صمود وانتصار

قرار خليجي..بمنتهى الحمقِ

حميد عبدالكريم دلهام

لم ينته مسلسل الاستعراض السعودي ومحاولة الظهور بمظهر القوه العظمى و اللاعب الاقليمي والدولي الكبير.. بل لا زالت فصوله تتوالى تباعا في مشهد مخجل.. وعلى حساب قضايا الامه المصيرية.

قبل أيام صدر قرار مخزي مخجل.. يندى له الجبين ، يمثل انتكاسة الأمه وهوانها في ابشع صورها..

انه قرار اعراب نجد والخليج وما صاحبه من تأييد مقيت من وزراء خارجية عرب، اعتبار المقاومة المجاهدة في سبيل الله ، والمقارعة للظلم والاحتلال.. المناهضة والمواجهة لأعداء الأمه.. الصهاينة المحتلين المغتصبين.. اعتبار تلك المقاومة تنظيم ارهابي.

قرار لن يقدم ولن يؤخر.. ولا يمثل اي تهديد لتلك المقاومة الباسلة المجاهدة في سبيل ربها وقضايا أمتها المصيرية.. فهي عرفت كيف تشق طريقها في أجواء أكثر صعوبة وقساوة.. فكل توكلها على الله.. وكفى بالله حسيبا وناصرا ومعينا..

فقط سيكون للقرار آثاره السلبية  على واقع الامه ومستقبلها.. ومكانتها بين الأمم.. فمن جهة سيزيد من حالة الانقسام والتشرذم والتفكك التي تعصف بعالمنا الاسلامي.. وسيعمل على زيادة الاحتقان و التوتر الشديد بين مشروع المقاومة والممانعة ومن يمثله من جهة.. والمشروع الآخر الذي يقدم للعدو غصن السلام ويعتمد أسلوب المفاوضات العقيمة مع الكيان الغاصب لاستعادة الحقوق المغتصبة.

القرار يؤسس لصراع طويل الأجل بين كلا المشروعين…وهو ما خطط له العدو الحقيقي وسعى وعمل جاهدا من أجله لسنوات طويلة.. فجهود اسرائيل وامريكا في هذا الصدد معروفة.. والعمل الاستخباراتي جرى ويجري على قدم وساق من كل الأجهزة والمؤسسات المعنية في كلا البلدين المعروفين بتحالفهما القوي وعدائهما الشديد.. للعروبة والاسلام قيادات وشعوبا.

القرار يؤسس لتحويل الصراع من صراع عربي اسلامي إسرائيلي الى صراع.. عربي عربي.. اسلامي اسلامي.. بحيث يخرج الكيان الغاصب من دائرة الاستهداف.. ويصبح المستفيد الوحيد.. لأنه سيزداد قوة.. فيما يزداد خصومه المتناحرين ضعفا وهوانا.

وهذا ما يجب ان تتنبه له المقاومة جيدا.. لان تحويل اتجاه بوصلة الصراع الى اتجاه آخر غير العدو الصهيوني يحمل من المخاطر الشيء الكثير على واقع ومستقبل الامه التي لم يعد لديها امل في احد بعد الله.. الا في سواعد المجاهدين والمقاومين السمر.. وسلاحهم النابض بالعزة والكرامة.. المدافع عن الأرض والعرض..

يجب ان تكون المقاومة على قدر المسؤليه وتثبت جداره وحسن تصرف في التعامل مع ارهاصات المرحله.. فالانزلاق في اتون الصراع الداخلي.. وترك العدو يسرح ويمرح، عنوان محتمل للمرحلة..

صحيح ان المشروع الآخر بات تحت اليد الإسرائيلية.. وصار معها في خندق واحد.. حتى وان لم يقصد او ينسق فان كل تصرفاته واعتداءاته تخدم الأغراض  والسياسيات الإسرائيلية وأصبحت كل حروبه التي يشنها في المنطقة ، حروب بالوكالة..

ومع التسليم بتلك الحقيقة المرة…فالعدو الاسرائلي يجب ان يكون الهدف الأول إن لم نقل الوحيد.. وان يسعى محور المقاومة والممانعة الى تحاشي الصراع والمواجهة مع  الأذناب ما أمكن.. فالرأس أولى بالقطع والبتر قبل الذنب.