ضجيجُ السلام المفرَّغ
مقالات | الصمود | سند الصيادي
هذه الضوضاءُ التي نسمعُها عن السلام في اليمن، إنما تحاولُ تشويشَ واقعٍ جديدٍ يتشكل برسم المعادلة العسكرية التي مالت إلى الطرفِ الوطني في ميدان المعركة؛ وَلأَنَّ هذا الميلَ الحادث لا يروق لصُنَّاع الأزمات الدولية، فَـإنَّه يدفع بهم إلى محاولة تلافي المزيد من الانحدار لسقف أجندتهم وَمخطّطاتهم في البلاد باستمرار تضليل الحقائق وَتسويف المطالب.
وَما علينا نحن في الداخل اليمني إلَّا أن نعيَ دوافعَ وَحيثياتِ هذا الضجيج، وَحقيقة المشاعر الإنسانية الميتة وَالمتبلدة، وَالتي تنتفض عادةً في غير محلها، وبعد أن أغمض هذا العالم عيونَه عن مآسي وَمجازر وَجرائم مركَبة عجزت مراكز الرصد المحلية عن إحصاء أرقامها وَتداعياتها.
وَمثلما يقتل السلاح الغربي هذا الشعب كُـلّ يوم باتت مزاعم السلام الزائف توظف للإجهاز على ما بقي في هذا الشعب من حياة وَمن آمال في الحرية والخلاص، فلا الحديث عن منع صفقات السلاح أوقف الغارات والعدوان، وَلا مزاعم السلام فكت الحصار.
لقد خَبِرَ اليمنيون خفايا السياسة الدولية، كما لم يتسنَّ لشعبٍ من قبلهم أن يعايشَها، وَيلمسَ نفاقَها وازدواجيةَ مواقفها.
وَبهذه القناعات المتراكمة لديه خلال سنوات الحرب، عزز هذا الشعبُ تحَرُّكاتِه نحو جبهات القتال والمواجهة، إيماناً بأن أقصرَ الطرق وَأضمنَها إلى نيل المطالب هو الكفاح المسلح المبني على قوة الحُجَّـة وَعدالة القضية، وَفي ظل عالم تغلُبُ فيه نزعاتُ التوحُّش والسيطرة.
إنَّ التمني والرجاء ممن لا يرجى هلاكٌ، وَمواصلة السير مع الاستعانة بالله أوثقُ وَأضمن، وخيرٌ وَأبقى.