الأوراق الأمريكية تحترق تباعاً
مقالات|الصمود|د. مهيوب الحسام
بعد تساقُطِ مكانة وهيبة أمريكا في المنطقة بفضل الله وصمود وثبات الشعب اليمني العظيم المواجِه لعدوانها، بدأت أوراقُها تحترقُ تباعاً، لم يعد بمقدور أمريكا وقفُ التدهور والانهيار الحاصل فيها، ولا ترميم شيء من هيبتها المسفوحة على ظهر سفنها الماخرة بحرَ أطماعها وأشرعة مراكِب مغامراتها المتهالكة، ولا وصل ما انقطع من ماضي القوة المرتكِزة على إرهاب الصدمة والرعب المنقشعة غيومُها وَتأثيرُها أدراجَ الرياح.
ومن اليمن بصمود شرفاء وأحرار شعبه وانتصاراتهم لم يعد بمقدور أمريكا معالجةُ داء حَـلَّ بمخطّطاتها ومشاريعها الاستعمارية القذرة في المنطقة وأصابها في مقتل، مؤدياً بها لفشلٍ ذريع، كما لم يعد بمقدورها حمايةُ كياناتها وأدواتها التنفيذية العبرية والعربية والأعرابية، ولا حتى لملمة أوراقها المتبعثرة وحمايتها من الاحتراق للخروج بماء وجه هو معدومٌ لديها، وحتى أن مشاريعَ التطبيع العلنية التي عملت لإقامتها بين كِيانِها العبري وكياناتها العربية والأعرابية لن تحميَ كيانَها العبري، ولن تقيه من مصيره بل غدت بمثابة بنزين سيزيدُ سُرعةَ اشتعال واحتراق أوراقها.
إن أمريكا متجهةٌ بالقُصور الذاتي نحو مآلاتِها ونهايتِها الحتميةِ جزاءَ بما كسبت من إجرام غير مسبوق بحق الشعوب المستضعفة حول العالم على هذه الأرض، نكالاً من الله بما طغت وبغت واستكبرت، وبما أجرمت بحق هذه الأُمَّــة وعلى يد الشرفاء الأحرار المؤمنين بالله المرتبطين به والمؤمنين بحقهم وبقضاياهم العادلة من أبناء الشعوب المستضعَفة في هذه الأُمَّــة الذين نهضوا وتحَرّكوا مع الله وتحمَّلوا مسؤولياتهم في مواجهتها ومواجهة إجرامها.
لن تنتهيَ فقط بعون الله هيمنةُ أمريكا على المنطقة وينتهي تواجدها بمفردها، وإنما ستنتهي معها كياناتٌ زرعتها في أراضي شعوب هذه الأُمَّــة من أنظمة وأُسَرٍ حاكمة صنعتها لتحكم شعوب الأُمَّــة بأمرها وبها تُخضِعَ الشعوبَ لها وبها تعتدي على شعوب الأُمَّــة وتقتلها وتنهب خيراتها وبها تنفذ مشاريعها القذرة وتنتهي معها فتنٌ زرعتها وثقافةٌ خلقتها، وهذا لا يعني انتهاءَ أمريكا من الوجود وإنما انتهاءُ تواجدها وهيمنتها على المنطقة، سنة الله في الأولين خلت ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا.
لقد بدأت الأوراقُ الأمريكية في المنطقة تحترقُ تباعاً وبسرعة قياسية قد تدخل موسوعة جينيس، فمن العراق أخرجت وعادت لتكمل الاحتراق ومن أفغانستان مذلولةً خرجت، وفي سوريا انكسرت وفشلت وما تبقى مسألة وقت، حاصرت لبنان وحصارُها يُكسَرُ بالقوة أمام ناظرَيها، وفي العراق تضرب قواعدها وتدمّـر أرتالها.
وفي اليمن ترتكس وتُهزم وأدواتُها التنفيذية ميدانيًّا، وتتلقى من دروس الهزيمة ما تستحقُّه، ومشاريعها تفشل وأهداف عدوانها تتوارى، وفرصُ نجاتها تتضاءلُ كُـلَّ يوم.
وفي اليمن وعلى يد الشرفاء الأحرار المؤمنين بالله المجاهدين في سبيله يتم تطهيرُ الأراضي التي غزتها واحتلتها تباعاً، ويتم ضربُ أدوات عدوانها التنفيذية الأعرابية على الشعب اليمني اليوم في عُمقِها، وتُضرب وتُقصف منشآتها العسكرية والاقتصادية وعلى مرأى ومسمع أسلحة دفاعاتها الجوية الفاشلة، والعملُ بعون الله جارٍ لاستكمال القضاء على ما تبقى من قوة أمريكا وحرق أوراقها ودفنها في الأرض اليمنية.