صمود وانتصار

الكشافة في اليمن.. رسالة ودّية

مقالات الصمود |  دعونا هذه المرة نتحدث عن قطاع الشباب وهو الجزء الثاني من العملة في وزارة الشباب والرياضة وربما أنه يتقدم في المسمى على القطاع الآخر ولكنه في العمل والاهتمام يتأخر في كل شيء، وقد قلنا في أحد المواضيع السابقة إن قطاع الشباب هو الوجه المكسور من العملة وعندما نتعمق أكثر في أنشطة هذا القطاع فإننا نجد ركوداً كبيراً وتهميشاً للنشاط الشبابي والثقافي والاجتماعي ومنها النشاط الكشفي الذي وصل إلى حافة الانهيار ولم نعد نراه أو نسمع عنه سوى في مراسيم إيقاد الشعلة بتجميع أشخاص من هنا أو هناك وتوزيع الزي الرسمي لهم وينتهي دورهم ومن ثم يعود إلى مكانه إلى العام القادم وهكذا .

طبعا حديثنا سيتركز على الكشافة والمرشدات كجزء من أنشطة قطاع الشباب ولن نسترسل أكثر في غياب القطاع، لأن هذا الموضوع يحتاج إلى مواضيع مستقلة وخاصة، لكننا بالتأكيد سنعود إليه لاحقاً بعد الحديث عن الكشافة والمرشدات وغيابها الذي يراه البعض مقصوداً فيما البعض الآخر يراه قصوراً في الفهم أو الأهمية لما تمثله الكشافة من دور في المجتمع على اعتبار أنها حركة تربوية تطوعية تعمل على تربية وتنمية الشباب والارتقاء بقدراتهم المختلفة ليقوموا بخدمة وطنهم وبلدهم ويكونوا أفراداً ومواطنين مسؤولين في مجتمعاتهم .

والتساؤل الأبرز هو: هل هناك من يعمل على زيادة تغييب الكشافة والمرشدات وصولاً إلى نسيان الناس والمجتمع لها ؟ وفعلاً الكثير لم يعد يتذكر أن هناك شيئاً اسمه الكشافة في اليمن أم أن الوضع طبيعي؟ وهل هناك توجهات من الوزارة لإعادة تفعيل هذا النشاط واستدعاء خبراء الكشافة ليقوموا بهذه المهمة من خلال وضع خطة واستراتيجية جديدة لإعادة إنعاش الحركة الكشفية لتستعيد مكانتها ونشاطها ودورها الكبير والفاعل في تنمية الشباب وتأهيلهم وخدمة المجتمع ،إضافة إلى العمل على تربية الشباب على قيم الصدق في القول والعمل والإخلاص والأمانة والتعاون واحترام الكبير وفعل الخير وحسن المعاملة والمشاركة المجتمعية في كافة الأنشطة الرسمية ومع منظمات المجتمع المدني.

أعتقد أن غياب الحركة الكشفية ليس له ما يبرره على الإطلاق بل إنه لا يجب أن يستمر على اعتبار أهمية هذه الحركة المجتمعية التطوعية الشبابية الطلابية وبالتأكيد فإن على وزارة الشباب والرياضة ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني والأندية الرياضية والشبابية أن تتعاون فيما بينها لإنعاش الكشافة نظراً للفائدة الكبيرة التي يمكن أن يجنيها المجتمع والبلد بشكل عام والاستفادة من التجارب السابقة المحلية والعربية والدولية.

رسالة ودية

هذه الرسالة نقدمها لوزير الشباب والرياضة ومسؤولي قطاع الشباب لدراسة وضع الحركة الكشفية والإرشادية وإعادة تفعيل المفوضية العامة للكشافة والمرشدات في الوزارة ومفوضيات المحافظات.. نأمل أن نرى ذلك قريباً وأن تصل رسالتنا الودية إلى الوزير والقطاع ،وبالتأكيد نتمنى أن تتم الاستعانة بكافة الذين عملوا في الكشافة والمرشدات ومن خبرتهم المتراكمة وبما يعيد الاعتبار للحركة الكشفية والاستفادة منها في تنمية الشباب والطلاب وتطوير قدراتهم ومواهبهم وغرس صفات المواطنة الصادقة في نفوس الشباب وحب الوطن والانتماء إليه .. مع خالص الود.

بقلم / حسن الوريث