صمود وانتصار

إنسانية القائد وسلمية الثورة

الشيخ هادي النهمي
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة الشعب ضد التجزئة والتقسيم الذي كان يخطط له أعداء هذه الأمة، فقد شكلت هذه الثورة المباركة بمبادئها الإيمانية الراسخة تطلعات أبناء الشعب في بناء دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية لكل أبناء الوطن المعتمدة على التنمية الشاملة وتحقيق الاكتفاء الذاتي انطلاقا من المسؤولية الدينية والأخلاقية في إعمار الأرض وكذا التحرر من سطوة الارتهان للخارج بكل أشكاله وتعزيز الانتماء للهوية الإيمانية.

فقد انطلقت هذه الثورة بقيادة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وفق ثوابتنا الإيمانية لشعبنا اليمني وباصطفاف أبناء الشعب في مسيرة الحق والعدل، وبفضل هذه الثورة الظافرة عادت الثقافة الإيمانية اليمانية وخرج اليمن من التبعية للخارج وامتلك قراره، وبها حافظنا على وحدتنا أرضا وإنسانا، كما تجلت مبادئ هذه الثورة العظيمة في تضحيات أبناء الوطن بعزة وإباء وتفان للدفاع عن قيمهم وأرضهم وأعراضهم ومواجهة العدوان الغاشم ، وأكدت صدقهم مع قضايا أمتهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

كما كان لهذه الثورة الفضل في تحرير الإنسان اليمني من قوى الهيمنة والطغيان، فهي ثورة خالية من التدخل الخارجي الخبيث، كما إنها ثورة إنسانية سلمية لم تسفك الدماء ولم تعلَّق المشانق لخصومها، كما حدث ويحدث في كثير من الثورات في العالم، فبسلمية هذه الثورة ونجاحها شكلت تحولا تاريخيا في مسيرة اليمن الحديث وثورة مكتملة الأركان والأهداف، ثورة شعبية بقيادة وطنية خالصة لم تتدخل فيها الأيادي الخارجية، ثورة إنسانية ليس لها نظير، ثورة تسامح ومبادئ وقيم ونهج.. فمنذ اليوم الأول لانتصارها فتحت باب الشراكة للجميع وفي مقدمتهم الخصوم، لكن قوى الطغيان الأمريكية الصهيونية وأذنابها في الجزيرة والخليج لم يهدأ لهم بال فشنوا عليها الحرب والعدوان وحشدوا ضد هذه الثورة كل قوى البغي والطغيات وأذنابهم من المرتزقة والعملاء والتكفيريين محاولين رد عجلة التاريخ إلى الوراء، لكن هيهات لهم ذلك فقد خرج الشعب اليمني من تحت العباءة السعودية الأمريكية ولم يعد أسيرا لقوى العمالة والخيانة..

وها هي ثورتنا المباركة نوقد شعلتها السادسة اليوم، شعلة الحرية والاستقلال والصمود والتحدي في وجه طواغيت الأرض وعملائهم، ونحن نعيش أجواء الإخاء والمحبة والتسامح التي ينعم بها جميع أبناء الوطن في ظل قيادة إيمانية إنسانية حكيمة يتقدمها قائد الثورة السيد المجاهد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- والمجلس السياسي الأعلى وحماية أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية والأجهزة الأمنية.. ومن هذا المنطلق والنهج كانت وستظل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بحق ثورة إنسانية سلمية جسَّدت معنى «إنسانية القائد وسلمية الثورة».