صمود وانتصار

عدن مطارُ العبور إلى الموت

مقالات|الصمود| د. مهيوب الحسام

أصبحت مطاراتُ المحافظات المحتلّة ومنافذُها، وعلى رأسها مطار عدن، اتّجاهاً إجبارياً نحو الموتِ المؤكَّـد لكل من يمر عبره من اليمنيين ذهاباً وإياباً، ومن يظن أن الموتَ عبر مطار عدن وغيرِه مقتصِرٌ على اليمنيين من أبناء المحافظات الحرة غير المحتلّة فهو غير مدرك كَثيراً لما يحدث وما يريد العدوان تنفيذَه في الشعب اليمني!

 

نعم أن العدوان وهو المسؤول الأول والأخير عَمَّا يحدُثُ لأبناء الشعب اليمني كله يدفعُ بهذا الاتّجاه، ولكن هذا لا يمكن أن يحرِفَ بُوصلةَ أحرار وشرفاء هذا الشعب عن الغريم الأَسَاسي لكل أبناء الشعب اليمني.

 

وما يقومُ به العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيلُ، سواءً بشكل مباشر أَو عبر أدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية، وما تفعلُه الأدواتُ بشكل مباشر في سجونها السرية أَو خارجها أَو عبر مرتزِقتها من تنظيماتها الإرهابية الإخواوهَّـابية ومشتقاتها وفروعها وفصائلها الإجرامية الانتقالية أَو الأحزمة والنخب، من جرائم قتلٍ واختطافٍ وتعذيب وإخفاء قسري واغتصابات وتنكيل وانتهاك أعراض وغيرها من الممارسات الإجرامية في المحافظات المحتلّة بحق كُـلّ أبناء الشعب اليمني والتي جاء بها الاحتلال لَهو دليلٌ على أن هذه الجرائم عملٌ ممنهج ومدارٌ من العدوان نفسه.

 

 

إن قضيةَ الشهيد عبدالملك السنباني مَـا هِي إلا واحدةٌ من آلاف قضايا الموت الممنهج والمغيَّب التي يديرها ويشرف عليها العدوانُ الغازي والمحتلّ نفسُه، ويمكن أن نعتبرَها واحدةً من القضايا المحظوظة التي توفَّرَت لها فرصةُ الظهور للعلَن، بينما آلافُ قضايا الموت والإجرام لا تزال مخفيةً وأنه لولا تحَرّك أسرة الشهيد السنباني ربما لكانت ضمن تلك القضايا الإجرامية المخفية والمدفونة ولم نكن لنسمع بها أبداً فأذن الله بإظهارها كمقدمة وبادرة لظهور بقية القضايا الإجرامية بحق كثير من أبناء الشعب.

 

مخطئٌ تماماً مَن يظُنُّ أن قتل الشهيد السنباني جريمة فردية أَو قضية عارضة بل هو عمل ممنهج يديره العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل عبر أدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية التي تديرها وتنفذها عبر أدواتها ومرتزِقتها من التنظيمات الإخواوهَّـابية الإرهابية ومشتقاتها وتفرعاتها وعبر فصائلها من الانتقالي ونخبته وأحزمته وغيرها التي صنعها ويمولها ويديرها ضد الشعب كله، وجريمة السنباني ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة، فالقضية هي قضية عدوان وغزو واحتلال وجرائم إبادة وقتل وحرابة ضد الشعب اليمني بأكمله، وهي جرائم لا تنتهي إلا بانتهاء العدوان.

 

 

إن جرائمَ العدوان بالقتل المباشر بالصواريخ والقنابل أَو بالاختطاف والتعذيب والقتل أَو بواسطة مرتزِقته وبالحِصار والتجويع والأوبئة التي تستهدفُ كُـلَّ الشعب اليمني لن تتوقفَ ما لم يتحَرّك أبناءُ هذا الشعب لمواجهة هذا العدوان وإخراجِه من كُـلّ الأراضي اليمنية المحتلّة، وطالما أن مطاراتِ ومنافذَ المحافظات المحتلّة أصبحت غيرَ آمنة فَـإنَّ فتحَ مطار صنعاء أصبح ضرورةً وحاجةً إنسانيةً مُلِحَّةً ولا مسوغَ قانونياً لإغلاقه كذلك فتح ميناء الحديدة ورفع الحصار، وهذا مطلَبُ حَقٍّ لكل أبناء الشعب اليمني في هذه المرحلة، فكل الجرائم التي حصلت وستحصل يتحمَّــلُها العدوان، وما لم تتم الاستجابةُ لذلك فيجبُ إغلاقُ مطار صنعاء بوجه مبعوث الأمم وموظفيها.