صمود وانتصار

القضاء الأمريكي يدعو إبن سلمان للمثول أمامه.. أما آن له أن يتمرد؟!

| الصمود | في سياق الابقاء على حالة نزف الخزينة السعودية، عبر شقها، لتدُر على الامريكيين ذهبا ودولارات، في كل حين، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نص دعوى تقدم بها المدعيان، خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، ومؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي “داون”، أمام محكمة مقاطعة كولومبيا الفدرلية في امريكا، ضد ولي العهد السعودي محمد بن سمان، وآخرين، بتهمة قتل خاشقجي.

مكتب المحاماة “جينر آند بلوك”، نشر التبليغ ضمن إجراءات التقاضي التي تلزم الجهة المدعية بنشر الدعوى في صحيفة معروفة، مع مهلة قدرها 21 يوما من تاريخ الإشعار المنشور يوم الاثنين 29 آذار/ مارس الجاري للرد قبل أن يطلب المحامي صدور الحكم غيابيا.

 

والأسبوع الماضي، قالت المنظمة إنها رفعت إلى جانب جنكيز، دعوى ضد ابن سلمان في محكمة مقاطعة كولومبيا الفيدرالية، وإن بن سلمان، تسلم الدعوى القضائية عبر “واتساب” وعبر البريد السريع، حيث جاء في الشكوى، ان ابن سلمان ومسؤولين سعوديين آخرين “قاموا من خلال التآمر ومع سبق الإصرار، باختطاف وتقييد وتخدير وتعذيب واغتيال الصحفي المقيم في الولايات المتحدة والمدافع عن الديمقراطية جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا”، وأن القتل تسبب في إلحاق أذى وضرر كبير على المدّعين..

 

سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة “داون” قالت: “نحن ملتزمون بمحاسبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمام محكمة قضائية عن قتله لمؤسسنا جمال خاشقجي، ونشعر بالامتنان لموافقة القاضي بيتس على مذكرتنا”.

 

يبدو ان امريكا “الرسمية”، لا تريد اغلاق ملف جريمة قتل خاشقجي، رغم التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، والتي رفض فيها وصف ابن سلمان ب”القاتل”، واكد على اهمية العلاقة مع السعودية، بالرغم من ان التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، اتهم ابن سلمان بانه هو من اعطى الاوامر بقتل خاشقجي، وذلك من اجل حلب المزيد من الاموال والمواقف من السعودية، ازاء العديد من القضايا، وفي مقدمتها، ضخ المليارات من الدولارات في الاقتصاد الامريكي، والتطبيع من الكيان الاسرائيلي، والتضييق على الفلسطينيين، ومناهضة فصائل المقاومة الاسلامية في المنطقة، وزرع الفتن في دولها وبين شعوبها.

 

ابن سلمان الذي يطمح في الوصول الى عرش السعودية، يعتقد ان الطريق التي توصله الى هذا الهدف ، تمر من واشنطن، لذلك منح ترامب نحو ترليون دولار، ودعم وساند مخطط ترامب لتصفية القضية الفلسطينية المعروف ب”صفقة القرن”، وشجع البحرين والسودان والامارات والمغرب من اجل التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وناصب العداء لمحور المقاومة وفصائل المقاومة، بدءا من حزب الله، ومرورا بحماس والجهاد الاسلامي ، وانتهاء بانصارالله والحشد الشعبي، وانفق نحو مليوني دولار لتحسين صورته في الغرب، واليوم يريد ان يزرع 50 مليون شجرة!!، والقائمة تطول.

 

بعد خبر “نيويورك تايمز”، حول قضية رفع شكوى ضد ابن سلمان، من المنتظر، ان تحدث المزيد من التشققات في الخزينة السعودية، لتدر على الامريكيين بالدولارات، عسى ان تُشبع جشعهم، ويغضوا الطرف عن ابن سلمان، الذي لو تعامل بحكمة ورزانة مع الازمة اليمنية، وامتنع عن التدخل في شؤون الدول الاخرى، وانفق جزءا بسيطا مما انفقه على امريكا، وعلى تحسين صورته امام الراي العام الغربي، على الشعب السعودي لكان كسب ود شعبه، ولما حسب للقوى الخارجية حسابا، ولكنها التبعية المذلة، التي لا تدع مجالا لابن سلمان ان يتمرد عليها او حتى ان يعترض، فنظام ال سعود، هو نظام وظيفي ، تم تاسيسه من قبل المستعمر البريطاني، لتنفيذ مهمة واحدة، وهي المهمة بدأها جد بن سلمان، وواصلها اعمامه، واليوم نفذها هو بدقة متناهية، ولا يملك من خيار الا التنفيذ.