صمود وانتصار

مرة أخرى.. المسلمين في نيجيريا ضحايا التحالف الوهابي الصهيوني

الصمود | لا تمر ذكرى عاشوراء، ولا ذكرى اربعين الامام الحسين عليه السلام، على المسلمين من اتباع اهل البيت (ع) في نيجيريا، إلا وهم يدفعون ثمن الانتماء إليهم ، من ارواحهم ودمائهم، دون ادنى جريرة ارتكبوها، حتى بات مشهد الجثث التي مزقها الرصاص الحي، للنساء والاطفال والرجال، مشهدا مألوفا في نيجيريا.

اللافت ان هذه المجازر البشعة التي ترتكب ضد مواطنين مسالمين، على يد قوات الجيش والامن والشرطة النيجيرية، كل عام وتحت ذرائع واهية، لا تجد لها من صدى في اي وسيلة اعلامية عالمية، فالجرائم التي ترتكب في نيجيريا ضد اتباع اهل البيت، تقع في ظل تكتم اعلامي فاضح، الامر الذي يكشف عن تواطؤ قوى اخرى في هذه المجازر.

 

يوم امس الثلاثاء، وبمناسبة اربعين الامام الحسين عليه السلام، وعندما كان المشاركون في مسيرة الاربعين يسيرون بسلام على طريق أبوجا- كوبوا السريع، فإذا بهم يتعرضون لهجوم مشترك من قبل فريق من الشرطة والجيش النيجيري، الذي قام فور وصوله الى مكان المسيرة، بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي عليهم، واسفر الهجوم عن استشهاد 8 من اتباع اهل البيت واصابة العديد منهم واعتقال اكثر من 30 اخرين.

 

المجازر التي تُرتكب ضد اتباع اهل البيت في نيجيريا، لا تنحصر بالمناسبات الدينية، مثل عاشوراء او الاربعين، فاتباع اهل البيت يدفعون ايضا ثمن دعمهم للقضية الفلسطينية، قضية المسلمين الاولى، من ارواحهم ودمائهم، ففي كل المسيرات التي تجري بمناسبة يوم القدس العالمي في نيجيريا، يتساقط العديد منهم بالمئات بين شهيد وجريح، على يد الجيش والامن والشرطة النيجيرية، ففي عام 2014 قُتل ثلاثة من أتباع زعيم الحركة الاسلامية العلامة الشيخ ابراهيم زكزكي، وهم: احمد، وحميد، وعلي عندما أقدمت الشرطة النيجيرية على إطلاق النار عليهم في مسيرة بمناسبة يوم القدس العالمي.

 

اكثر المجزر التي ارتكبت ضد اتباع اهل البيت وحشية، هي المجزرة التي ارتكبها الجيش النيجري عام 2015 ، عندم حاصر حسينية “بقية الله” في مدينة “زاريا” التي كان يتم فيها التحضير لمراسم ولادة الرسول الأكرم صلى الله وعليه واله وسلم، وبدأوا بإطلاق النار، فسقط المئات من الرجال والنساء والأطفال ما بين قتيل وجريح، بينهم الابن الرابع للشيخ زكزكي، بعدها خرجت النساء بالتكبيرات والنداءات فقاموا بسوق عدد منهنّ إلى أحد مراكز الجيش فتبين فيما بعد أنه تم قتلهنّ ولم تعرف أعدادهن، واصيب الشيخ زكزكي اصابات خطيرة بعد ان اطلقوا عليه النار بشكل مباشر، ونقل هو وزوجته الى جهة مجهولة، وتم احتجازه لنحو 5 سنوات رغم تدهور صحة بشكل خطير، الى ان برأته محكمة نيجيرية من جميع التهم التي وجهت اليه والى اتباع اهل البيت، والتي افتعلها الجيش.

 

يتفق جميع المراقبين للمشهد السياسي في نيجيريا، ان لا مصلحة للسطات النيجرية، ولا للجيش النيجيري، في ممارسة القمع والتمييز ضد المواطنيين النيجيريين الشيعة، فهم مواطنون مسلمون شأنهم شأن المواطنيين النيجيريين الاخرين، إلا ان تغلغل الفكر الوهابي السعودي التكفيري الى نيجيريا عبر الدولار النفطي السعودي، وكذلك تغلغل الصهيونية داخل جوانب من الدولة النيجيرية، وتأثيرها على بعض مفاصل الجيش النيجيري، هو الذي يقف وراء، كل المجازر وجرائم القتل التي يتعرض لها اتباع اهل البيت في نيجيريا، منذ سنوات.

 

الوهابية والصهيونية، هما من يقفا وراء كل الكوارث التي تتعرض لها نيجيريا، فهذا البلد إبتُلي بالفكر الوهابي التكفيري، الذي فرخ عصابات دموية وحشية مثل بوكو حرام، التي تحرق القرى وتقتل اهلها الامنين وتختطف البنات من المدارس وتبيعهم في سوق النخاسة وتذبح القرويين، ومن ضحاياها ايضا اتباع اهل البيت. كما ابتُليت نيجيريا بالصهيونية، التي لا تتوغل في بلد الا وزرعت بين اهله الفرقة والشقاق والفتن، خاصة لو إستشعرت ان هناك من يتعاطف مع الشعب الفلسطيني، ويقف ضد جرائم الصهيونية بحق هذا الشعب المظلوم.

 

بات واضحا اليوم، ان التحالف الوهابي الصهيوني، لا يقف وراء ما يجري من مجازر ضد اتباع اهل البيت في نيجيريا فحسب، بل يقف ايضا وراء كل ما يجري من كوارث في سوريا والعراق واليمن ولبنان والعديد من الدول الاخرى، ولم يكن صدفة ان تظهر الصهيونية في نفس الوقت الذي ظهرت فيه الوهابية، وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب صادقا عندما قال انه لولا السعودية لكانت “اسرائيل” تعيش ظروفا صعبة.