ظلت وما تزال سفينة صافر التي تعرف بـ ( خزان صافر العائم ) التي ترسو قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة منذ بداية العدوان على بلادنا في 26مارس 2015وحتى اليوم بدون أي صيانة تذكر، ما أدى إلى تهالكها وتدهور حالتها ، القيادة الثورية والسياسية وحكومة الإنقاذ الوطني ومعها الوفد الوطني المفاوض سبق لهم مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لتمكين الفرق الهندسية من صيانة ( صافر ) ، لكن الطلب قوبل بالرفض من قبل قوى العدوان وحكومة الفنادق حسب زعم الأمم المتحدة، وفي مارس من العام 2018م طلبت الحكومة من الأمم المتحدة قيامها بإرسال فريق هندسي تابع لها للقيام بأعمال الصيانة وتقييم الوضع الشامل للخزان العائم المهدد بالتسرب النفطي أو الانفجار، لكن الأمم المتحدة لم تتفاعل بجدية مع هذا الطلب، وظلت تتلكئ وتماطل في التعاطي الإيجابي معه ، متذرعة بعدم حصولها على تصاريح من قبل تحالف العدوان يتيح لها القيام بصيانة صافر، وهي الذريعة التي ما تزال قائمة حتى اليوم حتى بعد التوقيع على اتفاق صيانة عاجلة وتقييم شامل للخزان العائم صافر بين الأمم المتحدة واللجنة الاقتصادية العليا..
الاتفاق الذي تم بين الأمم المتحدة والفريق الوطني الاستشاري الخاص بخزان صافر العائم في 11نوفمبر الماضي ، أسند مهمة الصيانة لمكتب المشاريع التابع للأمم المتحدة ( يونبس )، وعلى الرغم من عدم وصول نسخة من الاتفاق موقعة من قبل الأمم المتحدة ، وعدم الكشف عن تفاصيل عملية الصيانة وفاتورة هذه العملية ، إلا أن اللجنة الاقتصادية العليا قفزت على ذلك ، من باب إظهار حسن النية ، والرغبة في صيانة خزان صافر العائم وتفادي التعرض لكارثة بيئية واقتصادية إن حصلت ستكون الأسوأ في منطقة البحر الأحمر وستكون تداعياتها وآثارها كارثية على الكثير من الدول الواقعة في منطقة البحر الأحمر وقد تمتد إلى ما هو أبعد ، علاوة على ما سيترتب عليه إغلاق ميناء الحديدة الشريان الوحيد المتبقي لليمنيين جراء ذلك، ومع ذلك ما تزال الأمم المتحدة تراوغ وتماطل في تحديد موعد وصول الفريق الهندسي التابع لها ، فبعد أن حددت في 12ديسمبر نهاية يناير وأوائل فبراير كموعد لوصوله، ذهبت للإعلان عن تأجيل موعد وصول فريق الخبراء والمهندسين إلى 15فبراير من العام الجديد مبررة أن ذلك من أجل استكمال خطة وموازنة عملية الصيانة والحصول على تصاريح من تحالف العدوان يسمح لها بالقيام بهذه المهمة حد زعمها..
بالمختصر المفيد: يبدو جليا أن الأمم المتحدة غير جادة في تنفيذ عملية صيانة خزان صافر العائم، وأنها تتماهى مع رغبة تحالف العدوان وحكومة الفنادق، وأن التصريحات التي تصدر عن مسؤوليها والتي تظهر حرصهم على البيئة البحرية في منطقة البحر الأحمر، من خلال الحديث عن جهودهم المبذولة لصيانة خزان صافر لتفادي وقوع أي تسرب نفطي منه، أو حتى انفجاره ، بعد أن تسربت مياه البحر إلى غرفة المحرك في مايو الماضي والذي قد يؤدي لانفجار الخزان في حال زيادة كميات المياه التي تتسرب إلى داخله، لا تعدو عن كونها تصريحات دعائية استغلالية الهدف منها ابتزاز قوى العدوان والحصول على المزيد من المكاسب المادية ، فالحالة التي عليها خزان صافر العائم لا تحتمل الدعممة أو التأخير تحت ذرائع ومبررات واهية وغير منطقية ، وعليها أن تدرك جيدا أنها من ستتحمل مسؤولية أي كارثة قد تحصل جراء ذلك بعد التوقيع على اتفاق الصيانة ، وعدم وجود أي شماعات جديدة تعلق عليها الأمم المتحدة ودول العدوان عدم القيام بعملية الصيانة ، لا نريد زيارات استطلاعية للفرجة والتقاط الصور والحصول على بدل السفر ، نريد مصداقية وجدية في التعاطي مع هذه القضية، تتوج بوصول الخبراء والفريق الهندسي الأممي المزود بكافة المعدات وقطع الغيار التي تتطلبها عملية الصيانة ، لما من شأنه تفادي وقوع الكارثة البيئية المتوقعة في حال انفجار خزان صافر العائم ، أو حدوث تسرب نفطي..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.