكيلو الواحد يوفر العدالة ، اليوم أصبح التفاح ينافس الموز من حيث رخص ثمنه وكثرة إنتاجه ، وكذلك السعادة في وجوه الآكلين؛ لأن كل واحد سيحصل على حبة كاملة وليس قطعة فقط”.

صعدة سلة التفاح

استقبلت الأسواق المحلية بأمانة العاصمة من محافظة صعدة خلال الموسم الزراعي الحالي 50 ألف سلة من ثمار التفاح ، ذلك ما أوضحه مدير مؤسسة الخدمات الزراعية المهندس عدنان حاشد في تصريح لـ(سبأ) .

ولفت حاشد إلى أن هذه الخطوة تأتي انطلاقاً من توجهات المؤسسة لدعم الإنتاج المحلي وتغطية احتياجات السوق بدلاً عن المنتجات المستوردة.

وكالة سبأ |  محمد الطويل