صمود وانتصار

إجراءات مكافحة فيروس (كورونا) تقيد الرياضة والإعلام في أولمبياد طوكيو

| الصمود | بعد تأجيل تاريخي من العام الماضي بسبب جائحة كورونا، انطلقت رسمياً قبل عدة أيام الدورة الـ32 للألعاب الأولمبية “الأولمبياد” بطوكيو، والتي عرفت شدا وجذبا بشأن إلغائها أو إقامتها، في ظل إجراءات صحية صارمة وصلت إلى حد إقامة المنافسات دون حضور جماهيرها.

 

وبحسب وسائل الإعلام اليابانية، لا اهتمام من قبل السلطات اليابانية في أولمبياد طوكيو، والتدابير المفروضة تحد من حرية الصحفيين، والأجواء الاحتفالية المعهودة غائبة في المنافسات والمواطنون اليابانيون لا يمكنهم الخروج من منازلهم، ذلك ما شكا منه الكثير من الإعلاميين في طوكيو والتي خيم عليها شبح (كورونا) وتدابير مكافحته.

 

ومنذ انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بعدما أعطى إمبراطور اليابان ناروهيتو شارة الانطلاق، وسط إجراءات صحية صارمة، والعاصمة طوكيو تكافح الأعداد المتزايدة من الإصابات بفيروس (كورونا) المستجد.

 

ويغطي فعاليات أولمبياد طوكيو 2020 م عدد ضخم من الصحفيين والإعلاميين من مختلف دول العالم، بعدما كسروا الحاجز النفسي الذي صنعه فيروس (كورونا) ووسط إجراءات مشددة اتخذتها السلطات في طوكيو استعداداً لاستقبال المشاركين في الحدث الأولمبي الأكبر من نوعه.

 

ويشكو الصحفيون الذين يغطون أحداث الأولمبياد من القيود المشددة التي فرضتها السلطات، لعل أبرزهم الصحفي الإسباني سنتياغو كاستانيدا إيريديا الذي يقول أنه رأى قيوداً صارمة وقواعد لا بد من الاهتمام بها أثناء دخوله لليابان.

 

وقال الصحفي الإسباني: “الإجراءات التي فرضتها السلطات اليابانية ضرورية من أجل تنظيم المنافسات الرياضية في مناخ آمن، إلا أنه يقول إنها خطفت نكهة الأولمبياد”.

 

وأضاف إيريديا حول الإقبال الجماهيري من الشعب الياباني على حضور المباريات: إنه لاحظ عدم اهتمام من اليابانيين بالأولمبياد، وأعرب عن اعتقاده بأن يتزايد الاهتمام والإقبال بعد أيام من انطلاق المنافسات”.

 

بدوره اشتكي الصحفي البرازيلي باولو فافيرو، من تأثير التدابير المفروضة ومن عدم اهتمام اليابانيين في طوكيو بدورة الألعاب الأولمبية.

 

وأكد فافيرو في تصريحات صحفية أن تدابير السلطات اليابانية قيدت حرية الحركة والوجود في أي أماكن غير صالات إقامة المباريات والمكاتب المخصصة للإعلام والصحافة.

 

وأوضح فافيرو والذي شارك في تغطية فعاليات أولمبياد لندن عام 2012م وريو دي جانيرو عام 2016م، أن الأجواء حينها كانت أكثر إثارة وكانت المنافسات مسلية، إلا أن الوضع ليس كذلك في أولمبياد طوكيو إذ أنه لم يُسمح للجماهير بحضور المباريات.

 

ولفت إلى وجود تدابير وإجراءات احترازية كثيرة بالنسبة إلى الرياضيين والصحفيين، وهي إجراءات ضرورية، “إلا أن العمل بارتداء الكمامة أمر صعب للغاية”.

 

وعن قرار إقامة الأولمبياد بدلاً من إلغائها، رأى الصحفي البرازيلي أن “هناك أموال كثيرة تم إنفاقها وعائدات كثيرة من الألعاب الأولمبية وعقود رعاية، إضافة إلى أن الرياضيين يستعدون للبطولة منذ 5 سنوات ولذلك فإن إلغاءها قرار خطير جداً”.

 

من جهته أشاد الصحفي الياباني ريكو إيساكا من القسم الإعلامي في أولمبياد طوكيو 2020م، بالتدابير الاحترازية التي اتخذتها بلاده.. مؤكداً أن “هذه التدابير لا تحمي الشعب الياباني فقط، بل تهدف لحماية كل القادمين إلى البلاد من خطر وباء كوفيد-19”.

 

وقال ايساكا في تصريحات صحفية: إن إجراءات العزل الصحي واختبارات الفحص عن كورونا مهمة للغاية، غير أنه لا يفهم لماذا أعلنت الحكومة اليابانية حالة الطوارئ في طوكيو.

 

ولفت إلى غياب الأجواء الاحتفالية المعهودة بمنافسات الأولمبياد.. مشيرا إلى أن المواطنين لا يمكنهم الخروج من منازلهم أو الذهاب إلى أماكن الترفيه بعد أوقات محددة، بسبب حالة الطوارئ المفروضة، إضافة إلى حظر خروج الرياضيين من القرية الأولمبية والتجول في طوكيو.

 

هذا ومن المنتظر مشاركة نحو 11 ألف رياضي ورياضية في فعاليات الأولمبياد بمدينة طوكيو، التي قررت فرض إجراءات مشددة على جميع المشاركين، بعدما تسببت تداعيات فيروس كورونا بتأجيل الدورة الأولمبية لعام كامل.

 

وتنظم الدورة الأولمبية في “فقاعة صحية” محكمة، إذ يتم إخضاع اللاعبين لفحوص كوفيد-19 يومياً، مع اعتماد مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، في حال وجودهم خارج المنافسات، والتمارين، وتناول الطعام أو النوم.

 

وترافق ظهور تلك الإجراءات مع تطبيق الحكومة اليابانية حال “طوارئ صحية” في طوكيو تستمر حتى 22 أغسطس المقبل.

 

وتم تقييد بيع الكحول وإجبار الحانات والمطاعم على الإغلاق في وقت مُبكر، كما فُرضت قيود على عدد الجماهير في الفعاليات الثقافية والرياضية.

 

وأعلنت الوزيرة اليابانية المكلفة بالإشراف على الألعاب الأولمبية تامايو ماروكاوا، في 8 يوليو الجاري، أن الجماهير لن تحضر فعاليات الأولمبياد التي ستقام في طوكيو بين 23 يوليو الجاري و8 أغسطس المقبل.

 

وتحدثت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو عن تسجيل 17 إصابة جديدة بفيروس كورونا من بينها 3 إصابات في القرية الأولمبية.

 

الجدير ذكره أن تكلفة الألعاب الأولمبية الصيفية “طوكيو 2020” المقامة حالياً في اليابان حتى يوم 11 أغسطس المقبل بمشاركة أكثر من 11 ألف رياضي، بلغت نحو 14.8 مليار دولار (1.64 تريليون ين ياباني).

 

وبحسب الأرقام الرسمية للجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو، فإن تأجيل الألعاب لمدة عام كامل زاد من التكلفة الإجمالية للبطولة بنحو 2.6 مليار دولار أو ما يعادل 294 مليار ين.. وبلغت أيضاً، تكلفة أولمبياد طوكيو أكثر من النسخة الماضية التي أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية والتي بلغت تكلفتها عام 2016 نحو 13 مليار دولار.

 

واًفتتحت يوم الجمعة 23 يوليو الألعاب الأولمبية بشكل رسمي بحضور إمبراطور اليابان ناروهيتو بالإضافة لنحو 1000 شخص فقط بينهم عدد من رؤساء العالم ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ.

 

ويشارك في المنافسات بمختلف الألعاب أكثر من 11 ألف رياضي من 207 دول يتنافسون في 339 منافسة بـ33 لعبة رياضية من بينها 5 رياضات جديدة، ويشارك بالمسابقة عدد كبير من النساء بلغت نسبتهم 48.8 في المائة من مجمل الرياضيين المشاركين في الأولمبياد.. وتشارك فيه 134 رياضيّة عربيّة، 49 رياضّية منهنّ من مصر، 28 من تونس، 15 من المغرب، 13 من الجزائر، 7 من البحرين والـ22 البقية من دول عربيّة أخرى.