أربع نقاط محور الخلاف السعودي الإماراتي
بعد ستة أشهر من الفرار إلى الرياض، وصل رئيس الحكومة اليمنية –السابق- خالد بحاح إلى عدن، في خطوةٍ تغلّب النفوذ الإماراتي في الجنوب وتحاول سحب البساط من تحت حزب «الإصلاح» الإخواني المدعوم من السعودية، لاسيما وأنه صاحبها انزعاج سعودي، لكن لم تكن هذه المرة الأولى التي تنزعج فيها السعودية من الإمارات، فكواليس الخلاف بين البلدين قد تبدأ من اليمن كساحة للنزاع الحقيقي، ولكنها لا تتوقف عندها، فبعد إضافة ملفات أخرى إلى اليمني، نجد أن الخلافات تستعر وتزداد، كالملف السوري والاتفاق النووي الإيراني وموقف البلدين من جماعة الإخوان المسلمين.
الاتفاق النووي مع إيران
فبالنسبة للاتفاق النووي الإيراني الذي عارضته المملكة السعودية بشدة، باركت الإمارات هذا الاتفاق وبعث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان برقية إلى نظيره الإيراني حسن روحاني، هنأه فيها بالاتفاق النووي الذي تم إبرامه في فيينا بين إيران ومجموعة 5+1.
الأزمة السورية
وبالنسبة للملف السوري نجد أن هناك تباينا في الوقف السعودي الإماراتي منه، فعندما عارضت الرياض التدخل الروسي في سوريا، نجد الإمارات المتحدة رحبت به، وانسجم الموقف الإماراتي مع الموقف المصري حول النظام السوري وأن بقاء الرئيس “بشار الأسد” يقرره الشعب السوري فقط، وهو موقف على طرف نقيض مع الموقف السعودي الذي يشدد على رحيل الرئيس الأسد كشرط للحل السياسي.
الإخوان المسلمين
موقف الإمارات المتشدد من جماعة الإخوان المسلمين قطعي، لدرجة أن الإمارات هددت بريطانيا بوقف الاستثمارات الخليجية فيها حال استمرت بريطانيا في التهاون مع “الإخوان المسلمين”، ووعدتها بصفقات سلاح كبيرة إذا ما تم ملاحقتهم، على عكس الموقف السعودي وخصوصاً في عهد الملك سلمان الذي يحاول استعادة علاقات طبيعية مع جماعة الإخوان المسلمين ليستثمرها لصالحه في حربه ضد اليمن وغيرها من القضايا الإقليمية.
الانزعاج السعودي من الإمارات لم يكن وليد اللحظة، بل له خلفيات سابقة في اليمن، فعلى حد قول رئيس تحرير صحيفة «الرأي اليوم» عبدالباري عطوان واستناداً إلى معلومات تؤكدها أيضاً مصادر يمنية مطلعة، فإن السعودية قامت بعمليتين أمنيتين في عدن ضد الإمارات، الأولى محاولة اغتيال رئيس الحكومة الموالي للإمارات خالد البحاح، وهو يُعتبر مرشح الإمارات المفضل للمرحلة المقبلة باليمن، كما ويلتقي مع القيادة المصرية في عدائه لـ«الاخوان» وحزب الإصلاح، أما بالنسبة للرياض، فتتمسك بالرئيس السابق الفار عبد ربه منصور هادي، والثانية التفجيرات التي استهدفت مركز قيادة العمليات العسكرية للقوات الإماراتية التي أسفرت عن مقتل عشرات الجنود الإمارتيين، حيث تشير أصابع الاتهام، إلى تورط السعودية وحلفائها (حزب الإصلاح اليمني ــ الإخوان المسلمين)، على الرغم من البيان الذي صدر عن «داعش» وتبنيه العمليّة.
الخلاف حول اليمن
في المقابل، بدأت الإمارات بسط نفوذها في مناطق انتشارها باليمن، حيث أكدت مصادر عسكرية يمنية أن الإمارات سيطرت عسكريّاً على وادي وهضبة حضرموت وأنشأت فيها ثلاثة معسكرات ضخمة في مناطق عيوة والخايرة وثومة، إضافة إلى أنها بصدد إنشاء معسكرات أخرى، المصادر نفسها أكدت أن جميع هذه المناطق غنية بمنابع وحقول النفط ويُمنع عناصر وجنود هادي من الدخول إليها، وتضيف أن سكان حضرموت يتحدثون عن «احتلال إماراتي ناعم» لهذه المناطق وأنها أضحت الإمارة الثامنة في الإمارات العربية المتحدة.
صراع النفوذ بين السعودية والإمارات على منابع النفط جزء من المشهد المأزوم في المحافظات الجنوبية التي ترزح تحت وطأة الاحتلال السعودي ــ الإماراتي، يُضاف إليه الانتشار السريع والواسع للجماعات التكفيرية وتنظيم «داعش»، الذي أعلن عن إمارتي آب وعدن بعد إعلانه إمارة حضرموت والبدء بتنفيذ أحكام إعدام علنية في محافظة عدن، ويُعتبر هذا الأمر، مؤشراً واضحاً لصورة المشهد الذي سيهيمن على المناطق كافة التي قد تسقط بأيدي القوات السعودية وبأن التجربة السورية قد تتكرر.
الخلافات المتعاظمة على السلطة بين الفار هادي ومنافسه الفار بحاح، ظهر في الانقسام والتخبط حول قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد حادثة منى ومقتل الحجاج والتصعيد الإيراني ضد السعودية، حيث طلبت الرياض من البحرين واليمن الردّ على طهران، لذلك أعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قطع العلاقات مع طهران، فيما نفى المتحدث باسم حكومة البحاح راجح بادي ذلك، لذا فإن هذه الخلافات، التي تنعكس سلباً على التحالف السعودي الإماراتي سياسياً وعسكرياً، تنذر بتفكك هذا التحالف، حيث اعتبر خبراء عسكريون هذا العدوان على اليمن، حرب عبثية لن تؤدي إلى نتائج، وأن شعب الإمارات المسالم بطبعه، سيطالب حكومته بالتوقف إلى هذا الحد حتى لا يخسر المزيد من شبابه.
#البديل_صوت_المستضعفين