المشروع القرآني للشهيد القائد .. رؤية شاملة للنهوض بالأمة
تقرير | الصمود | رسم المشروع القرآني، للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مسارات واضحة ومحددة للنهضة بالأمة، ووضع أسس تقوم عليها تلك النهضة على المستويات الاقتصادية والسياسية والإعلامية والاجتماعية.
ويعتبر المشروع القرآني واسع الأفق وعالميّ النظرة، ورؤيته وخلفيته الثقافية الشيء الأساسي فيه، فهو يحمل رؤية ثقافية، وتربوية، وسياسية، وإعلامية، واقتصادية، واجتماعية، وأمنية، وعسكرية بخلفية ومنطلقات الرؤية, والثقافة, والمنهجيّة القرآنية.
مشروع حضاري:
إن طريقة ومنهج هذا المشروع بوصفه مشروعاً ثقافياً فكرياً حضارياً استطاع أن يقدّم قراءة شاملةً للخطاب القرآني، ليعيد تقديمه في الواقع كمنهج للحياة ينهض بالأمة ويعيد بنائها ويحصّنها ضد الأخطار المحدقة بها ويستعيد رؤيتها لذاتها وللآخر ويستنهضها لمسئولياتها ـ ليس في مواجهة عدوها وحسب ـ بل ولدورها الرسالي والحضاري الحقيقي والمُغيَّب في هذه الحياة .
وأوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد القائد، أن المشروع القرآني جاء في إطار حملة وهجمة واستهداف شامل للأمة من قبل أعدائها، لافتاً إلى أن السيد حسين بدر الدين الحوثي تحرك في وقتٍ مبكر، قبل أن يستفحل الخطر ويتعاظم جداً، وقبل أن تصل الأمور إلى مستوى الانهيار.
جاء المشروع القرآني، في مرحلة من أخطر المراحل في حلقات مسلسل المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية للسيطرة الشاملة على المنطقة وفق خطوات منظمة ومدروسة، وكانت المرحلة التي هي من أخطر المراحل ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث توجَّهت أمريكا بكل ثقلها وقدراتها وإمكاناتها على نحوٍ غير مسبوق، وتحركت في كل الاتجاهات لاحتلال المنطقة العربية تحت هذا الغطاء.
كل ذلك جعل الشهيد القائد يسارع في تقديم المشروع القرآني للأمَّة حيث كانت المرحلة تقتضي وجود مثل هذا الدور، فالمشروع كان نتاج استشعار المسؤولية والانتماء الإيماني للأمة، الذي لا يسمح بالسكوت تجاه الخطر الكبير والشر المحدق بالأمة والفساد والمنكر الذي يجعلها تخسر كل شيء، حريتها، واستقلالها وأمنها.
وأكد قائد الثورة أن “الشهيد القائد كان ممن دفعهم انتمائهم الإيماني للتحرك والشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، وممن امتلكوا الوعي بمتطلبات المرحلة، فالمشروع القرآني لم يكن عبثياً، ولم يكن مجرد افتعال مشكلة، المشكلة موجودة كبيرة جداً، مشكلة أمريكا وإسرائيل”.
كانت ولادة المشروع القرآني حاجة ومسؤولية، وانطلق من الوعي بالواقع ومشكلاته ومتطلباته وعلى نحوٍ واقعي وتدريجي وفاعل، وله كل المميزات التي يمكن أن تنشدها الأمة تجاه مشروع بناء عظيم فعّال مفيد، يمكن أن تعتمد عليه وأن يُشكّل مخرجا لها ومُعالجاً لكل إشكالاتها.
ينسجم مع الهوية الإيمانية:
وللمشروع القرآني مميزات عظيمة، أبرزها أنه ينسجم مع الهوية الإيمانية للشعب، والأمة بشكلٍ عام، ينطلق على أساس القرآن الكريم، في وقت جاء البعض بمشاريع من خارج الأمة وهويتها، من بلدان لها هوية أخرى واتجاهات أخرى، وحاولوا أن يفرضوها على الأمة رغماً عنها وصنعت مشاكل في واقع الأمة.
وشدد قائد الثورة، على أن المشروع القرآني، ينسجم مع الهوية الإيمانية للشعب والأمة، كلمة سواء بين كل المسلمين، لا يخص مذهباً معيناً، ولا عرقاً معيناً، ولا فئةً معينة، ولا محافظةً معينة، ولا فئة اجتماعية معينة، إنه يخص كل المسلمين، بل هدىً للعالمين، وكلمة سواء يجتمع عليها المسلمون.
ومن مميزات المشروع القرآني أنه يمثل صلة بالله، والتمسك به يجعل الأمة على صلةٍ بالله، وتحظى بتأييده، ومعونته، ونصره، ورعايته، وبكل ما وعد به نتاج ذلك، كما أن له أهمية معنوية عالية وهو مصدر لطاقة إيمانية هائلة، وهذا من متطلبات مواجهة التحدي الأمريكي والإسرائيلي وبتلك الهجمة والاستهداف الشامل .
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إن المشروع القرآني “ضرورة للوعي الديني، وللوعي الشامل، في مقابل التضليل، لأن هناك تضليل لخدمة أمريكا بالعنوان الديني، مثلما يفعله التكفيريون، وبالعنوان الديني مثلما يفعله المنبطحون المستسلمون لأمريكا المروجون لسيطرتها على الأمة بعناوين دينية، فالوعي الديني من خلال القرآن الكريم ضروري جداً للسلامة من ذلك التضليل وللوعي الشامل؛ لأن فيه تقييم كبير عن الأعداء ومؤامراتهم ومخططاتهم، عن كل عوامل القوة، وعوامل الضعف، عن أسباب النهضة وكل ما تحتاجه الأمة في إطار الوعي الشامل”.
التحصين والتعبئة:
والقرآن الكريم شامل في عملية التحصين الداخلي على كل المستويات، الوعي والبصيرة والفهم وتزكية النفوس والتربية الأخلاقية الراقية والإحساس بالمسؤولية ، والتعبئة القوية، فالتحصين الداخلي للأمة هو أكبر متطلبات الموقف والمعركة التي تتجه للاستهداف الداخلي.
وأضاف قائد الثورة إن الخطوات العملية في إطار المشروع القرآني كانت حكيمة، جمعت بين التحصين الداخلي، التعبئة المعنوية، وفضح العدو في عناوينه المخادعة، وركَّزت على الجماهير وعلى حشد الطاقات بشكلٍ عام، فالمشروع لكل المجتمع، ليس خاصاً بفئة معينة أو بمذهب معين.
وأشار إلى أن هذه الخطوات العملية الميسرة بدأت بالهتاف بشعار الصرخة الذي كان يعبر عن موقف ويرفع المعنويات ويحصن الساحة الداخلية ويعتبر الخطوة الأولى في إطار التحرك في هذا المشروع، مبيناً أنه يهيئ الإنسان ذهنياً ونفسياً للخطوات الأخرى، ويوجه التركيز وبوصلة العداء في الاتجاه الصحيح.
كما أن المشروع القرآني يفضح عناوين الآخرين: عناوين الديمقراطية التي تغنى بها الأمريكي، فلم يتحمل هذا الهتاف وهذا الشعار، ووجه النظام للتصدي له بالسجن، والقتل وبكل أشكال الاستهداف.
النهوض بالأمة:
إن المشروع القرآني يعبِر عن الاستجابة العملية لتوجيهات الله سبحانه وتعالى، والتحرك وفق منهجية القرآن الكريم، ويرسم مسارات واضحة ومحددة للنهضة بالأمة في كل المجالات، وتحويل التحدي إلى فرصة للنهضة.
وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذه الأسس التي تقوم عليها النهضة موجودة في محاضرات الشهيد القائد ودروسه، وهي أسس شاملة على المستوى الاقتصادي، والسياسي، والإعلامي، فالمشروع القرآني قائم على المفاهيم القرآنية الراقية، التي تبني حضارة وتبني أمة، ونهج تحرري ثوري قرآني، وهذا ما لا تريده أمريكا، تريد الشكل التكفيري، أو الشكل المنبطح المستسلم.
جدوائية المشروع:
وأثبت المشروع القرآني، منذ انطلاقته جدوائيته ونجاحه، بالرغم من كل ما واجهه من تحديات، ورغم أنه تحرك بالإمكانات المتواضعة والمتوفرة للذين ينطلقون في إطاره.
وأكد قائد الثورة أن المشروع القرآني “منذ البداية لم يستند على دعم خارجي، فالسيد حسين بدر الدين الحوثي عندما تحرك بهذا المشروع لم يستلم أي شيء من أي جهة خارجية أبداً”.
وتميز المشروع القرآني بقدرته على مواجهة الهجمة الثقافية, والإعلامية, والسياسية المضلّلة التي سُخرت لها ملايين الدولارات بهدف تشويهه، كما لعب دوراً محورياً في مواجهة الحرب النّاعمة والتصدي لها، كما تميز بالصمود والثبات في مواجهة الهجمة الشرسة الأمنية.
دلائل نجاح المشروع:
وذكر قائد الثورة أن من الدلائل الواضحة على جدوائية هذا المشروع ونجاحه؛ صموده وبقائه ونمائه بالرغم من التحديات والحروب الشديدة، والاستهداف الشامل له من الداخل والخارج ومساهمته في إفشال مساعي الأعداء إلى حد كبير وفرمل الأمريكي وانشغل في الصراع مع هذا المشروع في اليمن.
ومن دلائل نجاح المشروع القرآني أنه ساهم في الحفاظ على موقع متقدم للشعب اليمني في قضايا الأمة ليبقى مع الشعوب البارزة التي لها اهتمام بقضايا الأمة العامة.
وساهم المشروع القرآني اليوم بشكل أساسي في التصدي لمحاولات الأعداء فرض الوصاية الخارجية والسيطرة الأجنبية على البلد، وفي التصدي للعدوان.