صمود وانتصار

شبوة ترقب صرخات الأنصار الصادقة

الصمود | ربما حان الوقت للقلم أن يخاطب مدينة يمنية عظيمة وشاهدة على قيام وسقوط حضارات غابرة، إنها المدينة المثقلة دائماً بديون الصراعات ؛ هذه المدينة في أيامها الحاضرة تقاوم الويلات، لكنها ترمش بعيونها للأنصار لإنقاذها وإنتشالها من المرارات والعذابات التي خضبتها بالدم والشتات.

 

أهلها من الأعزاء في اليمن، أبطال وصناديد في الحروب التي تجتاح مدينتهم، وحكماء كرماء أثناء انتصاراتهم وكأنهم شربوا الحكمة والنقاء من فيوضات نبي الله يوسف عليه السلام والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لأنهم لا يحقدون ولا ينتقمون ممن حاربهم وغدر بهم؛ فهم في ذلك الفيض.

 

إنها شبوة مدينة من عائلة المدن اليمنية الاسدية التي لها تاريخها في الصمود والجهاد ضد الاحتلال والخونة والعملاء سواء كانوا من الخارج المحتل أو الداخل العميل.

 

لا يسع المقام هنا لاستعراض تاريخ المدينة السياسي والعسكري، لكن بمقدورنا المرور على بعض الجراحات الأليمة التي حدثت لها في التاريخ الحديث .

 

جراح الثمانينيات:

 

في أواخر الثمانينيات انقسم نظام الحكم الموالي للمعسكر الاشتراكي في جنوب الوطن على نفسه وخاض حرباً أهلية إجتثاثية، كان لهذه المحافظة نصيباً كبيراً من الويلات التي تحدث في مثل هذه الحروب الانتقامية؛ كان الموت يلاحق المواطنين بالهوية الشخصية، وجرت أحداث مأساوية قلما حصلت في محافظات أخرى؛ فكل الوحشية التي تحصل في الحروب الأهلية والعرقية يمكن تخيل تفاصيلها في هذه الحرب، وشكلت صنعاء وأخواتها من مدن الشمال الفضاء الإسعافي والإنقاذي لهذه المدينة المنكوبة.

 

جراح التسعينيات

 

يتكرر سيناريو صراع الحكم ولكن هدفه هذه المرة الخيرات التي تحفظها بطون الأراضي في محافظة شبوة من نفط وغاز ومعادن ؛ أجنحة الحكم في اليمن بعد 1994م بدأت ترفد المحافظة بالعناصر القاعدية والتكفيرية بعد ضوء أخضر من الراعي الأمريكي والذي كان يوزع التوازن بين حلفائه ليضمن تحقيق مصالحه ورغباته الاحتلالية.

 

جراح الألفية:

 

بعد 2001م ودعوى أمريكا الاحتلالية ( الحرب على الإرهاب)، عانى أهالي هذه المحافظة الويلات من خلال ما تقوم به تلك العناصر التكفيرية من هجمات على المنشآت وعلى المواطنين ؛ لتقوم السلطات الحاكمة بشن حملات عسكرية لمطاردة تلك العناصر ، ثم يأتي التدخل الأمريكي وضربات طائراته بدون طيار وغير ذلك من العمليات المبرر تنفيذها بدعوى الحرب على الإرهاب؛ فأصبح الأهالي في هذه المحافظة يعيشون في ظل نيران العناصر القاعدية ونيران السلطات ونيران أمريكا الجوية.

 

جراحات العدوان السعودي الإماراتي:

 

وفي 2015م يزداد نزيف الجراح للمحافظة وأهلها عندما يتدخل العدوان الأمريكي السعودي في اليمن؛ حيث تتوالى الصراعات بين المليشيات المحلية المدعومة من السعودية والإمارات ؛ فتارة يسيطر الانتقالي الإماراتي على المحافظة ؛ ليشن حرباً انتقامية على الآخرين ويدمر المحافظة وينهب ثرواتها ليرضى أسياده، ثم يأتي دور ما يسمى بالشرعية السعودية لتسيطر على المحافظة وتأمم كل شيء لصالح السعوديين وهكذا تستمر الويلات والصراعات القاتلة للأرض والإنسان في هذه المحافظة الصابرة .

 

بعد هذا العرض الموجز لمعاناة محافظة شبوة، ربما حان الوقت لترف عيونها لصنعاء لتلبية النداء وهذا قد يحدث في القريب العاجل للأسباب التالية:

 

– القوة العسكرية الجبارة للجيش اليمني ولجانه الشعبية والتي أثبتت جدارتها في تحرير وتطهير المحافظات اليمنية التي كانت تحت سيطرة العدوان ومرتزقته.

 

– تحرير محافظة البيضاء بالكامل وتحرير أغلب مديريات مأرب يعجل بحسب تصريحات الخبراء العسكريين بتوجيه العمليات العسكرية صوب تحرير محافظة شبوة.

 

– الضعف والإنهاك والخذلان المسيطر على قوات العدوان الامريكي السعودي ومرتزقته والدليل على ذلك السقوط السريع لها في كل الجبهات.

 

– توق المواطنين في محافظة شبوة إلى تكبيرات الأنصار الآمنة والمطمئنة والصادقة والمؤمنة.

 

– اتجاه الأطماع الأمريكية والإسرائيلية إلى أماكن أخرى اقل كلفة وخصوصا بعد إنكسارها واندحارها أمام محور المقاومة الإسلامية والعربية في أكثر من مكان.

 

– السخط الشعبي في المحافظات الجنوبية المحتلة من العبث والفساد والفوضى التي تسببها أدوات السعودية والإمارات .

 

– في الأخير كفة الحق ترجح الميزان لصالح قوى الخير؛ لتغلب قوى الشر وتطردها وهذا وعد إلهي في كتاب الله تعالى.