والدي الشهيد فزتَ ورَبِّ الكعبة
الصمود || مقالات || علي القحوم
في ذكرى الشهيد نستلهمُ عظمةَ وسموَّ الشهداء وفوزَهم الكبير برضوان الله فتاجروا مع الله فربحوا التجارة..
هنا أردتُ أن أكتُبَ بعض الأسطر وبعضَ الكلمات عن والدي الشهيد رحمةُ الله تغشاه وتغشى جميعَ الشهداء الأبرار حتى وإن قلمي أبى أن يخط ما يخالجني من حزنٍ وسعادة في الوقت نفسه وحاولتُ أن أعبِّرَ ببعضِ شيءٍ في هذه المناسبة العظيمة فانحنى قلمي إجلالاً وتعظيماً أمام شهدائنا العظماء من بذلوا أنفسَهم في سبيل الله وسبيل الدفاع عن الدين والأرض والعِرض والهُــوِيَّة؛ ليعبِّدوا بدمائهم الزكية طريقَ الشهادة والاستشهاد والعزة والكرامة والحريّة والاستقلال..
والدي العزيز ليس المقامُ هنا لأرثيك أَو أطريك وإنما أكتُبُ هذه الكلماتِ والدموعُ تذرفُ والقلب يحزن لفراقكم أبي العزيز، ولكن أستلهمُ بذلكم فداءَكم وعطاءَكم فيهون علينا الفراقُ، ومَن أعظم ممن يتحَرّك اليوم في مواجهة الغزاة والمحتلّين ويقدم ما يقدم من تضحيات؛ مِن أجلِ الله ويلقى اللهَ شهيداً توسم بالوسام الإلهي العظيم؟!..
نعم.. نحن نحزَنُ لفقدانكم وأيَّما فقدان، ونذرف الدموعَ، ولكن عندما نعلم أبي أنكم ذات يوم حزمتم أمتعتكم وودّعتم الأهل والأقاربَ وانطلقتم في ميدان الجهاد فكنتَ والدي العزيز مستعدًّا للرحيل من هذه الحياة إلى الحياة الأُخرى إلى لقاء الله، فكنتَ مستشعراً القربَ منه في كُـلِّ وقت، ورأيتَ أن الرحيلَ إلى الله ليسَ خسارةً ولا نهايةً، بل تطلُّعٌ إلى ما تأمل وترجو إلى ما هناك إلى ما عند الله إلى ما وراء هذه الحياة الفانية إلى حياة أرقى وأعظم وأسعد، وهذا من زكاء في النفس وطهارة في القلب واستقامة في السلوك وأملٍ في الله وتحرّر من توجّـه النفس بالشهوات والرغبات والإيثار لما عند الله فتهيَّأْتَ لتكونَ شهيداً عند مليك مقتدر في عليين، فهنيئاً لك يا أبي الشهادة والوسامَ الإلهي والشرف العظيم لتكون بذلك ملتحقاً بقافلة الشهداء قافلة العطاء والبذل والتضحية..
وفي الأخير وليس أخيرًا عهدُنا للشهداء بأن نمضي في مسيرة الحق مسيرة الحياة وتحتَ لواء وقيادة من ارتضاهم اللهُ لنا قادةً من أهل بيت نبيه، صلوات الله عليهم أجمعين، تحتَ لواء وقيادة سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين أمير الدين الحوثي حفظه الله وأبقاه ذُخراً لهذه الأمة.
وعهدنا أَيْـضاً لك يا سيدي بأننا سنمضي أوفياءً مخلصين ملتزمين مثابرين مهتمين في رفع راية الإسلام، لن نكل ولن نمل، ولن توهن عزائمُنا، فمهما ضحينا ومهما كانت التضحيات فَـإنَّ هذا لن يزيدَنا إلى قوةٍ وصلابةٍ ويقينٍ على صوابية وحق مسيرتنا وعظمة وحكمة قيادتنا.
وهذا عهدٌ قطعناه على أنفسنا منذ اليوم الأول لهذه المسيرة القرآنية العظيمة.
فامضِ بِنَا سيدي ونحن جندك وسيفُك القطاع، اضرِبْ بِنَا أينما شئت وأينما تشاء..
الرحمةُ والخلودُ للشهداء..
النصرُ لشعبنا اليمني المظلوم..
الشفاءُ للجرحى والحريّة للأسرى..