تجري الاستعداداتُ لإحياء الذكرى السنوية للشهيد كمناسبة وطنية عظيمة تليقُ بمن قدّموا أرواحَهم دفاعاً عن سيادة واستقلال الوطن وعزة وكرامة أبنائه؛ باعتبَار الشهداء هم الأكرمَ والأعظمَ الذين يُعدُّ الوفاءُ والعِرفانُ تجاههم واجباً دينياً وأخلاقياً يُجسَّدُ فيه الانتماءُ لهذا الوطن، وهي قضيةٌ إيمانيةٌ تعبر عن هُــوِيَّة هذا الشعب الذي يبذل أغلى ما يملك في سبيل قضيته وهم الشهداء..
والذكرى السنوية للشهيد ليس مناسبة احتفائية بغرض الاحتفال وإنما مناسبة لترسيخ المبادئ والقيم الدينية والوطنية التي جسّدها الشهداء بتضحياتهم ليحيا اليمن وأجياله القادمة أعزاء كرماء على ارض وطنهم الموحد والمستقل..
وهنا نتبين المقصود من هذه المناسبة العظيمة الهادفة إلى جعل الشهداء والقضية التي ضحوا مِن أجلِها بأغلى ما يملكون خالدة في وعي وذاكرة شعبهم الذي يعبر عن ذلك بالاهتمام بأبنائهم وأسرهم وإعطائهم الأولوية في اهتمامات ليس فقط الدولة بل وكل أبناء هذا الشعب المؤمن الصامد..
إن الأمم الحية والحرة والكريمة تستمد قوتها وإرادتها من اهتمامها بشهدائها الذين روَوا شجرة الحرية بدمائهم لتكبر متجذرة في نفوس هذه الشعوب فتصبح منيعة أمام أي معتدٍ أَو غازِ يريد سلبَها أرضَها وكرامتَها..
وهذا ما يجعل تضحيات الشهداء ودماءهم الزكية هي الشعلة التي تستنير بها الأجيال وتذكي فيهم الروح الجهادية لمواصلة مسيرة الدفاع عن الدين والوطن القادرة على هزيمة أية قوة مهما بلغت قدراتها وإمْكَاناتها..
لهذا ستكون فعاليات إحياء أسبوع الشهيد تمتلك الاستمرارية بما يعطي الشهداء مكانتهم وبما يجعل أبناءهم يمتلئون بشعور الفخر والشموخ؛ كونهم يحتلون مكانة تحظى باعتزاز شعبهم وأمتهم..
والمعنى هنا ألا يقتصر هذا الاهتمام على بعض الامتيَازات بل يكتسب طابعا يشمل كافة المجالات بحيث يكون أبناء الشهداء وأسرهم هم استمرارية لهذا العطاء الذي لا يضاهيه عطاء، وهذا وحدَه ما يؤكّـد أن شهداءنا عظماؤنا فهم لا يموتون.