صمود وانتصار

العوامل التي جعلت مجتمع مكه لا يؤمن بالرسالة وعوامل احتضان مجتمع المدينة لشرف حمل الرسالة …من خطاب السيد القائد بمناسبة يوم الهجرة ١٤٤٣هجرية

مقالات|الصمود| زيد أحمد الغراسي

■ أولا :- عوامل اعراض مجتمع مكه عن الايمان بالرسالة الالهية وبالرسول الاكرم

 

☆ العامل الاول :- استكبار الملاء من مجتمع مكه عن الايمان برسالة النبي محمد وكانوا يقولون كما وصف الله حديثهم في ايات كثيرة منها :
” وقالوا لولا نزل هذا القرءان على رجل من القريتين عظيم ”

 

☆ العامل الثاني : الطمع
وكانوا ينتقدون رسول الله لان المعيار عندهم المادي ويحكمون عليه من خلال معيارهم وكانوا يقولون كما تحدث عنهم القران بانه لو معه كنز ويكون ثري وغني ..
“فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ان يقولوا لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك انما انت نذير والله على كل شيء وكيل ”

 

☆ العامل الثالث : الخوف
” وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا ”

 

☆ مراحل مواجهة الاغلب من مجتمع مكه للرسول الاكرم

– تطور موقف الاغلب من مجتمع مكه من الكفر والاعراض الى المحاربة والصد لهذه الرسالة وكانوا يستهدفون كل الوفود العربية التي تاتي للحج ويحذرونها ويحرضونها ضد رسول الله صلوات الله عليه واله

 

– تطور موقفهم وازداد عتوا ووصل الى مرحلة سيئة الى الابتعاد كليا عن الايمان بالرسالة
” لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون ”
اسواء مستوى من الكفر والاعراض عن الحق
وهي حالة تشبه قول الله للنبي نوح ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن ” حالة قريبة منها وليست مثلها
حتى وصل الحال بهم كما تحدث الله عنهم عندما قالوا
” اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم ”
فيها درس كبير وعبرة لكل انسان ومجتمع

 

▪️ هجرة النبي ومواصفات قبيلتي الاوس والخزرج اليمنيتين

• عندما بلغ المجتمع المكي لهذه المرحلة وحاربوا الرسول وصولا الى التامر على قتله بكل جدية من جانبهم اتى الاذن من الله بالهجرة
” فتولى عنهم فما انت بملوم ”
• هاجر النبي من مكة الى المدينة كان هناك مجتمع في المدينة
من الاوس والخزرج وهما من اليمن
• كان هناك في مقابل العوامل السلبية الثلاث في مكه عوامل ايجابية في الاوس والخزرج جعلت لهذا المجتمع الدور الكبير وان يحظى باحتضان الرسالة الالهية والدفاع عنها
المجتمع الذي ناصر رسول الله سماهم الله بالانصار
تميزوا بان ايمانهم ليس مجرد اقرار فقط بل تجندوا بكل انفسهم واموالهم وجهدهم لنصرة الرسالة

 

■ ثانيا : العوامل الثلاث الايجابية في مجتمع المدينة ..

– هي عوامل تؤهل اي مجتمع لان يقوم بالدور في نشر هدى الله
– هذه العوامل وردت في قول الله تعالى
” والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم
١- يحبون من هاجر اليهم
٢- ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا
٣- ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ”
نحتاج اليها على المستوى كشعب وكامة في النهوض بدورها

 

☆ العامل الاول :- ” يحبون من هاجر اليهم ”

– قلوب سليمة من الاحقاد والضغائن مليئة بالمحبة لمن يتحرك معهم في هذه القضية المقدسة
– الحب معناه :
السلامة من الانانية ؛ التخلي من العقد الشخصية التي تؤثر على الانسان فيحقد ويسئ الى هذا وذاك …
وهذا من اول متطلبات الامة الاساسية عندما تتحرك بشكل جماعي وتتلخص من كل مايؤثر على ذلك من الاحقاد والضغائن والعقد على البعض وهذه نقطة مهمة جدا
ان تتحرك الامة كالبنيان المرصوص
مجهود جماعي منتج ومؤثر
واذا غاب هذا الجانب يصعب عليهم ان يتحركوا كالبنيان المرصوص وتكون فيه العقد والاحقاد
– نتمنى ان يكون هناك استيعاب لها

 

☆ العامل الثاني:- ” ولا يجدون في صدروهم حاجة مما اوتوا ”

روحية العطاء ومحبتك الخير لمن هم حولك هذه علامة تدل على الخيرية في نفسك وتحمل ارادة الخير للاخرين ولذلك لا حساسية لديك اذا اعطي هذا ؛
ونجد كيف تمثل اشكاليات في المجتمع اذا لم يبنى على هذا
وهذه نقطة مهمة جدا
اذا لم يربى المجتمع على هذا ينتج الخلاف والفرقة وضعف التعاون حتى في مستوى تضافر الجهود يضعف من مستوى الموقف لا يستطيع ان يشكل موقفا جماعيا ومجهودا جماعيا يؤتي الثمرة المطلوبة

☆ العامل الثالث ” ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ”

ميزه عظيمة جدا ومؤهل عظيم جدا
لا يكفي الانسان ان يحمل الخير للاخرين بل اكثر من ذلك يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة
ان يكون الانسان الى هذا المستوى من الاخلاص عنده اهتمام بالتضحية وبالموقف للوصول الى الغاية حتى في الظروف الصعبة

 

– مجتمع مكه خسر المعركة وخسر شرف حمل الرسالة
مجتمع الانصار حظي بهذا الشرف واولئك وقفوا يوما عند فتح مكة وقفوا كطلقاء
– هذا الدرس نحتاج اليه في واقعنا حتى ضمن التوجه النهضوي تظهر العوامل السلبية فتحذر منها وتاخذ العوامل الايجابية ….