صمود وانتصار

مقال / قائد الثورة وثلاثية السلام

مقالات| الصمود| منصور البكالي

قدَّمُ قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الأخير، بمناسبةِ الذكرى السنوية للصرخة في وجوه المستكبرين مبادرةً سياسيةً لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقهم، تتكوَّنُ من ثلاثةِ مرتكزاتٍ أَسَاسية لتحقيقِ السلام ووقف الحرب.. وهي: وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال للأراضي اليمنية.

وبهذه المبادرة الثلاثية الأبعاد يضعُ قائدُ الثورة الأممَ المتحدة والمجتمعَ الدولي وكُلَّ المتابعين على المِحَكِّ الحقيقي، ويعرِّي زيفَ التصريحات الإعلامية التي تنتهجُها إدارةُ الرئيس الأمريكي منذ أول يوم لوصوله إلى البيت الأبيض، وهو يواصلُ الحربَ العدوانيةَ الظالمة والحصارَ الجائرَ، الذي ابتدأته الإدارتان السابقتان له، ما يؤكّـد أن المواجهةَ الفعليةَ ليست اليوم ومن أول يوم أَيْـضاً مع مرتزِقة العدوان اليمنيين والسعوديّين والإماراتيين والسودانيين وغيرهم من الجنسيات الأُخرى، بل هي مواجهةٌ مع العدوّ الأمريكي الذي يُشْرِفُ على العدوان ويرسُمُ خططَه، ويسعى لإفشال كُـلّ المبادرات والاتّفاقيات المبرمة برعاية الأمم المتحدة، وآخرها الاتّفاق المبرم مع لجنة خزان صافر، وقبلها اتّفاق السويد ببنوده الإنسانية المختلفة.

 

وهنا نتساءل: لماذا تنشَطُ الدبلوماسيةُ الأمريكية والأُورُوبية و”العربية” أَيْـضاً، مع المبادرات والمواقف السياسية، حين تكونُ الحربُ والمواجهةُ في المنطقة مباشرةً مع كيان العدوّ الصهيوني، وحين يشعُرُ الاحتلالُ ومعه العدوُّ الأمريكي أنهما في خطر وجودي، فيما تقابَلُ المبادراتُ السياسية لإحلال السلام ووقف الحرب في اليمن أَو سوريا وليبيا ببرودة وتهرُّبٍ ومساعٍ لاستدامة الحرب والحصار على تلك الشعوب؟

 

والإجَابَة على هذا السؤال هي لأَنَّ الكيانَ الصهيوني هَشٌّ وأضعفُ من بيت العنكبوت، وكذلك الوجود الأمريكي والقواعد الأمريكية، التي لا تستطيع الدفاعَ عن نفسها، وأثبتت الصواريخُ اليمنية والطيرانُ المسيّر، وكذلك صواريخ فصائل المقاومة في قطاع غزة أن أكبرَ كذبة في التاريخ العسكري هي الحديثُ عن الدفاعات الجوية ودورها في حماية القواعد والمنشآت الحيوية للعدو؛ ولهذا يسعى العدوُّ الأمريكي لإشغال الأُمَّــة بحروب بينية في الظاهر، وهو من يقودُها ويتحكَّمُ في استمرارها في الباطن؛ لإطالةِ عمر الكيان ونهب ومصادَرة المزيد من مقدرات وثروات شعوب المنطقة.

 

والشق الثاني من الإجَابَة هو أن العدوَّ الأمريكي ومن خلفه الإسرائيلي مَن يقودان هذه الحروبَ التدميرية في المنطقة وكذلك الحصارات للشعوب المقاومة عبر أدواتهم ومرتزِقتهم؛ بهَدفِ إضعافِها واحتلالها والسيطرة المباشرة عليها، وهذا يفنِّدُه البندُ الثالثُ من مبادرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بإنهاء الاحتلال، فيما يعتبر بندُ المطالَبة بفك الحصار على الشعب اليمني ضربةً قاصمةً للخطابات الأمريكية عن حقوق الإنسان ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، وهي مُجَـرّد “برواغندا” لتزييفِ الوعي والرأي العالمي.

 

وهنا نقول للمبعوث الأممي والمجتمع الدولي وكل المتابعين: إن زمنَ التضليل والخداع ولّى، وإن العالَمَ بات يراقبُ ويتابعُ خطاباتِ رموز محور المقاومة، ويتعاطى ويتفاعلُ معها بجدية أكبرَ من تفاعله مع رموزكم وإعلامكم المضلل، وَلا خيارَ أمامكم للحصول على السلام مع الشعب اليمني بدون التنفيذ الفوري العاجل للمَطالِب الثلاثة التي أطلقها قائد الثورة، وإن استمرارَ عدوانكم وحصارَكم واحتلالَكم لليمن لن يكون طويلاً، ما دام الشعبُ اليمنيُّ مُستمراً في رفدِ الجبهاتِ بقوافل الرجال والمال، ويرى في دعمِ ومساندةِ المقاومة الفلسطينية تعزيزاً لصمودِ مترسِه وخندقِه الأولِ والمتقدِّمِ في مواجهتِكم.