هلعٌ إسرائيليّ من تجدد صواريخ غزة.. معادلة جديدة في الصراع ماهي؟
الصمود| وكالات | في الوقت الذي رفعت فيه قوات العدو الصهيونيّ الغاصب من حشودها حول قطاع غزة المحاصر منذ سنوات، ونشرت مجموعة قناصين، هدد رئيس الوزراء الصهيونيّ، نفتالي بنيت، باستهداف قادة فصائل المقاومة في قطاع غزة، وفي جلسة أسبوعية لحكومة الكيان، قال أنّ “تل أبيب ستحاسب من يستهدف مقاتليها ومواطنينا”، عقب إصابة جندي من قوات الاحتلال خلال مواجهات عند السياج الأمنيّ المحيط بقطاع غزة السبت الماضي، على أثر خروج آلاف المتظاهرين الفلسطينيين، مقابل السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة، لإحياء الذكرى السنويّة الـ52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك على أيدي متطرف صهيونيّ، وقد شنت طائرات العدو غارات جوية على قطاع غزة مساء السبت الماضي، بعد اعتداء قوات العدو على متظاهرين فلسطينيين.
بعد أن خلق الكيان الغاصب توتراً جديداً على الساحة الفلسطينيّة، رغم أنّ نيران حقده أصابت أكثر من عشرين فلسطينيّ، بذريعة أنّ المتظاهرين كانوا يقذفون الحجارة على جنود العدو، تخشى أوساط إسرائيليّة واسعة من احتمال نشوب حرب صواريخ من جديد، معتبرين مثل هذه الحرب بمثابة كابوس خاصة بعدما تبين أن القبة الحديدية لا توفر غطاء كاملا بعد الحرب الأخيرة التي شنّتها الآلة العسكريّة للكيان الصهيونيّ على قطاع غزة المحاصر، والتي تركت تل أبيب في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة.
وفي ظل تصاعد الاعتداءات صهيونيّة بشكل متزايد، بما يهدد المفاوضات غير مباشرة بين العدو الصهيونيّ الغاصب وحركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” بوساطة مصرية، فإنّ قصف طيران العدو المجرم لغزة تحت أسباب زائفة دلّ بشكل واضح على حجم الرعب الإسرائيليّ من عودة إطلاح صواريخ المقاومة الفلسطينيّة، عقب الضربة القوية التي وجهتها حماس والفصائل الفلسطينيّة للمحتل الصهيونيّ الباغي في معركة “سيف القدس”، والانتصار الكبير للفلسطينيين باعتراف الإعلام العبريّ نفسه،
“إسرائيل لن تكون قادرة على خوض حرب متعددة الجبهات على الصعيد العسكريّ أو على صعيد الجبهة الداخلية”، بل وستتعرض لضربة هائلة قد يقتل فيها الآلاف، تحذيرا أطلقها ضباط صهاينة، بالاستناد على أنّ جيش العدو يعاني من ترهل بشريّ وعسكريّ، سيشكل عائقاً في تحقيق الانتصار في حرب متعددة الجبهات، حيث تتعرض قوات العدو لانتقادات شديدة حول تردي مستوى الجيش ووجود سلسلة من المشاكل خاصة في سلاح البر، ناهيك عن المشكلات على المستويات اللوجستية والتكنولوجية والتنفيذية، وبالأخص معضلة الثقافة التنظيميّة، وهي مشكلة عميقة لم يتم التطرق إلى محاولة حلها حتى.
وفي ظل سوء الوضع في جيش العدو الصهيونيّ بالتزامن مع سياسة الصمت المتبعة من قبل الضباط في كافة الوحدات، وعدم إظهار الواقع السيء في الجيش كما هو للمستوى السياسيّ، تؤكّد تقارير أنّ الجنود الصهاينة يهملون أسلحتهم بعد التدريبات، ولا يقومون بصيانتها حتى، فيما لا يتم استغلال أفضل الوسائل التكنولوجيّة التي يقتنيها العدو، يتساءل البعض ” أيّ حرب تلك التي سنخوضها؟ وكيف سننتصر فيها؟.
وفي هذا الخصوص، يشير ضابط صهيونيّ إلى أنّ جيش العدو في حربه الأخيرة على غزة استخدم تقريباً معظم طائراته المقاتلة، التي قصفت على مدار ساعات الليل والنهار ولمدة 11 يوماً وأسفر عن ذلك سقوط أكثر من 275 شهيداً فلسطينيّاً، نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقارب 9000 آخرين، ناهيك عن الخراب الذي خلّفه العدوان الغاشم، عبر مئات الطلعات الجوية ومئات الطائرات بتكلفة مليارات الشواكل على منطقة صغيرة، ورغم ذلك لم تتمكن من وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون حتى ساعة وقف إطلاق النار، مؤكّداً أن مجاهدي حماس والجهاد الإسلاميّ واصلوا إطلاق الصواريخ والقذائف كأنه لم يحدث شيء على الإطلاق، ويبدو أنّهم كانوا قادرين على الاستمرار بذلك لزمن طويل، بحسب تعبيره.
أيضاً، أطلق ضباط صهاينة آخرون من الاعتماد فقط على سلاح الجو في الحرب، لأنّ فصائل المقاومة الفلسطينيّة في غزة حققّت انتصاراً كبيراً في المواجهة الأخيرة، كما يشير محللون وخبراء صهاينة إلى أنّ الفصائل الفلسطينية تمكنت من شل نصف “إسرائيل”، بالإضافة إلى تحييد “القبة الحديدية” والقنابل الذكية، وأوصلت الوضع إلى حافة حرب شاملة، حيث إنّ ما بدأ في القدس امتد إلى الضفة الغربيّة المحتلة وإلى مناطق عرب الـ 48.
والمثير في الأمر أنّ الإعلام الإسرائيليّ حتى بات يصف دور القبة الحديدية التي كان الكيان يتغنى بها بـ “ذر الرماد في العيون”، مع تقليله من فاعليتها، ويشير محللون صهاينة إلى أنّها ستكون دون جدوى أمام 250 ألف صاروخ قد توجه إلى الأراضي الفلسطينيّة المسلوبة، حيث يعترفون أنّ الكثير من صواريخ المقاومة ذات دقة إصابة عالية، وذات مدى بمئات الكيلومترات، وقادرة على حمل رؤوس متفجرة تزن مئات الكيلوغرامات.
وعلى هذا الأساس، خلق انتصار غزة بالفعل معادلة جعلت تل أبيب في عجز عن إيجاد رد فعال على الصواريخ والقذائف، مع غياب قدرتها البرية لخوض الحرب المقبلة، وإنّ قناعة الكيان الصهيونيّ بوحدة دول محور المقاومة يجعله في قلق دائم من “حرب ذات اتجاهات متعدد” في الداخل والخارج، لأنّها باعتراف جنرالات العدو ستكون مأساوية بشكل لا يمكن تخيله، فإضافة إلى عشرات آلاف القتلى سيشمل الدمار البنى التحتية الاستراتيجيّ، الكهرباء والماء والغاز والوقود وقواعد سلاح الجو والبُنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية ومؤسسات الحكم وغيرها.