صمود وانتصار

المدسوسون وخطاب السيد القائد

مقالات| الصمود| عبد الفتاح البنوسي

حظي خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ، بتغطية إعلامية واسعة ، حيث أفردت العديد من القنوات في برامجها مساحة للحديث عن مضامين الكلمة التوجيهية الهامة التي اعتبرها الكثير من المحللين السياسيين منطلقات ومحددات رئيسية للمرحلة المقبلة على مختلف الأصعدة وخصوصا فيما يتعلق بالشأن المحلي والتوجيهات التي وجه بها الجهات ذات العلاقة والنخب الثقافية والإعلامية والسياسية والحقوقية وأبناء المجتمع كافة للقيام بها من باب المسؤولية المنوطة بهم ، في ظل العدوان والحصار والمؤامرات التي تحاك ضد اليمن واليمنيين من قبل الأمريكان وصهاينة العرب من آل سعود وآل نهيان .

 

 

خطاب يحتاج إلى العديد من المقالات التي تحيط بمختلف المواضيع والقضايا التي استعرضها السيد القائد بطريقة سلسة ، وضع من خلاله النقاط على الحروف ووجه من خلاله العديد من الرسائل المباشرة وغير المباشرة لقوى العدوان والمرتزقة وللمجلس السياسي والحكومة ، وسنقف اليوم أمام توجيهاته الحكيمة للدولة بالاستمرار في تطهير كافة مؤسسات الدولة من كل المدسوسين فيها والذين يمثلون حجر عثرة أمام إحداث أي تطور أو إنجاز في تلكم المؤسسات التي جعلوا منها وكرا للفساد والعبث والفوضى وحولوها إلى إقطاعيات خاصة بهم ، والحديث هنا عن المدسوسين لا يخص كوادر حزب أو فصيل أو مكون معين ، وإنما يشمل الجميع ، فكل من يساند العدوان ويخدم توجهاته ويعمل على خنق المواطنين واستعبادهم وإذلالهم من خلال منصبه ، عبارة عن شخص مدسوس لا ينبغي السكوت عنه والإبقاء عليه في منصبه

 

 

وأعتقد جازما بأن هذا ما قصده السيد القائد من توجيهه بشأن تطهير مؤسسات الدولة من المدسوسين ، ومن الغباء والحماقة تصوير ذلك على أنه بمثابة إعلان إقصاء لقيادات محددة سلفا ، واستهداف موجه لها على خلفية الانتماء السياسي كما تروج لذلك فضائيات العدوان ، و أبواق الخسة العمالة والخيانة والارتزاق الموالين لهم .

 

المدسوس هو من يأكل من خيرات هذا الوطن ، ويقتات من أموال الشعب ، ولا يقدم للوطن والشعب أي شيئ ، ولا يصدر منه أي موقف يشعرك بهويته اليمنية وحرصه على المصلحة العامة ، ويرى في المنصب الذي يتقلده فرصة سانحة للنهب والسلب والبطش والهبر ، ويظن بأن هتافه بشعار الصرخة ، وإلزامه لمرافقيه بطباعته على أسلحتهم وهواتفهم المحمولة ، وتخصيص الزوامل الجهادية نغمات خاصة لها ، وحرصه على حضور الوقفات والمشاركة في المسيرات سيحجب عنه الرقابة والمحاسبة

 

وستجعله بمنأى عن الاستجواب والمساءلة القانونية ، المدسوس هو من يبحث دائما عن الأرباح والغنائم ، ويهرب من الخسائر ، رغم أنه لا خسارة مطلقا في سبيل الله وفي الدفاع عن الوطن وخدمة الشعب الوفي الصابر الصامد المحتسب .

 

هناك الكثير من مسؤولي الدولة حتى اللحظة غير مؤمنين بأن البلاد تتعرض لعدوان غاشم وحصار جائر رغم مرور ما يقارب ست سنوات ونصف ، لم يصدر منهم موقف ، ولم يظهروا أي ردة فعل تجاه الجرائم والمذابح التي ترتكب في حق أبناء شعبنا ، وفوق ذلك تجدهم في مؤسساتهم ودوائرهم الحكومية شياطين مسلطة على الموظفين والمواطنين ، وشغلهم الشاغل ينصب حول ( القطقطة ) وتدبير شؤونهم ومصالحهم الخاصة وكأن المناصب التي هم فيها     ( حق أبتهم ) ، هؤلاء هم من فئة المدسوسين الذين آن الأوان لتطهير مؤسسات الدولة من فسادهم المقرف وفعالهم الخسيسة .

 

بالمختصر المفيد: لا إقصاء ولا استبعاد ولا استهداف للكوادر الوطنية التي لا تنتمي إلى أنصار الله ، بل على العكس من ذلك تماما ، فالواضح من توجيهات السيد القائد الداعية لتطهير مؤسسات الدولة من المدسوسين أنه يركز بدرجة أساسية على أولئك المتدثرين بعباءة المسيرة والأنصار ، المدسوسين في أوساطهم ، وهم بممارساتهم وسلوكياتهم وطريقة أدائهم داخل مؤسسات الدولة بعيدون كل البعد عن قيم المسيرة وأخلاق الأنصار ، هؤلاء هم من يجب أن يحتلوا الصدارة في عملية التطهير ، ليكونوا لمن خلفهم عظة وعبرة وآية

 

 

فالمرحلة لا تحتمل (الدعممة) منهم ، والسكوت عنهم ، المهم أن تكون عملية التطهير محققة لتطلعات السيد القائد ، بعيدة كل البعد عن تصفية الحسابات ، ولغة المصالح والمنافع الضيقة ، التي لا تخدم المصلحة العامة ولا تتماشى مع الأهداف الوطنية النبيلة التي تضمنتها توجيهات السيد القائد بهذا الخصوص .

 

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .