البيضاء حرة وآمنة من الإرهاب … اللعبة انتهت!
مقالات||الصمود|| عبد الرحمن الأهنومي
الرهانات الخاسرة ذاتها التي حركت تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته الواهمين والمستثمرين في عمالاتهم وخياناتهم لبلادهم وشعبهم ، هي المحرك التي قادت التحالف العدواني ذاته في الدفع بأدواته للتصعيد في البيضاء ، تصعيد انتهى إلى الانكسار والانتحار حين ذهب لاستثمار التنظيمات التكفيرية الإرهابية (القاعدة وداعش) في كسب تقدمات ميدانية أراد من ورائها إرباك عمليات تحرير مارب ، ولم يخجل من القتال بعناصر القاعدة وداعش الإرهابيتين ، ولم يخجل من مساندة هذه العناصر علناً بالطائرات في الوقت الذي تدعي فيه أمريكا محاربتها وملاحقتها ، لكن رياح العدوان لا تأتي بما يشتهيه ويسعى إلى تحقيقه ، والعاقبة لهذا الشعب العظيم الصابر.
تحررت محافظة البيضاء بعد بطولات كبرى سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في معارك ضارية استمرت منذ بداية العام 2020 واختتمت بعملية فجر الحرية التي أعلنتها القوات المسلحة أمس الأول الخميس 23 سبتمبر 2021 ، استكمل أبطال الجيش واللجان الشعبية بفضل الله تحرير كل مديريات المحافظة من المحتلين والمرتزقة والإرهابيين ، وتمكنوا من إسقاط أخطر أوكار تنظيم القاعدة الإرهابي التكفيري الذي ظل يسيطر على المحافظة لسنوات عدة. انهارت أوكار القاعدة وداعش ، واعترف العدوان الأمريكي السعودي بهزيمته ، وخرج أبناء مديرية الصومعة في وقفات جماهيرية احتفالاً باكتمال تحرير المحافظة وابتهاجا بتحرير مديريتهم من سطوة الإرهابيين ودنس المحتلين ومرتزقتهم ، وطردهم بعدما كانوا سببا في دمار المديرية خصوصا وتهجير أهلها ، ومعاناة المحافظة بشكل عام.
إلى جانب أن تحرير محافظة البيضاء يعني إضافة محافظة يمنية بحجم وأهمية البيضاء إلى قائمة المحافظات الحرة ، فإن تحريرها أسقط أهم معاقل القاعدة وداعش التي جرى توطينها في هذه المحافظة منذ سنوات ، وذلك يعني إفقاد العدوان أمريكا ورقة طالما استثمرتها في سياق ذرائع التواجد العسكري في اليمن ، واستخدمتها في سياق الحرب العدوانية على اليمن وفي تنفيذ الجرائم ونشر الفوضى والاغتيالات والتفجيرات الانتحارية في طول البلاد وعرضها خلال السنوات العشر الماضية.
لقد أثبتت معركة تحرير البيضاء- وآخرها عملية فجر الحرية- أن سيطرة الدولة اليمنية على أراضيها هي مسألة وقت فقط ، وأنه من الأجدى لمرتزقة العدوان أن يعودوا إلى جادة الصواب واللحاق بركب اليمن والشعب اليمني الثائر ، وأن الأجدى بتحالف العدوان الأمريكي السعودي أن ينصاع للحلول السياسية وإلى تسوية سياسية عادلة ، تضمن للشعب اليمني وقف العدوان ورفع الحصار ، وتضمن لتحالف العدوان انسحاباً آمناً من كافة الأراضي اليمنية.
ويكفي أن نشير إلى جملة مؤشرات تدلل على حجم الإنجاز الذي حققه أبطالنا بعون الله، وبفضل قيادة الثورة الحكيمة وعلى نحو مختصر:
أولاً: كسر إرادة العدوان، فمن خلال حجم تحشيد الإرهابيين من عناصر القاعدة وداعش في معركة إسقاط البيضاء قبل أشهر والتي أطلقوا عليها «النجم الثاقب» وما رافق ذلك من حملات إعلامية مارسها تحالف العدوان ومرتزقته ، والزج بأعداد كبيرة من الإرهابيين الانتحاريين في المعركة التي حسمها أبطال جيشنا الباسل في ساعات قياسية.
ثانياً: تَحطيم رهانات العدوان التحالفي ، إذ لا يخفى رهانه على تحريك عناصر القاعدة وداعش في جبهات البيضاء لإرباك معركة تحرير مارب، وقد سبق التصعيد في البيضاء تنسيق مباشر مع العناصر الإرهابية ، ثم عمل على تقديم إسناد لوجستي لها ، باعتبارها شريكاً لتحالف العدوان وباعتبارها أيضاً الورقة الأهم التي جرى التحضير والإعداد والتوطين لها منذ عشر سنوات برعاية أمريكا مباشرة ، فإذا بأبطال جيشنا يشتتها ويجعلها أشلاء متشظية في وجه تحالف العدوان.
ثالثاً: تم ضرب وتبديد أوهام وأحلام أمريكا التي أوجدت هذه العناصر مبكراً واستخدمتها كورقة متعددة الأغراض في اليمن ، واستقطبتها من كل البلدان إلى البيضاء ، ذلك أن ورقة الإرهاب في اليمن أطيح بها في هذه المعركة القياسية وسقط آخر معاقلها ، وبهذه الحالة فقد تحقق لليمن إنجاز استراتيجي يترسخ مع إنجاز تحرير البيضاء من الغزاة والمرتزقة ، متمثلاً في طي صفحة القاعدة وداعش وضربها في مقتل.
لا وهمَ قادمون يا صنعاء تحقق للغزاة وقطعان الارتزاق ، ولا وهمَ إعادة اليمن إلى حظيرة السعودية والمخابرات الأمريكية تحقق لمملكة آل سعود الفاشية ، ولا مشاريع التقسيم أنجزت خارطتها ، ولا رهانات رعاة الإرهابيين تحققت ، ولا التحشيد بالإرهاب الرديء والمحسن أضاف شيئاً إلى معركة تحالف العدوان والإرهاب في البيضاء بل في اليمن ، وما تقوله انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية للغزاة ومرتزقتهم وإرهابييهم..انتهت اللعبة.
البيضاء كمارب ، ونهم والجوف وصعدة والحديدة وتعز وشبوة وسقطرى والمهرة وكل المناطق على امتداد محاور المواجهة هي أراض يمنية مقدسة ، محافظات عزيزة ستعود إلى الوطن وسلطة الشعب اليمني وثورته المباركة بهمة أبطال الجيش واللجان الشعبية وبعون الله وتوفيقه ، تائهون أنتم أيها المرتزقة المنسلخون من تاريخ شعبنا وقيمه وأصالته ، لن تدركوا حجم هوانكم وَضِعَتِكُمِ ، ولا معاني عزة وكرامة الشعب اليمني العظيم ، لا ننصحكم بقراءة الأحداث جيدا بل بلملمة أشلائكم وأغراضكم لترحلوا مع الغزاة على أقدامكم ، أو في صناديق خشبية.
في اليمن لا مكان لغاز ولا محتل ولا وطن لعميل وإرهابي مجند ضد شعبه ووطنه ، شعب اليمن العظيم وجيشه ولجانه الباسلة يدافع عن الأرض ويتحرك عليها ، يطهرها من دنس الحثالات والغزاة والمحتلين ، كل شبر يستعيده بدم طاهر وبتضحيات جسيمة ، وتلك هي ملحمة الثورة المباركة 21 سبتمبر تمتد وتتسع لا تتراجع ، أما الذين قطعوا المسافات جرياً خلف الأوهام والأموال فنقول لهم: راجعوا حساباتكم اليوم قبل أن تندمواً غداً.
*رئيس تحرير صحيفة الثورة