هل تستغل السعودية شهر رمضان لإنهاء الحرب على اليمن؟
مقالات |الصمود | محمد صالح حاتم
للعام السابع على التوالي يأتي شهر رمضان والشعب اليمني يتعرض للحرب والعدوان ويفرض عليه الحصار الاقتصادي من قبل التحالف الذي تقوده السعودية بدعم ومشاركة من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والإمارات.
هذه الحرب التي دمّـرت اليمن وقتلت وجرحت عشرات الآلاف من اليمنيين، بل إن هذه الحرب لم يكن اليمن هو الخاسر الوحيد فيها فالسعودية وخلال سنوات الحرب خسرت مئات المليارات من الدولارات على شراء صفقات الأسلحة.
وليس هذا وحسب بل إن السعودية وقعت في مستنقع الحرب على اليمن وخسرت سُمعتها ومكانتها على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي والديني، وظهرت حقيقتها التي كانت تتقنع بها طوال العقود الماضية.
واليوم إذَا أرادت السعوديةُ أن تخرجَ من هذا المستنقع الذي وقعت فيه، فَـإنَّ عليها أن تستغل قدوم شهر رمضان وتعلن عن وقف هجماتها الجوية على اليمن، ورفع الحصار والسماح بدخول المشتقات النفطية وفتح مطار صنعاء ووقف الحرب في جميع الجبهات الداخلية وعلى الحدود بمناسبة حلول شهر رمضان، فهذه فرصة لها.
فهل ستستغل هذا الشهر الكريم وتعلن عن إيقاف الحرب؟
وأن تصوم طائرات السعودية وقذائف مدفعياتها وصواريخها عن قتل أبناء اليمن، وَأن تتحول مطارات جدة وأبها والرياض وغيرها محطات إقلاع وهبوط للطائرات المدنية المحملة بالمعتمرين والزوار لبيت الله الحرام، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدلاً من أن تقلع منها طائرات f16 وطائرات f15 والدرونز محملة بأطنان القنابل والمتفجرات لتقتل أبناء الشعب اليمني وتدمّـر ما تبقى من بنيته التحتية، بل وتتحول مطاراتها وموانئها إلى محطات لنقل المساعدات والمعونات لإغاثة أبناء الشعب اليمني في رمضان.
وكذا أن يتم إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين من الطرفين بدون شروط، الكل مقابل الكل بمناسبة شهر رمضان.
وأن يصوم اليمن بدون دماء تسيل.
وأن تحل أصوات التسابيح وتلاوة القرآن تصدح من مآذن صنعاء وعدن ومآرب وتعز، وإب وشبوة وكل محافظة يمنية ومدينة حدودية سعودية بديلاً عن أصوات الطائرات وأزيز الصواريخ ودوي القذائف في جميع الجبهات الداخلية والحدودية.
فهذا ما نأمل أن تستغله السعودية وأن تتوج المفاوضات في مسقط بالوصول إلى حَـلّ يضمن لليمن أمنه واستقراره ويحافظ على سيادته ووحدته..