صنعاء على الطاولة… وفي الميدان
مقالات|الصمود| سند الصيادي
وفي حال كان هناك جدية أمريكية سعوديّة فلا ملاحظات أَو تحفظات يمكن أن تعترض مضامين إنسانية بالدرجة الأولى، وَلطالما تغنت واشنطن بالإنسانية وأعلنت عن انحيازها للجانب الإنساني، وَتحديدًا في مأرب، الذي كان ولا يزال يعلو فيها التحذيرات كلما طوى رجال الجيش وَاللجان الشعبيّة الأرض من تحت أقدام المرتزِقة باتّجاه مركزها.
والملاحظ أن صنعاء تملك اليوم عنصر المبادرة والسيطرة عسكريًّا على تخوم المدينة، وَيتمركز مجاهدوها على ما يقارب ثلثَي المحافظة المحرّر، وَرغم هذا الواقع الميداني، كانت ولا تزال تبدي المزيد من الحرص على واقع المدينة وسكانها بخلاف ما تفعله الأدوات ومن خلفهم التحالف الأمريكي وَالسعوديّ، الذين يرون في الملف الإنساني ورقةً توظَّفُ للابتزاز وَمترساً مناسباً يمكن أن يوقف هزائمهم العسكرية وَيكبح جماح الموقف الوطني، أَو كما وصفها عبد السلام بقوله إن العدوّ في واقع الأمرِ لا يريد حَــلًّا سياسيًّا ولا حَــلًّا إنسانيًّا، وإنما يريد فض الاشتباك وبقاء الأزمة، تجسد ذلك في أُطروحاتهم للحلول بقوالبَ غير منطقية وغير واقعية.
منطق رئيس الوفد الوطني بشأن بقاء النوايا العدائية تجاه الشعب اليمني تثبته التحَرّكاتُ على الميدان، وَخُصُوصاً في المحافظات الجنوبية التي تشهدُ تصاعُداً في الحضور العسكري الأمريكي وَالبريطاني، في مسعًى لتكريس الاحتلال للأرض والإنسان اليمني، وهي نوايا قديمةٌ وَمعاصِرةٌ، شجّعها وبرّر لها الطابورُ الرخيصُ من العملاء والمرتزِقة، غير أن الشعورَ الباطِنَ لدى المحتلّ رغم الهدوء الذي يحيطُ تحَرّكاتِه هناك بأن ثمة صفيحاً ساخناً ينتظرُه، تنذر به مضامين الخطاب والموقف الذي تصدره صنعاء، فالوجود الأجنبي في قاموسها مرفوض مرفوض، وَالحق في مواجهته متاحٌ وَمكفول.