الكشف عن مصير معتقلين يمنيين احتجزتهم الإمارات في قاعدة في إرتيريا
الأخبار | الصمود | كشفت مصادر يمنية عن مصير معتقلين يمنيين احتجزتهم الإمارات في قاعدة في إرتيريا التي أخلتها أبوظبي مؤخرا.
وقال الصحفي اليمني أنيس منصور رئيس مركز (هنا عدن) للدراسات وصحيفة هنا عدن إن عددا من المعتقلين اليمنيين كانوا في السجون السرية في جزيرة عصب ارتيريا نقلتهم الامارات إلى سجن الوثبة في أبوظبي.
وأضاف منصور أن عددا أخر من المعتقلين اليمنيين تم نقلهم إلى سجون: بلحاف السري والريان حضرموت.
فيما البعض الأخر من المعتقلين اليمنيين قضوا من إثر التعذيب ودفنوا في مقابر مجهولة بحسب ما أكد منصور.
ويوم أمس كشفت وكالة “أسوشييتد برس” الدولية للأنباء أن الإمارات بدأت تفكيك أجزاءً من قاعدة عسكرية تديرها في دولة إريتريا، الواقعة شرقي أفريقيا واستندت الوكالة إلى صور للأقمار الصناعية.
وبنت الإمارات ميناءً، ووسعت مهبطاً للطائرات في مدينة عصب الإريترية ابتداءً من سبتمبر/ أيلول 2015.
واستخدمت المنشأة كقاعدة لنقل أسلحة ثقيلة وقوات سودانية إلى اليمن في قتالها إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية.
ويقول الخبراء إن الإمارات التي أشاد بها وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس، ذات يوم، وأطلق عليها لقب “إسبرطة الصغيرة”، وصلت إلى حدود توسعها العسكري في الصراع اليمني المأزوم.
وبعد أن سحبت قواتها من الصراع، تظهر صور الأقمار الصناعية أنها بدأت بشحن المعدات وتفكيك حتى الهياكل المقامة حديثاً.
وقال رايان بوهل، المحلل في شركة ستراتفور للاستخبارات الخاصة، ومقرها تكساس، إن “الإماراتيين يقلصون طموحاتهم الاستراتيجية، وينسحبون من الأماكن التي كان لديهم وجود فيها… إن نشرهم لهذه القوة الصارمة عرّضهم لمخاطر أكثر مما يرغب الإماراتيون الآن في تحمّله”.
وكانت إريتريا منحت الإمارات عقد إيجار للقاعدة لمدة 30 عاماً.
وضخت الإمارات ملايين الدولارات لتحسين المنشأة في عصب، على بعد نحو 70 كيلومتراً فقط من اليمن.
وهيّأت أبوظبي الميناء وحسّنت مهبط الطائرات الذي يبلغ طول نحو 3500 متر للسماح باستقبال طائرات الدعم الثقيل وإقلاعها.
كذلك بنى الإماراتيون ثكنات وحظائر للطائرات وأسيجة عبر المنشأة التي تبلغ مساحتها 9 كيلومترات مربعة، والتي شيدتها إيطاليا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، القوة الاستعمارية في ذلك الوقت.
مع مرور الوقت، وضعت الإمارات في المطار دبابات لوكلير القتالية، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز “جي 6″، ومركبات قتالية مدرعة من طراز “بي إم بي-3″، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة.
وهذه الأنواع من الأسلحة الثقيلة شوهدت في ساحات القتال اليمنية.
وشوهدت طائرات هليكوبتر هجومية، وطائرات مسيَّرة، وطائرات أخرى على مدرج المطار نفسه.
وضمت الثكنات في القاعدة قوات إماراتية ويمنية، وكذلك صُوّرت قوات سودانية في أثناء نزولها في مدينة عدن الساحلية اليمنية.
وتظهر التسجيلات أن السفينة التي كانت تقلهم، “سويفت-1″، سافرت ذهاباً وإياباً إلى عصب.
وتعرّضت السفينة في وقت لاحق لهجوم من قبل قوات الحوثيين في عام 2016.
وأكدت الحكومة الإماراتية أنها كانت تحمل مساعدات إنسانية، وهو ادعاء وصفه خبراء الأمم المتحدة في وقت لاحق بأنهم “غير مقتنعين بصحته”.
كذلك ساعدت القاعدة الجنود الجرحى من خلال توفير “واحد من أفضل المستشفيات الجراحية الميدانية في الشرق الأوسط”، بحسب قول مايكل نايتس، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الذي درس قاعدة عصب.
ومع استمرار حرب اليمن، استخدم الإماراتيون أيضاً القاعدة لاحتجاز السجناء، حيث واجه التحالف الذي تقوده السعودية ضغوطاً دولية متزايدة بشأن إساءة معاملة المحتجزين، والغارات الجوية التي قتلت مدنيين.