صمود وانتصار

احتفالُ اليمنيين بالمولد… كيف ولماذا ؟

مقالات||الصمود|| أمين عبدالله الشريف

 

 

لقد أثبت شعب الأنصار مرةً أُخرى أنهم متمسكون بنبيهم وقائدهم وقدوتهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك فهم يعبرون عن ذلك بالاحتفال بمولده بطريقتهم الخَاصَّة، هذا الارتباط المتعاظم والذي يتطور كُـلّ عام بشكل كبير يعبّر بما لا يدع مجالاً للشك عن أن اليمنيين قد تفردوا بالاحتفال بمولد النبي عن غيرهم من الشعوب الإسلامية، وأكّـد مرة أُخرى أن الأنصار الذين استقبلوا نبي الرحمة أفضلَ استقبال أثناء ما هاجر إليهم إلى يثرب يكرّرون نفس الاستقبال والترحيب بقدوم ذكرى مولده في مثل هذه الأيّام من كُـلّ عام.

 

 

لقد ترسخت حقيقة تمسك اليمنيين بنبيهم أكثرَ من غيرهم، ذلك أن العدوان والحصار الذي تفرضه جارةُ السوء ومن تحالف معها لم يؤثر على احتفال اليمنيين بذكرى مولد نبيهم، بل على العكس نرى أنه في كُـلّ عام تزدادُ طُرُقُ الاحتفال وتزيد الفعاليات وتكثُرُ أعمالُ الزينة ومظاهر البهجة والفرح والسرور، وبنفس القدر يزداد نفيرُهم لمواجهة العدوان، أي أنه كلما زاد تمسك اليمنيين بنبيهم كلما زادهم ذلك نفيراً في مواجهة العدوان الغاشم.

 

وبنفس الوقت الذي نرى بعضَ الشعوب قد اتجهت نحو الاحتفال بعيد الكريسماس ورأس السنة، والاحتفال بعيد الحب وعيد جلوس ملوكهم على العرش و… إلخ، نرى اليمنيين قد اتجهوا للاحتفال بأقدس وأهم وأفضل عيد هو عيد ميلاد النور والهدى، عيد ميلاد الدين والإيمان، عيد ميلاد من أخرج البشرية من الظلمة والقهر والخوف والظلم والطغيان إلى النور والهداية والرحمة، عيد ميلاد من أنقذ البشرية من جاهلية جهلاء إلى دين التوحيد والخلاص من الجهل وعبادة التماثيل، عيد ميلاد من رسم للأُمَّـة الحريةَ والعزة والكرامة، عيد ميلاد خير البشرية جميعها أولها وآخرها، عيد ميلاد النبي محمد صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْـهِ وَعَلَى آلِـهِ؛ ولهذا فَــإنَّنا سنحتفلُ وسنعظِّمُ ونقدِّسُ هذا اليوم كما ينبغي، وهذا هو لسان حال اليمنيين جميعهم.