مأرب: تنفيذ عملية ‘توازن الردع السابعة’ بمسيرات أكثر
الصمود| من دون أن تعلنها رسميا، نفذت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، يومي السبت والأحد، عملية «توازن الردع السابعة» ضد الأراضي السعودية، والتي بدت مختلفة عن كل ما سبقها من عمليات مماثلة، لناحية الكثافة النارية التي استُخدمت فيها. كثافة يتوقع أن تكون موثقة بالصوت والصورة، لتضيف ثقلا جديدا إلى رصيد الجيش اليمني واللجان الشعبية الإعلامي.
وكتبت صحيفة الاخبار اليوم الثلاثاء: لم تعلن صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، تنفيذ ما بدا أنها عملية «توازن الردع السابعة» في العمق السعودي، مفضلة انتظار إعلان الرياض بنفسها وقوع العملية. وهذا ما حدث بالفعل، إذ اعترفت السعودية بتعرضها لهجوم جوي مكثف يومي السبت والأحد، متحدثة عن أن دفاعاتها الجوية تمكنت من التصدي لعدد من الطائرات المسيرة التي ذكرت أنها انطلقت من الأراضي اليمنية، لكنها لم تأت على ذكر الهجمات الصاروخية التي تداول أنباءها ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي هزت عددا من القواعد العسكرية السعودية في نجران وخميس مشيط.
وقال المتحدث باسم تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، تركي المالكي، إن منظومات «الباتريوت» السعودية أحبطت هجوما واسعا بواسطة طائرات مسيرة انتحارية في سماء خميس مشيط، محاولا الإيحاء بأن سحب الجانب الأميركي لمنظومتي «ثاد» و»باتريوت» لم يكن له تأثير على الموقف الدفاعي للمملكة، إذ إن «هناك تفاهما متينا مع… حلفائنا حول التهديد في المنطقة. لدينا القدرة على الدفاع عن بلدنا»، بحسب المالكي.
وتختلف ملامح هذه العملية عن كل العمليات الجوية السابقة التي نفذتها قوات صنعاء ضد أهداف اقتصادية وعسكرية سعودية. إذ قدرت مصادر مطلعة عدد المسيرات التي استخدمت يومي السبت والأحد بأكثر من 26، إلى جانب عدد من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى، متوقعة أن يكون الهجوم موثقا بالصوت والصورة عبر طائرات «راصد» المطورة.
ويعد هذا العدد من الطائرات، الذي اعترف به تقريبا الجانب السعودي (بحديثه عن أكثر من 24 مسيرة) معلنا إسقاط أكثر من ثماني طائرات، عددا كبيرا يفوق كل ما استخدم في عمليات «توازن الردع الاستراتيجي» السابقة. كذلك، بدا لافتا أن الهجوم الجديد اقتصر على أهداف عسكرية حيوية في كل من منطقتي نجران وخميس مشيط فقط، وتركز على قواعد عسكرية تستخدم من قبل «التحالف» في الهجمات الجوية على الأراضي اليمنية.
وفي هذا الإطار، يظهر أن العملية كان لها دور في خفض حدة الغارات الجوية التي شنتها طائرات حربية سعودية على جبهات مأرب خلال الساعات الماضية، بالتزامن مع اشتعال المواجهات هناك، بالنظر إلى أن «قاعدة الملك خالد» في خميس مشيط تعد المنطلق الرئيس لإقلاع المقاتلات السعودية التي تنفذ 20 إلى 30 غارة يوميا على محافظات مأرب والجوف وصعدة وحجة والحديدة.
وجاءت عملية «توازن الردع السابعة» بالتزامن مع تلويح مصادر عسكرية في صنعاء بأن «مرحلة الوجع الكبير التي وعدت القيادة السياسية والعسكرية دول العدوان بها، قد بدأت»، موضحة أن «الوجع الكبير ليست عملية عسكرية محدودة، بقدر ما هي مرحلة عسكرية متطورة تعكس تطور القدرات العسكرية لقوات صنعاء، وتفرض واقعا جديدا سينتهي بتوقف العدوان ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية من كل الأراضي والمياه اليمنية».
تختلف ملامح هذه العملية عن كل العمليات الجوية السابقة التي نفذتها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية
في المقابل، سارعت الرياض، على جري عادتها، إلى حشد الإدانات الدولية، شاكية صنعاء، كما في كل مرة تتعرض فيها لضربات مؤلمة من الأخيرة، إلى واشنطن والأمم المتحدة. وفي هذا السياق، دانت كل من الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والأردن وجيبوتي و»البرلمان العربي» و»مجلس التعاون الخليجي» وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، الهجمات اليمنية الجديدة في العمق السعودي.
لكن الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنا، خلال الساعات الماضية، من تحقيق تقدم عسكري جديد في جبهات تخوم المدينة، حيث أكدت مصادر قبلية، أن قوات هادي وميليشيات حزب «الإصلاح» خسرت عددا من مواقعها في جبهة البلق القبْلي المطل على سد مأرب والأحياء الغربية لمركز المحافظة، وذلك خلال معارك مساء الأحد وفجر الإثنين. وأضافت المصادر أن معارك وصفتها بـ»الطاحنة» دارت أيضا في الأطراف الشرقية للطلعة الحمراء ودشن الحقن والدشوش، وفي محور رغوان حيث تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على قرية لعيرف وسط رغوان، توازيا مع اندلاع مواجهات مماثلة في مديرية رحبة جنوب مأرب.