صمود وانتصار

ما مصير القائد السعودي لتحالف العدوان على اليمن؟

الصمود | متابعات |يكتنف الغموض مصير قائد قوات تحالف العدوان على اليمن سابقا، “فهد بن تركي بن عبد العزيز”، الذي صدر أمر ملكي بإقالته من جميع مناصبه، وتوقيفه على خلفية تهم فساد، في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.

وقبل أيام، تداول ناشطون فيديو قالوا إنه للأمير فهد بن تركي، خلال تقديمه واجب العزاء في وفاة ابنة عمه الأميرة هلا، ابنة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

والأمير فهد بن تركي هو زوج عبير ابنة الملك الراحل، ما يعني أن ظهوره في العزاء قد يكون بعد قرار بالإفراج المؤقت عنه فقط، بحسب خبراء.

وتم رصد الفيديو الذي نشره لأول مرة إعلامي يدعى نايف العبد الله، في 2 تشرين أول/ أكتوبر الجاري، ويظهر فيه الأمير فهد خلال مصافحته الأمير متعب بن عبد الله، قائد الحرس الوطني السابق، في مجلس عزاء الأميرة هلا.

إلا أن العبد الله سرعان ما حذف الفيديو، الذي لم يتداول على نطاق واسع.

وفي وقت لاحق، ظهر نجله عبد العزيز، أمير منطقة الجوف سابقا، في مجلس عزاء بجانب الأمير متعب، قبل أن يظهر بعد أيام في عزاء اللواء بداح الفغم، الحارس الشخصي للملك عبد الله، ووالد عبد العزيز الفغم حارس الملك سلمان، الذي قتل في ظروف غامضة قبل نحو عامين.

ما علاقة الإمارات؟

مدير مركز “الجزيرة العربية للإعلام” في لندن، محمد العمري، رجح في حديث أن يكون الأمير فهد سُجن بإيعاز إماراتي.

وتابع بأن التباعد الإماراتي – السعودي الأخير قد يعني تراجع الرياض عن سلسلة اعتقالات طالت أمراء بينهم فهد بن تركي ونجله.

وأوضح أن معتقلين آخرين، مثل العميد زايد البناوي، والأمير عبد العزيز بن فهد، والكاتب طراد العمري، جميعهم تم اعتقالهم بسبب انتقادات وجهوها للإمارات.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، قال معهد دراسات أمريكي، إن السلطات السعودية أصدرت حكما بإعدام الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز.

وذكر معهد واشنطن لدراسات الخليج (الفارسي)، أن محكمة عسكرية سعودية أصدرت حكما بإعدام الأمير فهد ابن أخ الملك سلمان، بتهمة “الخيانة”، وبمحاولة انقلاب لعزل الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد بن سلمان.

خلاف تاريخي

يعود الخلاف بين والد الأمير فهد بن تركي، المتوفى في 2016، مع أخوته ممن حكموا السعودية إلى عقود للوراء.

فالأمير تركي الثاني بن عبد العزيز هو أحد من يطلق عليهم “الأمراء الأحرار”، الذين خرجوا من المملكة معارضين لسياسة الحكم، في الفترة من 1958 إلى 1964.

وكان تركي الثاني أحد هؤلاء الأمراء، بالإضافة إلى إخوته الأمير طلال (مؤسس الحركة)، والأمير مشاري، والأمير بدر، والأمير فواز.

أما نجله سلطان (شقيق فهد بن تركي)، فهو من أقدم الأمراء المعارضين، إذ طالب في بداية الألفية الجديدة بمحاربة الفساد، والشفافية، وهو ما دفع المخابرات السعودية لاختطافه من جنيف في 2004.

واتهم حينها الأمير سلطان كلا من ابن عمه عبد العزيز بن فهد، ووزير الشؤون الإسلامية حينها صالح آل الشيخ، باستدراجه والتسبب في اختطافه، عقب تخديره داخل قصر الملك فهد في سويسرا، ونقله بطائرة خاصة إلى الرياض.

غابت سيرة الأمير سلطان لسنوات طويلة، إلا أنها عادت مؤخرا بكتاب “الدم والنفط”، الذي كشف أن محمد بن سلمان اختطف سلطان من باريس.

وبحسب الكتاب، فإن الأمير سلطان استأجر منتصف 2015 فندقا فارها في أحسن موقع بجزيرة سردينيا. وظل الديوان الملكي يرسل مخصصاته إليه، لكنه شعر أن الأموال قد تتوقف في أي لحظة، ولهذا طور خطة، وهي مطالبة الحكومة السعودية بتعويضات عن الإصابة التي تعرض لها في أثناء عملية الاختطاف عام 2003.

وعند تجاهل محمد بن سلمان مطالبه، قرر في صيف العام ذاته تقديم دعوى ضد العائلة بتهمة الاختطاف. لكن المقربين منه حذروه، وقال محاميه في بوسطن، كلايد بيرغسترسر: “لقد اختطفوك مرة، فهل هذا يمنعهم من اختطافك مرة ثانية؟”.

وهو ما تم بالفعل عند ترتيب لقاء له مع والده بالقاهرة قبل وفاته، على أن تكون هناك مصالحة مع محمد بن سلمان، إلا أن السلطات السعودية حوّلت مسار الطائرة إلى الرياض، لتزج بالأمير في السجن لغاية الآن.

وبحسب هذا الكتاب، فإن التهمة الأبرز التي وجهت للأمير سلطان هي بعثه رسائل للصحافة الأجنبية يزعم فيها أن الملك سلمان بات عاجزا صحيا عن إدارة البلاد.

المصدر – عربي 21