صمود وانتصار

ثورةُ التشجير

سيف الدين المجدر

في ظل التوجه الزراعي للبلاد الذي نرى فيه الخلاص من الهيمنة الاقتصادية، هناك ثورة تشجير حاصلة في الميدان تحمل دلالة الوعي وتشارك المسؤولية من قبل المجتمع اليمني العظيم، (مائة مليون شتلة مثمرة) من مختلف أنواع الخضروات والفواكه قام المجتمع بزراعتها بجانب اللجنة الزراعية العليا ومؤسسة بنيان التنموية والسلطات المحلية في أكثر من محافظة حرة، خرج المجتمع ليقول لن نسمح بعودة الوصاية بكافة أشكالها، العسكرية والاقتصادية منها والثقافية، وكلنا وعي وإنطلاقة.

وعندما ينظر الأعداء في الأمر، وينظرون إلى روحية هذا المجتمع الذي يتوجه إلى هذه الجبهة الاقتصادية بنفس تلك الروحية التي تحرك بها إلى الجبهة العسكرية، عندها يملؤهم اليقين بأن قهر وإخضاع هذا الشعب أمرٌ من نسج الخيال، وتجربة التشجير تجربة ناجحة وقد سارت في هذا المسار العديد من الدول من قبل، وكان لهذه التجربة الأثر الإيجابي الكبير على الجانب الزراعي لتلك البلدان، وكلنا أمل وثقة بالله سبحانه وتعالى في إنجاح أهداف هذه التوجهات العظيمة، وكذلك سوف نسعى جميعاً لغرس هذه الروحية في أبنائنا، روحيةٌ لا ترى في الغرب الخلاص والسلام، إنما ترى فيهم الشر والعدوان والسعي لهلاكنا واستعبادنا وفق مخططاتهم الشيطانية على كافة الأصعدة، روحيةٌ تعرف أن الإحتلال ليس بالبندقية فقط، بل بالسنبلة أيضاً، وبالكتاب، و(من لم يملك قوته لم يملك قراره)… عبارة تختصر الآثار الكارثية على حياة وكرامة شعبنا اليمني في حال تم الاستسلام في الجبهة الزراعية، ولكن الحمدلله على ما وهبه الله لشعبنا اليمني من وعي وإدراك لكل متطلبات المرحلة.

سنين العدوان والحصار لم تثنِ هذا الشعب، وباتت الحقائق جلية والنصر بات في أيادي رجال الله، وكل الخزي والعار للغزاة الطامعين والمحتلين، ودامت اليمن حرةً شامخة بقيادتها ومنهجها وشعبها.