صمود وانتصار

كيف انقلبت الموازين على العدوان في معركة البيضاء؟

| الصمود | يرى خبراء ومراقبون إن معركة البيضاء جاءت في أعقاب فشل المحاولات الأميركية بفرض استئناف المفاوضات مع الوفد الوطني ولكن بشروط أميركية سعودية.

ويقول محللون سياسيون: إن أميركا عندما فشلت من زحزحة أنصار الله والقوى المناهضة للعدوان من موقفهم الثابت برفض انطلاق أي مفاوضات إلا برفع الحصار ورفع كل أشكال العدوان على اليمن، لذا اتجهت إلى تغيير موازين القوة في الميدان.

ويضيف هؤلاء المحللون: لذا الأميركان تحشدوا في مأرب من أجل إبطاء العملية العسكرية فيها.. عدوا العدة للسيطرة على البيضاء واستعادتها لقلب موازين القوة وإحداث تحول في الميدان يغير مجرى الأحداث.

 

ويلفتون: إن الأميركي والسعودي من يدير المعارك في مأرب.. إن معركة البيضاء كان هدفها الأساسي تحويل الأنظار عن مأرب وتشتيت جهود أنصار الله والجيش اليمني في مأرب وجعل معركة البيضاء ساحة جديدة لاستنزاف قوات الجيش واللجان الشعبية، وبالتالي تخفيف الضغط عن مأرب وإحداث اختراق كبير في هذه المحافظة المهمة والمحايدة للمحافظات الجنوبية.

 

ويبينون: الأميركان في معركة البيضاء استعانوا بالقاعدة وهذا تطور لافت بأن قوات الخائن هادي لا يركن إليها في الميدان، لذا لجؤوا إلى القاعدة باعتبار أن مقاتلي القاعدة قد يكونون أكثر بأسا في الميدان وقادرين على المواجهة أكثر، وفي البداية تمكنوا من السيطرة على الزاهر، ولكن اللجان الشعبية والجيش اليمني تمكنوا في الأخير من استعادة السيطرة على الزاهر إضافة إلى مناطق أخرى كانت خاضة لسيطرة قوات هادي وقوى العدوان.

 

ويؤكدون: أن هذا التحول المهم في الميدان أثبت عجز قوى العدوان عن تغيير موازين القوة في الميدان وان اللجان الشعبية والجيش اليمني قادرون على المواجهة والإمساك بزمام الأمور.

 

وينوه المحللون إلى أن الاستعانة بجماعات القاعدة يكشف أن القاعدة هي أداة أميركية وأنها كانت منذ البداية أداة أميركية منذ حرب أفغانستان إلى سوريا ويتم استخدامها في كل الساحات التي يتواجد فيها الاحتلال الأميركي والقوات الأميركية.

 

وفي محور آخر ينوه هؤلاء المحللون أن عمان تلعب دور الوساطة ومعروف عنها بأنها حاضنة لكل المحاولات السياسية والدبلوماسية بين جميع الأطراف اليمنية لإطلاق المفاوضات، وأضاف: لكن المشكلة الأساسية أن السعودية ترفض حتى الآن الاستسلام ووقف الحرب ورفع الحصار وهذه نقطة جوهرية، لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات مع اللجان الشعبية والجيش اليمني في ظل الحصار والعدوان المستمر على اليمن.

 

ويقول خبراء عسكريون واستراتيجيون، أن معركة البيضاء هي اختراق لليمن ومحاولة العدوان السعودي الأميركي تضخيم هذا الاختراق إعلاميا بزعمهم حرروا البيضاء وفي سياق الحرب النفسية.

 

ويؤكد هؤلاء الخبراء: البيضاء محافظة كبيرة وكلها تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية ولم تكن سوى مديرية الصومعة وزاهر تحت سيطرة العدوان السعودي، وفي الحسابات العسكرية لا تعادل واحد على مليون.

 

ويشددون على أن: معركة البيضاء وفي عملية الانتصار المبين التي انتهت خلال 72 ساعة الجيش واليمني واللجان الشعبية حسمت الأمر فيها وهناك مشاهد ومقاطع فيديو سيتم عرضها من خلال الإعلام الحربي تم فيها قتل المئات واغتنام عدد كبير من الأسلحة وتم استعادة السيطرة على كل المناطق والوصول إلى منطقة الحبك التي هي عبارة عن سلسلة جبلية تطل على منطقة يافع.

 

ويضيفون: أن هذا الانتصار هو دليل على قدرة الجيش اليمني واللجان الشعبة في الميدان.

 

ويقولون إن: السعودية والإمارات هي أدوات أميركية رخيصة من أجل تحقيق المشروع الأميركي في المنطقة ولا يملكون الخيار باتخاذ أي قرار إلا بأمر من أميركا.

 

وبين هولاء الخبراء أن الامارات والسعودية لا يتقاتلون فيما بينهم بل يتقاتلون في الداخل اليمني في إطار المصالح والمطامع الاقتصادية ومن أجل تدمير اليمن كما دمروا من قبل سوريا وليبيا والعراق تحت الكثير من المسميات التي لم تعد تنطلي على أحد.

 

وفي جانب آخر يؤكدون: عمان تلعب دور الوسيط في المنطقة وهي دولة جارة ولم تعتدي على أي دولة عبر الزمن وما زالت تسعى من أجل إنهاء الحرب والعدوان على اليمن لأن استقرار المنطقة من استقرار اليمن.

 

ومن جهة اخرى، يقول باحثون في الشؤون اليمنية أنه ووفق المعطيات الحالية ليس هناك خلاف جذري وحقيقي بين السعودية والإمارات داخل اليمن.

 

ويوضح هؤلاء الباحثون إن الامارات تدعم الانفصالين في جنوب اليمن بشكل واضح وهم حلفائها، ولكن السعودية ليس لها حلفاء بالمعنى الحقيقي داخل اليمن، ويعتبر حزب الإصلاح حليف الضرورة بالنسبة للسعودية، لا السعودية تثق فيه ولا هو يثق في السعودية، لذلك هناك صراع لدى حزب الإصلاح مع خصومه في أبين والمناطق الجنوبية وبشكل عام منطقة الجنوب اليمنية.

 

ويشيرون إلى أن: الإمارات لها مصالح خاصة في منطقة جنوب اليمن لكن حتى الآن لا نستطيع القول إن هناك خلاف حقيقي وجذري بينها وبين السعودية.

 

ويؤكدون أن السعودية هي الطرف الرئيسي والطرف الذي يمتلك النفوذ الرئيسي في اليمن بشكل عام.

 

ويشدد هؤلاء الخبراء: الإمارات الآن من خلال وكلائها تحاول تمرير أجندتها داخل جنوب اليمن، وإذا اتخذت السعودية موقفا ضد الإمارات وحلفائها حينها الأمارات ستتراجع خطوة إلى الخلف ولن تدخل في مواجهة مباشرة مع السعودية في اليمن على الأقل وفق المعطيات الحالية، إلا إذا حصل خلاف أكبر من ما هو الآن، لأن الكلمة الأخيرة في اليمن هي للسعودية.