مجزرة “حجّة” الاكثر دموية منذ بدء العدوان على اليمن
لم تكن المجزرة البشعة التي ارتكبها العدوان السعودي في مديرية مستبأ بمحافظة حجة وراح ضحيتها 108 مواطناً إضافةً إلى جرح عشرات آخرين في حصيلة مرشحة للارتفاع، إلى شاهداً جديداً على دموية “آل سعود” الذين لم يبقى أمامهم سوى هذا السبيل لتحقيق أهدافهم في اليمن.
وزارة الصحة اليمنية التي أكّدت أن حصيلة المذبحة التي ارتكبتها قوات العدوان السعودي في محافظة حجة ارتفعت الى 107 شهداء و41 جريحاً معظمهم من الاطفال والنساء، وجهت نداء عاجلاً الى الطواقم الطبية وفرق الانقاذ بالتوجه الى مديريتي عبس ومستباء لإنقاذ الجرحى نقلهم الى المستشفيات وانتشال الضحايا من تحت الركام.
إدانات واسعة
المجزرة الجديدة التي تعد الاكبر منذ بدء العدوان السعودي على اليمن، تؤكد اصرار النظام السعودي على سفك دماء الشعب اليمني وسط صمت اممي ودولي غير مسبوق، خاصةً أن الرياض عمدت قبل أيام إلى وضع “حزب الله” على لائحة الإرهاب في خطوة وجد فيها العديد من الخبراء مقدّمة لمرحلة جديدة من العدوان ستكون الأكثر سخونة منذ بدء العدوان العام الماضي.
خلافاً للصمت الدولي والأممي على هذه المجزرة البشعة، أصدرت العديد من الأحزاب اليمنية بيانات إدانة شديدة اللهجة حيث استنكر حزب المؤتمر الشعبي العام بشدة العمل البربري الذي اقدمت عليه طائرات تحالف العدوان السعودي، وقصفها سوقاً شعبياً في والذي راح.
وقال مصدر في المؤتمر الشعبي العام ان هذه المجزرة البشعة بحق المواطنين كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية في أحد الأسواق تأتي لتؤكد دموية هذا العدوان الذي تتعرض له اليمن منذ عام وامعانه في استهداف المدنيين من أبناء الشعب اليمني في تنصل واضح وصريح من كل القوانين والاعراف الدولية بما فيها تلك المنظمة للحروب.
وأكد المصدر ان هذه الجرائم الوحشية التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي بحق اليمنيين والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، تستدعي تشكيل لجنة دولية للتحقيق فيها وتقديم المسئولين عنها للمسائلة في المحاكم الدولية باعتبارهم “مجرمي حرب” لا ينبغي ان يفلتوا من العقاب.
واستغرب المصدر استمرار صمت المجتمع الدولي وفي مقدمته منظمة الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن وكل المنظمات الحقوقية والانسانية ازاء جرائم الحرب التي ترتكب بشكل يومي بحق المدنيين في اليمن، وهو ما يجعل مصداقية هذه المؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية برمتها محل استفهام وشك كبيرين.
وتوجه المصدر باسم قيادة وقواعد وانصار المؤتمر الشعبي العام بأصدق التعازي وخالص المواساة لأسر وأهالي الشهداء الذين راحوا ضحية هذا القصف الاجرامي، موجهاً الدعوة للسلطات وفي مقدمتها وزارة الصحة للقيام بواجبها تجاه المصابين وتسيير طواقم صحية بصفة عاجلة تجاوباً مع المناشدة التي اطلقها مكتب الصحة بمحافظة حجة.
في السياق ذاته، ادان مجلس السياسي لأنصار الله المجزرة السعودية، وقال بيان صادر عن المجلس السياسي لأنصار الله بشأن مجزرة حجة المروعة: “وقف المجلس السياسي لأنصار الله أمام المجزرة المروعة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي ظهر اليوم الثلاثاء باستهدافه سوق الخميس المركزي بمديرية مستبا في محافظة حجة الذي يرتاده المواطنون من مختلف مديريات حجة وذلك بغارتين جويتين راح ضحيتها أكثر من 120 شهيدا وجريحا ، وإذ يدين ويستنكر هذه الجريمة البشعة بأشد العبارات فإنه يؤكد أن العدوان الغاشم بارتكابه لها يثبت تخليه عن القيم والأخلاق والإنسانية وعدم مبالاته بدماء الأبرياء والمواطنين من أبناء الشعب اليمني المسلم مطمئنا في ذلك إلى الغطاء الذي يوفره له المجتمع الدولي”.
وأضاف البيان إن العدوان السعودي الأمريكي بارتكابه لهذه الجريمة المروعة يثبت أنه لا يحترم العهود والمواثيق خاصة أن هذه الجريمة تأتي في ظل الجهود المبذولة التي يفترض أن تفضي إلى وقف العدوان وليس استمراره وبوحشية أكبر، كما أن التمادي في ارتكاب هذه الجرائم لا تساعد في التوصل إلى أي حلول بقدر ما ستؤدي إلى استمرار الحرب وتعقيد الوضع وتأزيمه.
وختم البيان: “وإذ نؤكد أن العدوان السعودي الأمريكي بارتكابه هذه الجريمة يعبر عن نزعة إجرامية عدائية باعتبارها جريمة لا مبرر لها وتتجاوز كل القيم والأخلاق والأعراف فإننا ندعو شعبنا اليمني العزيز إلى رص الصفوف وتكاتف الجهود في الدفاع عن نفسه حتى يتوقف العدوان والحصار بمختلف أنواعه وأشكاله ، كما ندين التواطؤ الدولي والأممي تجاه العدوان والحصار على اليمن داعين كل الأحرار في هذا العالم شعوبا وأنظمة وأفرادا إلى تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية في مساندة الشعب اليمني وإيقاف هذا العدوان الظالم عليه ، ونسأل الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى والمصابين، وأن يعجل بالنصر والتمكين لشعبنا اليمني المظلوم”.
“جنيف”.. شاهد على “جرائم الحرب”
السعودي إرتكبت هذه المجزرة البشعة بالتزامن مع انعقاد ندوة حقوقية تحت عنوان “الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في اليمن” في مدينة جنيف، حيث سّلط المشاركون الأضواء على انتهاكات حقوق الإنسان الجارية في اليمن، جرّاء العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ قرابة العام.
وأكّد المتحدثون في الندوة التي شارك بها كل من منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين(ADHRB)، والمركز الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR)، اكّدوا على “حق الشعب اليمني في تقرير المصير”، مشيرين إلى أن المبرّرات التي تسوقها السعودية لتبرير حربها على اليمن “لا شرعية لها”.
“كارسون جيميغناني” المدير القانوني في منظمة ” أروى” والذي تطرق في حديثه إلى الانتهاكات التي ارتكبتها القوات السعودية في اليمن ووثقتها المنظمة، أشار إلى استشهاد أكثر من 8 آلاف يمني وإلى جرح أكثر من 15 الف شخص، موضحا بأن أكثر من ثلث القتلى هم من النساء والأطفال.
وأشار كارسون إلى تأكيد منظمة هيومن رايتس ووتش على استخدام السعودية للقنابل العنقودية خلال عدوانها لليمن، ودعا إلى إجراء تحقيق محايد في الانتهاكات التي وقعت.
من جانبها، أوضحت الصحافية البريطانية “فينيسا بيلي” في كلمتها بأنها أجرت تحقيقا في استخدام السعودية للقنابل العنقودية في استهداف المدنيين في اليمن، وخلصت إلى أن السعودية “انتهكت الضوابط الدولية المتعلقة باستخدام هذا النوع من الأسلحة”، وبيّنت بأن تلك الضوابط تنص على “منع استخدامها في أماكن مأهولة بالسكان”.
ونوّهت بيلي في كلمتها إلى تصريح للناطق الرسمي باسم هيئة الأمم المتحدة، والذي أعتبر فيه استخدام هذه الأسلحة في الأماكن المزدحمة “يرقى إلى مستوى جرائم الحرب”.
#الوقت