صمود وانتصار

يوم القدس العالمي.. إنجاز قادة رساليين وإحراج أطراف

يوم الجمعة المقبل ستكون فلسطين والعالم الإسلامي على موعد مع أهم حدث سياسي ومصيري في المنطقة وهو يوم القدس العالمي.

يوم القدس العالمي الذي اطلق شرارته الامام الخميني الراحل (قدس) يذّكر ويوقد نار الغضب تجاه الإنتهاكات المستمرة لدول الإستكبار ضد كل المستضعفين في العالم وهو البصمة الحقيقية التي تضع العار فوق جبين كل من يتخلى عن المشروع الإسلامي والإنساني في العالم المملوء بالتناقضات.

 

فعاليات يوم القدس العالمي العالم الماضي والجمعة المقبل، رغم تفشي جائحة كورونا فانها لم تقتصر فقط حول مظلومية القدس فحسب بل انها عبرت عن كل مظلوم في العالم وبشكل متعدد.

 

عهد يجدده ملايين المسلمين في يوم القدس العالمي عبر منصات التواصل الإجتماعي والمسيرات الرمزية، يقول خلالها احرار العالم انه لا تنازل عن ذرة تراب من ارض فلسطين ولا صوت يعلو على صوت المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، شعار تزداد اهميته مع تحركات غربية وعربية لطمس الهوية الفلسطينية.. كلمات جددت عهد الوفاء للقدس وفلسطين واكدت حتمية فشل كل مشاريع ومخططات تصفية القضية الفلسطينية.

 

نظرة الامام الخميني الراحل الى خطر الكيان الصهيوني الغاصب فمكن ذلك ضمن التالي: اولا ان خطر الكيان الصهيوني لا يقتصر على القدس وفلسطين وإنما وفق رأي سماحته قدس سره هي جرثومة فساد لن تكتفي بالقدس ولو أعطيت مهلة فان جميع الدول الإسلامية ستكون معرضة للخطر.

 

ثانيا: يقول الامام الخميني قدس سره ان كيان الاحتلال الإسرائيلي لا يريد ان يكون في ايران، لا عالم ولا قرآن ولا رجال دين ولا أحكام اسلامية كي يحقق اهدافه.

 

ثالثا: أعطى الامام الخميني قدس سره أهمية لاستنهاض الشعوب الاسلامية وحكامها ضد الكيان الغاصب وركز سماحته على اهمية محورية استنهاض الشعوب بالتحديد لانه يعتبر ان المسلمين شعوبا وحكاما كانوا مسؤولين عن انشاء الكيان الغاصب وينبغي ان يتحملوا مسؤولية ازالته من الوجود ايضاً، ولذا يقول قدس سره: يجب على المسلمين دولا وشعوبا ان يضعوا ايديهم في ايدي بعضهم البعض لإفشال المخطط الصهيوني في المنطقة.

 

وكانت قمة استنهاض الامام الخميني قدس سره للامة الاسلامية من اجل قيامها بواجب الجهاد وتحرير القدس وفلسطين هو إعلان يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في كل عام، لتنبيه الأمة وتحذيرها من الخطر الاسرائيلي وتحضير الأمة الاسلامية لليوم الذي سيتم فيه تحرير القدس وكل فلسطين من العصابات الصهيونية المتحالفة مع قوى الكفر والإستكبار العالمي لإذلال الامة واركاعها.

 

واذا كان موقف الامام الخميني قدس سره هو الرفض المطلق لوجود الكيان الغاصب وضرورة ازالته فإن موقف خلفه الصالح الامام الخامنئي دام ظله الذي يقود اليوم مسيرة الأمة الاسلامية في مواجهة الصعاب والتحديات والمخاطر التي ازدادت وتنامت اليوم ضد الاسلام وأمته لا يختلف عن موقف الامام الخميني بل هو نفس الموقف لأن كلا القائدين، الخلف والسلف يأخذان وينهلان من النبع الواحد وهو القرآن الكريم والسنة النبوية وأحاديث المعصومين عليهم السلام وذلك النبع الصافي الذي لم تكدره المؤامرات عبر التاريخ وبقي على نقائه وصفائه.