صمود وانتصار

الطائفية المهزومة

مقالات|الصمود| يحيى المحطوري

بالتزامن مع المعارك الأخيرة في البيضاء مع أدوات أمريكا الداعشية والقاعدية لوحظ بشكل كبير استدعاء نغمة الطائفية في خطاب بعض الكتاب والأكاديميين ، والتي تشبه خطاب أفيخاي أذرعي ونصائحه لأبناء غزة عن الصحابة والسنة والجماعة.

 

ورغم ضجيجها الكثيف وتناغمها الكامل مع توجه الإدارة الديمقراطية لأمريكا التي تذكي نيران الصراع الطائفي بين المسلمين وتعتمد عليه في ضرب أعدائها بدلا من الضربات المباشرة التي يفضلها الجمهوريون .

 

إلا أنها كسابقاتها من الحملات الإعلامية لم تستطع حرف الأنظار عن حقيقة المعارك في مأرب والبيضاء ، وفشلت في إضفاء الصبغة الطائفية التي تريدها أمريكا .

 

ورغم استخدام العدو لهذه الأصوات منذ بداية ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر إلا أنه فشل في تشويه جاذبية ا لمسير ة القرآنية ومنع انجراف الجماهير نحوها من كل الطوائف والفئات ، ولم تتمكن من التأثير في المجتمع اليمني المتلاحم والمتماسك.

 

وبالعكس فقد ارتفع مستوى القابلية لدى سكان الحديدة وإب وتعز وتفاعلهم مع المشرو ع القرآ ني ، وقدمت هذه المحافظات وغيرها شواهد دامغة على حقيقة الانسجام والتلاحم بين كل مكونات الشعب اليمني رغم كل مؤامرات العدو ان .

 

ومن أهم عوامل هزيمة المشاريع الطائفية ، هي الرؤية الاستيعابية التي تعاملت بها قيادة المسير ة القر آنية مع الجميع ، وبرزت الكثير من الشخصيات من الأحزاب والطوائف الأخرى في مواقف مشرفة تجاه بلدهم وشعبهم ، ولم يقلل أحد من شأنهم أو دورهم بناء على انتمائهم أو مذاهبهم أو أحزابهم .

 

ومع استيعاب المنتمين من كل الفئات ، ركزت المسير ة القر آنية، على التثقيف الصحيح للجميع بما يحقق تذويب الثقافات المغلوطة السابقة لديهم ، وخلقت القناعات الراسخة بصحة التوجه القرآني وصوابيته وجدوائيته ، ولم تفرض الثقافة على أحد بالقهر والقوة ولكنها نجحت في توحيد الجميع وردهم إلى القضايا الجامعة لكل المسلمين .

 

وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت بعض النماذج السلبية من بعض من أصبحوا محسوبين على أنصا ر الله فيما بعد ، ولم يتأثروا بالمبادئ القرآنية والروحية الجهادية .

 

ورغم التصنيف الشائع للمسيرة القرآ نية ضمن الطائفة الزيدية ، إلا أن الحقيقة الواضحة والجلية أن ما قدمه ا لشهيد القا ئد رضوان الله عليه ، ليس الزيدية بمفهومها الطائفي الذي قد يلاقي العوائق ، بل الزيدية بروحها الإسلامية الجامعة المقبولة لدى كل فئات الشعب،

 

وهذا أهم وأبرز أسباب نجاح المسير ة القر آنية، في الوصول إلى مناطق وفئات غير محسوبة عليها نهائيا ، ولم يفكر العدو يوما ما أنها ستكون قادرة على التأثير فيها.

 

وكما أن ما قدمه الشهيد القائد رضوان الله عليه ، يعتبر رؤية إصلاحية للجميع بما فيها الزيدية ، ونقدها كسائر المذاهب الأخرى ، رغم أنه من قلب هذه الطائفة.

 

وقد قدمت الرؤية القرآنية حلولا عملية لمشاكل الأمة ، ولم يكن حديثها عن الآخرين حديثا ترفيا أو فضوليا ، وإنما من واقع الضرورة لإصلاح واقع الأمة ، وقدمت بشكل جذاب ومؤثر ومربوط بالواقع بما في ذلك الحديث عن شخصيات محسوبة على الطوائف الأخرى .

 

وارتبط حديث الشهيد القائد رضوان الله عليه عن أخطاء الآخرين بما لها من ارتباط بواقعنا ومشاكلنا اليوم ، ولما لها من آثار مأساوية تراكمية

 

ومن أسباب النجاح في هزيمة الطائفية ، أن المسير ة القرآ نية ، اعتمدت على أسلوب التقديم القوي لهدى الله ، دون أن يكون لها موقف قاسي تجاه من يخالفها الرأي فيه، ما لم يتجاوز حدوده في الاختلاف ، أو يعلن العداء ، أو يعتدي ويبغي بغير الحق ، فكان الموقف منه بمستوى ما هو عليه من العصيان والعدوان وبما يناسب .

 

وكما أن الواقع قد شهد على بطلان النظريات المذهبية والطائفية وانعاكاساتها السلبية والسيئة على وحدة الأمة ، ولذلك اندفع الكثير من الناس نحو القضايا الجامعة التي توحد ولا تفرق وتعتمد على القرآن الكريم كأهم مرجعية لوحدة الأمة.

 

ومن أبرز عوامل التأثير في الفئات الأخرى وإقناعها ، هي قوة إيمان المنتمين للمسير ة القرآ نية بالهدى وقناعتهم به ،

فكانت قدرتهم على تقديمه وطرحه للناس والدفاع عنه على مستوى إيمانهم به وقناعتهم وتأثرهم به ،

ابتداء من صرخات الجامع الكبير بصنعاء وسجون الأمن السياسي قبل عشرين عاما وصلابة مواقفها وقوة حامليها ، وصولا إلى ما نحن عليه اليوم من المواقف القوية في مواجهة الاستكبار العالمي بإمكانياته الضخمة وآلته العسكرية الحربية الهائلة.

 

ولذلك ستخفق أمريكا وتفشل في فتنها ومشاريعها الطائفية كما فشلت في كل أدواتها الأخرى ، ولن تنجح في قهر اليمنيين مهما فعلت .

وما النصر إلا من عند الله .