صمود وانتصار

الصرخة سلاحُ وموقفُ الأحرار

مقالات | الصمود | بقلم مرتضى الجرموزي : وجاء رجلٌ من أقصى شمال اليمن قال: يا قوم اصرخوا وأعلنوا براءتكم من أعداء الله وستجدون مَن يصرُخُ معكم في كُـلّ مكان، إني لكم ناصحٌ أمينٌ وصادقٌ في قولي وفعلي، اصرخوا فهي مُجَـرّد خمس عبارات سيكونُ تأثيرُها كبيراً على الصهاينة والأمريكان والمنافقين.

 

صرخةٌ أعلن فيه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوانُ الله عليه براءتَه من العربدة الأمريكية والإسرائيلية، وفي نفس الوقت سلاحٌ بتّار وموقفٌ رجولي تثبت به انتماءك الديني والعربي ومشروعٌ في الكتب السماوية على لسان أنبياء الله ورسله.

 

فقد كان الشهيد القائد متابعاً للأحداث، مستلهماً معالجتها من القرآن الكريم، اتِّبَاعاً واقتداءً، وبعين البصيرة الإيمانية شاهد مجريات الأحداث التي فرضها الأمريكان وأدواتهم في المنطقة العربية والإقليم والتي دائماً ما تكون في خدمة المشروع الإسرائيلي التوسعي إنْ لم تتدارك الأُمَّــة أمور دينها وعقيدتها وصالح دُنياها؛ لتكون أُمَّـةً قويةً تفرضُ رأيَها ومشروعَها، وتجعل من السياسة اليهودية محلَّ ضعف وصغار، كما أراد لها الله، لا أن تكونَ هي الضعيفة والمستذلة على يد من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة وغضبُ الله عليهم، ولعنهم وجعل منهم القردة الخنازير.

 

فمن منطقِ القرآن ونورِ آياته، تحَرَّكَ الشهيدُ القائدُ، وواجه الضلالَ والانحرافَ وَالْمُضِلِّينَ وعلماء السوء والنفاق وزعماء بلاط البيت الأبيض وتل أبيب.

 

وبما أن صرختَه رضوانُ الله عليه أتت في وقتٍ الأُمَّــة في أَمَسِّ الحاجة إلى من يرشِدُها ويهديها، خَاصَّة مع تفشي وباء الثقافات المغلوطة والمُدجِّنة للباطل وباسم الدين والسلف الصالح والسُّنة النبوية (كذباً ونفاقاً).

 

تحَرّك السيد حسين وبدأ بتأسيس البنية الأهم للدين من خلال دروسه المستوحاة من القرآن الكريم، ومنها ملزمتا الشعار “سلاح وموقف” و”الصرخة في وجه المستكبرين”، الذي نعيش هذه الأيام ذكرى انطلاقتها، والتي تحدث فيها الشهيد القائد عن حتمية ووجوب ترديدها في كُـلّ المناسبات كأقل واجب نقومُ به تجاه ديننا وأمتنا في مواجهة أئمة الكفر والنفاق على امتداد جغرافيا المنطقة.

 

قُوبل مشروعُ الشهيد القائد بهجمة أمريكية وَ”عُلَمَائِيَّة” كبيرة، وشُنّت الحربُ الظالمة من قبل نظام عفاش الرجل الأول لأمريكا في اليمن؛ بهَدفِ وأد المشروع القرآني ودفن الصرخة، لكنه الحق متى ما تحَرّك أهلُه لا يمكن أن يعيقَه شيءٌ مهما عَظُمَ، فقد قدّم المجاهدون، وفي مقدمتهم الشهيدُ القائدُ، أنفسَهم في سبيل الله وفي سبيل عزة ورفعة الأُمَّــة، ومع استشهاده سلامُ الله عليه ظن الأمريكان وعميلُهم عفاش أن المشروع قد دُفن وما تباشير النظام للأمريكان ومباركته إياهم بنجاح حملة إسكات صوت الحق في صعدة والمتمثل باستشهاد الشهيد القائد وبعض رفاقه وأتباعه ومع الأهازيج وأفراح المطبلين، إذ بنور صعدة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي يشرقُ من جديد بنوره الإيماني وَالسَّمَاوِيِّ هادياً للأُمَّـة ومرشداً ومجدّدًا لمشروعية الحق، رافعاً شعار البراءة من جديد، مواصلاً درب أخيه الشهيد القائد، لتعاود الحرب زفيرَها، ومع عجز السلطة وانتصار الحق في مران فقد توسّع إلى كُـلّ محافظة صعدة ومن ثَمَّ إلى مجمل محافظات الوطن، لتستمر الصرخة بالتوهج ليصل صداها إلى معظمِ دول العالم، وأرينا أحراراً يصرخون موتاً لأمريكا وإسرائيل ليصبح شعارُ الصرخة في وجه المستكبرين شعار (قول وفعل) كُـلّ الأحرار والشرفاء في الداخل اليمني والخارج الإقليمي والعالمي، وعمّا قريب -بإذن الله- ستُزلزل عروشَ المستكبرين وتتساقَطُ الأنظمةُ العميلة والمطلعة، ولن تبقى إلَّا كلمةُ الله وكلمةُ المؤمنين وجهادهم هي العليا، وكلمة الذين اشركوا ونافقوا وارتزقوا هي السفلى، ووعد الله أن يعُمَّ الخيرُ الأرضَ ويورثَها عبادَه الصالحين والمجاهدين.