ضربتهم بالصميم فأوجعتهم يا شربل..
| الصمود | يقال ان السعودية والامارات ضجتا اثر تصريح أدلى به وزير خارجية لبنان في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، شَخَّص خلاله الداء العضال الثاني (التكفيري) الذي تعاني منه منطقتنا بعد داء السرطان الخبيث الأول المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي “الغدة السرطانية” التي زرعتها بريطانيا في قلب العالم العربي
يقال ان السعودية والامارات ضجتا اثر تصريح أدلى به وزير خارجية لبنان في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، شَخَّص خلاله الداء العضال الثاني (التكفيري) الذي تعاني منه منطقتنا بعد داء السرطان الخبيث الأول المتمثل بالاحتلال الاسرائيلي “الغدة السرطانية” التي زرعتها بريطانيا في قلب العالم العربي والاسلامي.
وضع شربل النقاط على حروف أبجديات التكفير باشارته الى رعاتهم الذين جندوهم للعراق وسوريا بل ولعموم المنطقة خصوصا الدولي التي تقلق الكيان الاسرائيلي، بقوله في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الحرة” الامريكية، ان دول “المحبة والصداقة والأخوة”، أوصلوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر”.
شربل لم يكتف بالاشارة الى تلك الدول الراعية للارهاب التي لم يسمها بالاسم، مكتفيا الإشار من طرف اخر الى عملهم على تمويل الارهاب التكفيري حينما رد على سؤال حول ما إذا كانت تلك الدول قد مولت “داعش” بقوله: من الذي مولهم إذا، أنا؟.
لم يكن تشخيص شربل هذا هو المواجهة الاولى له مع السعودية بل انه استنكر في وقت سابق وتحديدا في الثالث والعشرين من شهر نيسان/أبريل الماضي خطوة السعودية المفاجئة للبنان باعلانها قرارها “السياسي” المبطن بمزاعم “الكبتاغون”، وهي (السعودية) أولى بالادانة من غيرها وقد حكم لبنان في 2019 بسجن الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد آل سعود ست سنوات وتغريمه مبلغ 10 ملايين ليرة لبنانية (6.6) آلاف دولار، بعد إدانته بتهريب 1900 كلغ من حبوب “الكبتاغون”. وهو الذي عُرف خلال السنوات التي تلت الامساك به واعتقاله في لبنان باسم “أمير الكبتاغون”.
في حينها، لم يكتف قاضي ملف الامير السعودي في المحكمة اللبنانية التي حكمت الأمير “الكبتاغوني”، بحكم الامير بل انه انزل العقوبة ذاتها على وكيل الأمير، ويدعى يحيى الشمري، علما أن القاضي أدانهما بتهمة الاتجار، وبرأهما من تهمة الترويج، فيما أصدرت المحكمة في القضية ذاتها، قرارا حكما بالسجن سنة واحدة، بحق الأظناء: بندر الشراوي، زياد الحكيم ومبارك الحارثي (سعوديون)، وتغريم كل منهم بمبلغ مليوني ليرة لبنانية.
شربل تنحى عن وزارته اثر تصريحاته الاخيرة عن الدول الراعية للارهاب مشيرا في تصريح له من السراي الحكومي الى أن “خطوتي بالتنحي هي لمصلحة لبنان وتتقدم على كل المصالح والحسابات الأخرى، متمنيا أن يتم اقفال هذا الموضوع ويصبح من الماضي لتقوم العلاقات مع الدول العربية وكل الدول الصديقة والشقيقة على اساس الاحترام المتبادل.
كلام شربل هنا أيضا فيه اشارة خفية الى ان تلك الدول المعنية تتصرف بسوء استفادة مع الدول الاخرى دون اي احترام لها ولسيادتها وخير دليل على ذلك قيام السعودية باعتقال سعد الحريري رئيس وزراء لبنان (المكلف حاليا) الذي ايقن في وقتها ان استدعاءه الى السعودية هو لحل مشكلة شركته “اوجيه سعودي” المالية ما دفعه للتصريح بانه ذاهب على عجل للسعودية في زيارة عمل ولكنه تفاجأ عند وصوله الى قصر “إبن سلمان” بان تعرض لتفتيش دقيق واخذوا منه ساعته وتليفونه الجوال وحتى حزام بنطلونه وادخلوه على محمد بن سلمان الذي استقبله بشتيمة ثقيلة وقبيحة جدا تناولته وتناولت والدته، وامره إبن سلمان بالدخول في غرفة مجاورة صغيرة و تسجيل كلمة متلفزة مكتوبة سلفا وانه لن يسمح له بالعودة الى لبنان.. هكذا.
عود على بدء، لا يخفى الدور الفتنوي الذي اضطلعت به قناة “الحرة” الاميركية الممولة من وزارة خارجية الولايات المتحدة الاميركية والمعادية لمحور المقاومة، والمروجة للسياسة الاسرائيلية، وحتى للسياسات العربية المنضوية تحت لواء التطبيع المذل مع الكيان الاسرائيلي وحاملة لواء “صفقة القرن” باثارتها حفيظة الوزير اللبناني من خلال استضافتها احد المطبلين للسياسة السعودية الذي وجه اتهامات واهانات للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الامر الذي تجاوز حدود اللياقة والاخلاق والادب ما اضطر الوزير للقول معترضا: “أنا بلبنان ويهينني واحد بدوي”.
السعودية والامارات طالبتا على لسان الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج الفارسي نايف الحجرف، باعتذار الوزير اللبناني شربل وهبة رسميا، ما يذكرنا بالمثل المصري القديم الذي يقول ( يفتل القتيل ويمشي في جنازته)، وهو عين السياسة الاستكبارية التي زرعت الكيان الاسرائيلي بالمنطقة وتتهم من يصرخ من شدة الالم والجراحات من دموية وإجرام هذا الكيان اللقيط بمعاداته للسامية (الكليشة المسجلة بريطانيا واميركيا للدوس على معاناة الشعوب).
السيد ابو ايمان