صمود وانتصار

لماذا نحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين؟

مقالات|الصمود| المقدم عبد الرحمن منور

إنَّ الذي يربطنا بالإمام الحسين ليس مجردَ إحياءِ ذكرى استشهاده في هذه الأيام الحُرُم، وليس مجردَ الهتاف ملبّين له قولاً وجلجلةً فحسب، بل إن ما يربطنا بالإمام الحسين هو عبادةُ الله ومعرفةُ الله والتوكلُ على الله..

إن الإمامَ الحسينَ راسخ بقيمه وتضحيته في أعماقنا وفي ضمائرنا يقرّبنا من الله عبادا له مجاهدين في سبيله واثقين بالنصر من عنده ناصرين للمظلومين منصورين على الظالمين.

يقول لنا الإمامُ الحسينُ منذ واقعة كربلاء وحتى اليوم (إنَّ الحياةَ مع الظالمين ليست إلا بَرَما).

. ليست إلا حياةً مُملة ومُضجرةً ولا تستحق العيش في وجود الظَّلمة والطغاة.. وهو يرى في الموت سعادةً تغنيه عن العيش بهذه الوضعية المُحتَقَرة، وهذه الرؤية هي لُبُّ رؤية المؤمن إلى رحمة الله ووعده ووعيده، وهي أصلُ العمل في سبيل الله، وهي جوهرُ ما نمُرُّ به اليوم في مواجهة أعتى طغاة العالم وأوهن تحالفاته العسكرية على مر التاريخ..

ونحن في الميدان الأمني، نمثّل خطَّ الإمام الحسين في خدمة مواطنينا الذين هم جزء من أمة لا إله إلا الله، والتي خرج الحسين ذائدًا عنها مدافعًا عن كرامتها في وجه أرذل مخلوقات الله.. ولا نرى في قوى العدوان إلا تمثيلاً لقتلة الحسين الذين حاولوا اختراق الأمة بكافة الوسائل..

فهمُ الإمام الحسين لأهداف أعدائه يجعلنا نفهم أهدافَ أعدائنا وطبيعة أدواتهم ووسائلهم ومحطات استهدافهم كلما مر على هذا العدوان يومٌ تلو اليوم وعامٌ تلو العام.. فهم يلتقون عند معصية الله، لا يفرقون بين كبير وصغير وبين رجل وامرأة وطفل، ولا يريدون أن تخطو أمة محمد خطوة إلى الأمام ويقفون حجر عثرة بالمرصاد في سبيل ذلك..

لكننا نُشهد اللهَ والمؤمنين أن الذِلّةَ التي لم يعرفها الحسينُ لن تنال منا نحن وفينا نَفَسٌ يوحّد اللهَ ويجاهد في سبيله..

والله على ما نقول شهيد.. وهيهات منا الذلة