مؤتمر (متحدون ضد التطبيع) يناهض التطبيع ويؤكد التمسك بالقضية الفلسطينية
عواصم | الصمود | واصل مؤتمر (متحدون ضد التطبيع) أعماله اليوم الاحد، ولليوم الثاني على التوالي بمشاركة نحو 500 شخصية من كافة الأقطار العربية، لرفض تطبيع دولٍ عربيةٍ مع كيان الاحتلال الصهيوني، ودعمًا وتوحيدًا للجهود مع الفلسطينيين من أجل قضيتهم العادلة.
ويأتي هذا المؤتمر في إطار سلسلة فعاليات محلية وعربية ودولية، تمثّل آخرها في انعقاد مؤتمر مهم دعت إليه (الحملة العالمية من أجل العودة) بهدف الدعوة لاعتبار 2021 عاماً لمناهضة التطبيع.. وشاركت في هذا المؤتمر شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا الإطار، شدّد منظّمو المؤتمر على أنّ كلّ هذه المبادرات تؤكّد أنّه “إذا كان التطبيع هو خيار بعض الحكومات، فإنّ مناهضته تبقى خيار الشعوب” وفق النص الرسمي التعريفي بالحدث.
كما يأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد اجتماع افتراضي، الشهر الماضي، لممثلي الهيئات المشاركة في “المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين”، رأوا خلاله أن يكون لمحور مناهضة التطبيع ودعم المقاومة دور أساسيّ في هذا المنتدى.. داعين المؤتمرات والهيئات الشعبية العربية إلى عقد هذا المؤتمر العربي.
وكان (المؤتمر القوميّ العربيّ، والمؤتمر القوميّ الإسلاميّ، والمؤتمر العام للأحزاب العربيّة، ومؤسّسة القدس الدوليّة، والجبهة العربيّة التقدّمية، واللقاء اليساريّ العربيّ) قد دعوا في وقت سابق إلى انعقاد مؤتمر بالفضاء الافتراضيّ تحت عنوان (متّحدون ضدّ التطبيع).
وينعقد المؤتمر عبر تطبيق “زوم” خلال يومي السبت والأحد 20 و21 فبراير الجاري، ويتضمّن كلمات لقادة في المقاومة والعمل السياسيّ والنقابيّ تتناول مواجهة التطبيع بكلّ أشكاله وتجارب مناهضة التطبيع في الأقطار المعنيّة.
وسيصدر عن أعمال هذا المؤتمر بيان ختاميّ يتضمّن مواقف المشاركين من اتفاقات التطبيع، ومجموعة توصيات وقرارات تتصل باستنهاض قوى الأمّة في مواجهة التطبيع.
ويذكر أنّ الهيئات الداعية نفسها إلى هذا المؤتمر كانت قد عقدت في يونيو ويوليو 2019 مؤتمرين في بيروت تحت عنوان (متّحدون ضدّ صفقة القرن) وشارك فيهما نحو 300 عضو يمثلون معظم التيّارات والمكوّنات الفكريّة والسياسيّة والحزبيّة والنقابيّة في الأمّة.
وفي إطار التحرك الشعبي العربي المناهض للتطبيع بادرت هيئات شعبية عربية عابرة للأقطار إلى الدعوة لعقد هذا المؤتمر، يحضره المئات من رؤساء وممثلي الهيئات والقوى والشخصيات العربية، لاسيّما الذين يعيشون في أقطار أقدمت حكوماتها على عقد اتفاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويُعد انعقاد هذا المؤتمر، في هذه الظروف بالذات، تتويج لسلسلة من المبادرات والهيئات والتنسيقيات والجمعيات التي قامت في الأقطار العربية من المحيط إلى الخليج بهدف تنسيق جهود هذه المكونات كلها في مواجهة التطبيع الذي هو بالمقابل نتاج عمل دول وحكومات وقوى عربية وإقليمية ودولية، فإذا كان رعاة التطبيع بهذا الاتساع والحجم والقوى، فإن مناهضيه مدعوون إلى حشد كل طاقاتهم لمواجهته.
هذا وقد شهد المؤتمر في يومه الأول مشاركات لقياداتٍ من محور المقاومة، عبر تطبيق “زووم” يمثلون معظم مكوّنات الأمة وتياراتها الفكرية والسياسية الملتزمة بقضية فلسطين ونهج المقاومة والمناهضة للتطبيع.
حيث قال نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس: “نحن في حزب الله لبنانيون وطنيون حتى النخاغ ندافع عن وطننا وشعبنا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”.. مضيفًا “نحن عروبيون مع فلسطين ونناصر فلسطين وندعم شعبها وأهلها بكل أنواع الدعم”.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنَّه “نحن إسلاميون مع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع البلدان الإسلامية في مواجهة المشروع الأميركي، وعالميون مع المستضعفين في العالم، مع فنزويلا، نحن ندعم شعوب العالم ما استطعنا”.. مشدداً على أنَّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يُهزم وهو علَّم المجاهدين في العالم كيف تكون التضحيات.
بدوره، أكَّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أنّ التطبيع العربي من شأنه أن يدفع إلى إذابة الهوية الفلسطينية خارج فلسطين، ويلاحق من تبقى من الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، بتطويعهم كأيدٍ عاملة تساعد في تعزيز قوة الكيان “الإسرائيلي” وهيمنته.
وقال: إنَّ العالمين العربي والإسلامي يشهدان حالةً من الانكسار أمام المشروع الصهيوني لم يسبق لها مثيل، وانحيازًا لا يخفى على أحد، بلغ حدّ التحالف بين المشروع الصهيوني ومجموعة من الأنظمة العربية التي انحازت للعدو، متجاوزةً احتلال فلسطين ومقدساتها تحت شعار التطبيع الذي يكرّس المشروع الصهيوني كقوة مطلقة.
وأشار إلى أنَّ ما سُمّي بـ “مبادرة السلام العربية” التي كشفت ظهر الشعب الفلسطيني منذ سنوات بحجج واهية وادعاءات كاذبة بدولة فلسطينية، أظهرت أنَّها لم تكن سوى جسرٍ لتعبر عليه بعض دول المبادرة باتجاه العدو الصهيوني، متجاوزة حتى قرارات شاركت فيها.
ودعا النخالة للوقوف سدًّا منيعًا أمام هذه الانهيارات، تحت شعار: “متحدون ضد التطبيع”.
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش هو الآخر دعا إلى تبني خطاب اعلامي وطني موحد لمواجهة التطبيع الإسرائيلي بمختلف أشكاله للتأكيد على أن فلسطين هي القضية المركزية الأولى للأمتين العربية والاسلامية.
وأكد البطش خلال كلمته نيابة عن الفصائل الفلسطينية في مؤتمر إطلاق وثيقة مواجهة التطبيع الاعلامي، أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ليس “تطبيع سلام” بين متخاصمين في ساحة من ساحات الاشتباك بل هو استسلام للعدو وتشكيك في رحلة الإسراء والمعراج وتجاوز للتاريخ.
وأوضح أن مواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تكون وفق ميثاق الشرف الاعلامي المتفق عليه للتأكيد على أن فلسطين هي المركزية الأولى للأمة العربية والاسلامية.
إلى ذلك، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، أنَّ مبادئ مواجهة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، هي المقاومة، ثم الاتفاق على برنامج سياسي خارج إطار “أوسلو”، ثم العمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والمحدد الرابع تعزيز الشراكة مع مكونات الأمة.
فيما أكَّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أنَّ التطبيع أطلقه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كجزء من صفقة القرن ليبثَّ اليأس والإحباط على طريق تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.. مشيراً إلى أنَّ ترامب أراد أن يكرس وجود الاحتلال إلى الأبد وأن يصادر الأرض الفلسطينية.
وأضاف الأحمد “ترامب استغلّ قيام بعض الأنظمة العربية بإقامة علاقات سريّة وعلنيّة مع العدو “الإسرائيلي”.. داعيًا للنزول على الأرض في الساحة العربية من المحيط إلى الخليج الفارسي للتنبيه إلى أخطار التطبيع وإلى الكيان “الإسرائيلي” الغاصب والاستعمار الأميركي.
وتابع الأحمد قائلاً: “علينا أن نعيد توحيد صفوف أمتنا العربية وألا ننخدع بعنوان “الربيع العربي” الذي تحول لخدمة المشروع الصهيوني و”الإسرائيلي” لتفتيت ليبيا وسوريا والعراق”.
أما نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد فقد شدد على أنَّ عملية التطبيع ليست كسابقاتها، بل هي اتفاقيات ذات طابع أمني عسكري وسياسي وهي اتفاقيات عدوانية على الشعب الفلسطيني والحقوق والوطن الفلسطيني.
وأشار فؤاد إلى أنَّ هذه الاتفاقيات التي وقعت مع الكيان الصهيوني مختلفة عن عمليات التطبيع السابقة وتقع في دائرة الاتفاقيات التي تسيد الكيان الصهيوني على فلسطين والمنطقة.
وذكر أنَّ محور المقاومة يشكل حاضنة لحقوق الشعب الفلسطيني وهذا المحور أثبت فعاليته من خلال التصدي للكيان الصهيوني، كما أنه يمتلك القوة على الرد ويمتلك قوة الردع.
بدوره أكد الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح أنَّ بعض الدول الخليجية انخرطت في المشروع الخياني وسارت بركب التطبيع متحدّية إرادة شعوبها.. داعياً إلى وجوب رصّ الصفوف ورفع منسوب المواجهة لوقف هذا المشروع.
كما دعا للعمل على عقد مؤتمر جامع في العالمين العربي والإسلامي وإيجاد آليات عمل مع هيئات المقاطعة في العالم تؤمّن نقلة نوعية في جميع الأقطار.. مشيرًا إلى أنَّه لا بدّ من توحيد فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية لمواجهة العدو الإسرائيلي.
الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طلال ناجي قال: إنَّ العرب تخلوا عن المبادرة العربية وانتقلوا إلى شق التطبيع وعمليات التطبيع بعد أن صدرت التوجيهات الأميركية إلى هذه الدول العربية.
وأشار إلى أنَّ ترامب أعطى القدس والجولان للعدو “الإسرائيلي” ضاربًا بعرض الحائط الحقوق التاريخية والشرعية للعرب والمسلمين.
وتابع قائلاً: “المسألة هي الموقف من هذا العدو المحتل والغاصب وعلى الدول التي طبَّعت مع العدو الصهيوني أن تعيد النظر بقراراتها التي أجبرت عليها من الإدارة الأميركية”.. داعيًا المطبعين لإعادة النظر في موقفهم الذي سيدفعون ثمنه.
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أكد أنَّ التطبيع الذي صدر من الإمارات وحلفائها ليس تطبيعًا بل تحالفًا مع العدو “الإسرائيلي” وهو أخطر من التطبيع.
واعتبر أن ما صدر من اتفاقيات التطبيع عبارة عن جبهة شيطانية قوامها العدو “الإسرائيلي” والدول التي أعلنت التطبيع وهذا التحالف الصهيوني الأميركي هو لضرب نهضة الأمة.
من جهته أثنى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، على مئات المشاركين من مختلف الدول العربية في مؤتمر “متحدون ضد التطبيع” واشاد بوقوفهم في وجه التطبيع واسنادهم للشعب الفلسطيني ونضاله العادل.
وقال البرغوثي إن التطبيع هو جزء من صفقة القرن الرامية لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويمثل خطورة ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل وعلى شعوب ومصالح الدول المطبعة نفسها، وأنه يمثل تسللا للرواية الإسرائيلية المزيفة للمحيط العربي.
وأكد البرغوثي أن أفضل سلاح لإفشال التطبيع هو استنهاض مقاطعة شعبية عربية لنظام الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي اقتصاديا وثقافيا ورياضياً وفنيا وفي كل المجالات.
وقال البرغوثي إن الشعب الفلسطيني حقق حريته بالنضال والمقاومة ولن يرضخ أبداً لعبودية الاحتلال والتمييز العنصري ونظام الأبرتهايد الإسرائيلي.
وأشار البرغوثي إلى أهمية تبني استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة وتحقيق الوحدة الوطنية واستنهاض المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة.
المشاركة السورية كانت لعضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي مهدي دخل الله، الذي قدم عرضا عن التحولات الدولية التي يأتي التطبيع في إطارها حيث تعود الأطماع من البحار الى البر.
واعتبر أن دول الخليج “لا تريد قيام حرب بين أمريكا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة ثانية لأن ذلك سيُدمر هذه الدول، وهي بالتالي تضغط على اسرائيل وأمريكا لتقليل إمكانيات قيام حرب، وأن التطبيع الحالي خطير لأنه يقوم على أسس علاقات تعاون وصداقة وتسعى الى التكامل بين بلدين فتؤكد فشل العمل العربي المشترك”.
وقال دخل الله “إن 40 عاماً من التطبيع لم تجعل الشعب المصري يقبله وأن هذا التطبيع سيُهزم في الوطن العربي كما هُزم شعبيا في مصر”.. داعيا الى تأسيس هيئة عربية جامعة لمواجهة مخطط هذا التطبيع.
أما مصر فكانت كلمتها للقيادي الناصري والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي الذي قال: “إذا خرجت فلسطين فلا عروبة، وإذا نجح التطبيع فلا أمة، ذلك أن التطبيع هو قاعدة لإعادة هندسة المنطقة عبر اختراع عدو هي إيران”.