صمود وانتصار

السيد نصر الله: ما نشهده في افغانستان هو مشهد كامل لهزيمة أمريكية كاملة

الصمود:

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، أن “ما نشهده اليوم في أفغانستان هو مشهد كامل لهزيمة أمريكية كاملة ولسقوط وفشل أمريكيين كاملين”.

وقال نصرالله في كلمة متلفزة، مساء اليوم الجمعة، في الذكرى السنوية الرابعة لتحرير الجرود الشرقية للبنان: إن “المشروع الذي تمّ التحضير له للمنطقة يتهاوى”.

وأضاف: إن “تجربة أفغانستان شكلت كذلك سقوطاً أخلاقياً مدوياً وانعكس في التعامل مع الفارين في مطار كابول”.. لافتاً إلى أن الطائرات والمروحيات الأمريكية هي التي نقلت قادة داعش وكوادره من سوريا إلى أفغانستان”.

واعتبر السيد نصرالله أن “الولايات المتحدة هدفت إلى إرباك كل دول الجوار لأفغانستان”.. مؤكداً أن “داعش هو أداة أمريكية وتجربة أفغانستان يجب أن تكون درساً لكل الدول”.

وبالنسبة للأوروبيين، رأى نصر الله أنهم أنفسهم أقرّوا بأن الولايات المتحدة لم تستشيرهم في الانسحاب من أفغانستان.. مشدداً على أن “من يراهن على الولايات المتحدة أن يأخذ العبر من طريقة تعاملها مع حلفائها في أفغانستان”.

في الشأن اللبناني قال السيد نصر الله: إن “الانتصار الذي حققناه لم يأت بالمجان وإنما بفعل التضحيات والصبر والصمود”.

واعتبر أن “انتصار الجرود قبل 4 سنوات كان جزءاً من الحرب الكونية على سوريا ومن مشروع خطير في المنطقة”.

ولفت إلى أن “داعش كان يعتزم السيطرة على كل سوريا ولبنان كان جزءاً من مشروعه”.. قائلاً: “كان داعش يهدف إلى وصل تدمر بالقلمون ولو تمكن من ذلك لكانت المعركة أصعب”.

كما أكد نصر الله أن داعش حظي بدعم دولي وإقليمي وتسهيلات كبيرة وتم جلب الآلاف من مسلحيه إلى المنطقة”.. لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وغيره من كبار المسؤولين كرروا مراراً أن داعش هو صنيعة باراك أوباما وهيلاري كلينتون”.

وقال السيد نصر الله: إن “المعركة لم تكن معركة لبنانية فقط وإنما لبنانية – سورية وهي كانت على جانبي البلدين”.. مضيفاً إن “داعش شكل تهديداً دائماً للجرود والبقاع وبيروت وللجيش وهذا كان مسجلا في فيديوهاتهم.

وتابع: إن “الدولة عجزت عن المبادرة في مواجهة الإرهابيين والدفاع عن البلدات والقرى في مواجهة داعش”.. مشيراً إلى أن “السفارة الأمريكية منعت الدولة من مواجهة داعش تحت وطأة التهديد بوقف المساعدة عن الجيش”.

كذلك، أكد أن الرئيس اللبناني ميشال عون لم يرضخ للضغوط الأمريكية بعدم التدخل لمواجهة الإرهاب.. قائلاً: “عندما تدخل حزب الله في المعركة عبر عن استجابة لإرادة الشعب وأهل الجرود من مسلمين ومسيحيين”.

وأضاف: إن “حزب الله تدخل في المعركة بعدما تركت الدولة مسؤولية تحرير الأرض والدفاع عن شعبها”، ولفت إلى أن المقاومين قدموا الكثير من التضحيات في معركة تحرير الجرود وكان بينهم كثير من المتطوعين”.

وأشار إلى أن “معارك تحرير الجرود كانت صعبة ومكلفة قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ونقاتل معاً كتفاً إلى كتف”.. قائلاً إن التحرير حصل نتيجة تضحيات على مدى سنوات قدمها الجيشان السوري واللبناني والأهالي من الجانبين.

ولفت السيد نصر الله إلى أن “قتالنا في الجانب اللبناني أو السوري ضد الإرهاب يعود الفضل فيه إلى إيران”.. مشيراً إلى أن معركة تحرير الجرود شكلت تجربة جديدة سُجلت لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.

إلى ذلك، شدد على أن “هذه المعركة هدفت لحماية لبنان وتحرير الأرض ومواجهة العدوان وانتصرنا بفعل المعادلة الثلاثية”.. قائلا: إن “في مقدمة انتصار المعادلة الذهبية هو سلاح المقاومة التي يسعى البعض إلى نزعه”.

وردّاً على من ينفي وجود حصار على لبنان، أكد السيد نصرالله أن “الأشخاص هم أنفسهم الذين نفوا وجود داعش أو غيره”.. مشيراً إلى أن “هناك حصار كبير على لبنان عبر الموانع الاقتصادية تحت طائلة تهديد العقوبات الأميركية”.

واعتبر السيد نصرالله أن قانون قيصر لم يكن حصاراً لسوريا فقط بل هو أيضاً حصار للبنان.

ورأى أن قانون قيصر أغلق الأبواب على معظم اللبنانيين الذين يريدون الاستثمار في سوريا.. موضحاً أنه تم منع أي تسهيلات يمكنها إحياء الاقتصاد اللبناني كموضوع الكهرباء.

كما اعتبر الأمين العام لحزب الله أنه “لولا المنع والفيتو الأمريكي لكنا تمكنا من إحياء قطاعي الكهرباء والغاز في لبنان”.. قائلا: “لو أن اللبنانيين رفعوا الصوت عالياً في وجه الأمريكيين لكنا حصلنا على استثناء من العقوبات”.

وفيما يخص سفن المحروقات القادمة من إيران، توجه السيد نصر الله للأمريكيين قائلاً: “لو كان الشعب اللبناني يهمكم استثنوا لبنان من العقوبات، وأوقفوا تهديداتكم”.

وقال السيد نصر الله: “اتفقنا مع الإيرانيين على البدء بتحميل سفينة ثالثة من المشتقات النفطية”.. مضيفاً إن لبنان بحاجة إلى أكثر من 3 سفن لمواجهة المرحلة القريبة المقبلة”.

وشدد على ضرورة تشكيل الحكومة اللبنانية في أسرع وقت من أجل البدء بالحلول للأزمات.. قائلاً: “للأسف لم تستطع كل الدماء والآلام في لبنان أن تؤدي بالمسؤولين إلى إنجاز تأليف الحكومة”.

وأشار إلى أن “كل ما يتردد عن ربط تأليف الحكومة بمعطيات خارجية كمحادثات فيينا هو مجرد حكي”.. موضحاً أن “طريقة إدارة ملف انفجار مرفأ بيروت قائمة على الاستنسابية والاستهداف والتسييس”.

ورأى السيد نصر الله أن استدعاء المحقق العدلي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب هو “استضعاف له ومرفوض ومخالف لنصوص الدستور”.. معتبراً أن “إجراء المحقق العدلي مرفوض” و”نطالب الجهات القضائية بالتدخل والتصرف بما يمليه الدستور”.

وفي ذكرى اختطاف الإمام موسى الصدر ورفيقيه، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن “ما جرى عدوان وظلم للوطن واستهداف للمقاومة”.. لافتاً إلى أنه “كان ساعياً للحفاظ على دماء كل اللبنانيين ومانعاً للفتنة وتخريب لبنان”.

واعتبر السيد نصر الله أن “استهداف السيد موسى الصدر كان استهدافاً للمقاومة ولتحرير القدس وحضوره كان بحجم المنطقة”.. قائلاً “إننا سنكمل طريق الإمام الصدر وسنحقق أهدافه وسيبقى اسمه حاضراً بقوة في كل ممارساتنا”.