أعـوامٌ من طُـفـوف…
سيف الدين المجدر
منذ أن وقعت اليمن وشعبها العظيم تحت حصار حلف الشيطان وتحت غاراته، لم يستسلم أبطالها رغم كل الظروف ورغم الإغراءات والتهديدات، بل سارت مواكب الصمود خلف قائد الثورة لمواجهة حلف تجرد من كل القيم والأخلاق..
كيف لا واليهود هم صناعُ آلة الدمار تلك؟
سارت مواكب الصمود تحت قيادة الثورة التي تكفل رب السماء بالحماية والنصر لها، ثورةٌ دافع عنها القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ورفاقه رغم قلة العتاد والعدد ورغم حجم الهجمة التي أراد بها أعداء الحق أن يخمدوا أنفاس الحرية و يشوهوا وجه الحقيقة، سار الحسين ورفاقه إلى موقف كربلاء جده، وأطلقوا صرخات الحرية التي تغيظ الشيطان وأعوانه، ثم خاضوا المعركة وانتصرت روح الحسين على قذائف المنافقين، وانتصر رفاقه وسقطوا إلى السماء…إلى نعيم الله…
وحفّت هذه المسيرة دماءهم الزكية…
بعد ذلك، قادها أبو جبريل ومعه مواكب الصمود أمام أبشع عدوان في هذا العصر.
وقدم الصابرون التضحيات، واستماتوا على مواقف الحق، أشلاء الأطفال والنساء المتناثرة تحت الأنقاض، وإبادة جماعية تتعرض لها الأسواق بمن فيها، ولكن قوة الموقف كانت أقوى من قوة الطغاة والمستكبرين المفسدين في الأرض، وكان المؤمنون أمام هذه الجرائم جبالاً من صبر تدرك ضرورة الثبات وعدم الخوف من الحكام الظالمين، فهم يعلمون أنها كربلاء ثانية لا بد أن يكون الثبات فيها حاضراً من أجل الحفاظ على دين الله من عبث العابثين وثقافاتهم المغلوطة.
خلال أعوام عدوان حلف الشر، يوماً بعد يوم، وأبناء الشعب كلهم ثبات وإرادة وتسليمٌ مطلق للقائد الحكيم، وتجلت نتيجة هذه العوامل في انتصاراتٍ كبرى، وتدخلات إلهية في ساحة المواجهة مع جنود حلف الشيطان، الذين كانوا يتحدثون بألسنة كلها حقدٌ وغرور وعنجهية، ناهيك عن الاستخفاف بشعبٍ اليمن العظيم وبأبنائه، اليمن الإرث الحضاري العريق والجذور الضاربة في عمق التاريخ…
وبعد ستة أعوام من الصمود، سرعان ما تحول ذلك الاستخفاف في خطاباتهم إلى تصريحات مملوءةٍ بالتخبط والارتباك، وأخذوا يصنعون لأنفسهم انتصارات زائفة عبر “البروباغندا” الإعلامية الضخمة، يحاولون أن يحفظوا ماء وجههم أمام العالم، ولكن أسلحة المجاهدين كانت تهدر ماء وجههم في كل جبهات القتال، فيما كانت عدسات الإعلام الحر تخزي “البروباغندا” الإعلامية الضخمة للعدو، وكان صمود أبناء الشعب يحرق آمالهم في محاولة شق الصف من الداخل، وبذلك قُهرت جنود الشيطان، وعلى الجانب الآخر كان رجال التصنيع الحربي يخنقون أحلامهم ويجرونهم إلى مستنقع الوجع الكبير…
في كل ذكرى صمود لهذا الشعب العظيم، كانت إطلالة قائد الثورة حاضرة، وكانت كلماته تشفي صدور المؤمنين وترعبُ الظالمين، يجن جنونهم إذا ما ختمها بالوعيد وقد عرفوا أن البدر لا يقول إلا اليقين، و كان التركيز من قبل القائد على الجانب العسكري كونه هو الرادع لكل عدوان على بلادنا.
جاء عام الصمود السادس معرباً عن الإفلاس التام الذي وصلت إليه دول العدوان.. عام سادس ساحقاً لمعنوياتهم وأمانيهم في احتلال البلد، واظهر حجم التماسك والصمود بين أبناء الشعب في جميع المجالات.
أطل البدر كعادته، وألقى كلمته التي يترقبها شوقاً شعبنا العظيم، وكان بها من الصمود والثقة بالله الشيء الكثير الكثير، ولكن ما في الأمر أن في نهاية الكلمة كان ختام البدر مختلفاً عن سابق الأعوام، وفي كلمته كانت هناك رسائل تبشر بنقلة نوعية عظيمة في شتى المجالات، لذلك يتوجب على الجميع أن يواكب هذه النقلة بثبات كبير وجهد وعمل، ويجب علينا أن ندرك أن المعركة القادمة هي اقتصادية وعلينا أن نعد العدة ونكون بحجم التحدي، ونشاهد الان ثورة زراعية حاصلة في البلاد يجب إسنادها بكل ما نستطيع، من حيث التوعية ومن حيث العمل وبذل الجهد، فالزراعة هي الحل الوحيد للتحرر من القبضة الاقتصادية للعدو، وهي من سوف تصنع لنا حياةً كريمة وتصنع لنا دولة قوية، “وكل ما دون ذلك هو عبارة عن خوض في العدم!!”
ونحن في سباق مع عقارب الساعة!!
فإلى متى ينتظر البعض منا؟
هل يريدون أن ينتظروا حتى تقع الفأس في الرأس؟
إذ عندما يتم إغلاق الاستيراد سوف نموت جوعاً، ومن لم يعلم فعليه أن يعلم أن كل ما يمكن أن نجده في أسواقنا أو نتخيله هو منتجات خارجية، غداً سوف يتوقف دخولها إلى بلادنا بفعل الأعداء أو بفعل أي شيء آخر، لذلك هذا هو المسار الجديد الذي سوف نقهر به الأعداء، وبعون الله نحن قادرون…