صمود وانتصار

استهداف الخيواني.. استهدافُ ثورة الصحافة والإعْـلَام

حين تفرّد الشَّـهِـيْد الخَـيْـوَاني بأن كان هو شرارة ثورة الصحافة والإعْـلَام وكسر حواجز الصمت بشجاعة ودفع ثمَنَ ذلك سنواتٍ من حياته في المعتقلات ومن صحته بما لاقاه من تعذيبٍ نفسي وجسدي فانتصر لهذه الثورة، وأَصْبَــح علامةً مميّزةً في عالم الصحافة على مستوى الـيَـمَـن أولاً والوطن العربي وعلى المستوى العالمي.

ولأن العُـدْوَان كان قد حشد آلتَه الإعْـلَاميةَ الضخمة واشترى صمْتَ الصحافة والإعْـلَام العربي والدولي، كان لا بد أن يوقفَ الإعْـلَام المضاد للعُـدْوَان رغم محدوديته وفي هذا الجانب كان اغتيالُ الخَـيْـوَاني أول خطوة لاستهداف الكلمة التي كان لا بد أن وجودَها سيكونُ فارقاً، بعد ذلك جرى استهدافُ المؤسسات والمقرات الإعْـلَامية؛ بغرض إسكات الآخر في وقت تضخ الآلة الإعْـلَامية السعودية والمموّلة سعودياً سُمُومَها التي انحازت للقاتل على حساب الضحية.

يومَ اغتيال الشَّـهِـيْد الخَـيْـوَاني صدر عن الاتحاد الدولي للصحفيين بياناً قدّر فيه حجم الخسارة التي لحقت بالصحافة العالمية بعملية الاغتيال قائلاً: إن الخَـيْـوَاني “ناضل في حياته من أجل الصحفيين المستقلين ووضعَهم في قمة أولويات نقابة الصحفيين الـيَـمَـنيين ليتمكنوا من العمل دون تهديد ودون أيّ تدخل سياسي”.

وأضاف البيان “خسر مجتمع الصحفيين قلَماً شُجاعاً وصوتاً حراً وزميلاً ملتزماً بالدفاع عن الحريات الإعْـلَامية”.

فالخَـيْـوَاني لم يناضل من أجل أن ينال حريتَه فحسب في الصحافة دون ملاحقة أَوْ مضايقة، بل إنَّ ما دفعه من ثمن باهض لذلك النضال كان من أجل هدفٍ جامعٍ يسعى لتهيئة الأجواء للكلمة الحرة على مستوى الوطن والعالم بكه.