مسؤول دولي: عمليات قوات التحالف في اليمن تتسم بتجاهل الالتزامات الإنسانية
الصمود||..
قال جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية في اليمن إن العام المنصرم كان رهيبا إذ شهد اليمن خلاله ضربات جوية وقصفا بالقذائف وعنفا على الأرض “من قبل قوات التحالف”.
وعبر الهاتف تحدث ماكغولدريك من دبي إلى الصحفيين في جنيف في الذكرى الأولى –لاستمرار العدوان على اليمن- قائلا: “واحد من كل عشرة يمنيين أصبح مشردا، أي ما يقدر بمليونين وخمسمئة ألف شخص. قتل ستة آلاف شخص وأصيب أكثر من ثلاثين ألفا بجراح. –أغلب- عدد القتلى والجرحى من المدنيين. ويحتاج أكثر من عشرين مليون شخص، أي 80% من إجمالي عدد السكان، شكلا من أشكال المساعدات”.. بسبب استمرار الحصار الذي تفرضه قوات تحالف العدوان على الشعب اليمني منذ عام كامل إلى يوم 26 من الشهر الجاري.
وأشار المسؤول الدولي إلى ارتفاع معدلات الفقر في اليمن قبل -بدء العدوان على اليمن- في مارس عام 2015، وقال إن ذلك الوضع قد تفاقم واستنزف شبكة الأمان بالبلاد.
وتحدث جيمي ماكغولدريك عن القيود المفروضة على الواردات، وقال إنها عامل رئيسي للأزمة الإنسانية الحالية. وكان اليمن، قبل -بدء العدوان-، يستورد نحو تسعين في المئة من احتياجاته الغذائية.
وأضاف منسق الشؤون الإنسانية في اليمن أن التحديات الأمنية تعيق قدرة عمال الإغاثة والعاملين في المجال الطبي على الوصول إلى المحتاجين –خصوصا في المناطق الجنوبية من اليمن- حيث “يتسم –العدوان- بالتجاهل التام للالتزامات المفروضة بموجب القانون الإنساني الدولي.”
وكانت وكالات الإغاثة قد أطلقت نداء إنسانيا طالبت فيه بتوفير مليار وثمانمئة مليون دولار لتمويل عملياتها في اليمن خلال العام الحالي، إلا أن النداء لم يتلق سوى 12% من إجمالي المبلغ المطلوب.
وفي أعقاب غارة جوية أخرى قتل فيها أكثر من 106 أشخاص من المدنيين في سوق مزدحمة في شمال غرب اليمن، أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، الفشل المتكرر لقوات التحالف في اتخاذ إجراءات فعالة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث ونشر تحقيقات مستقلة وشفافة في تلك التي حدثت بالفعل.
وفي هذا الشأن، قال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضية في جنيف: “إن المجزرة الناجمة عن غارتين جويتين على سوق الخميس، شمال غرب اليمن تعد واحدة من أعنف الحوادث منذ بداية –عمليات قوات تحالف العدوان على اليمن- قبل عام، وكانت الثانية من نوعها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. في السابع والعشرين من فبراير قتل ما لا يقل عن تسعة وثلاثين مدنيا بينهم تسعة أطفال في السابع والعشرين من فبراير، وأصيب ثلاثة وثلاثون بجروح في غارة جوية على سوق الخالق في المنطقة الشمالية الشرقية من صنعاء”.
وقال موظفو مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن، الذين زاروا موقع الهجوم في شمال حجة وقابلوا عددا من شهود العيان، إن الغارات الجوية دمرت ستة عشر محلا بالكامل في سوق الخميس، وهي منطقة التسوق الرئيسية لنحو خمس عشرة قرية، ويبدو أن الهجوم قد وقع خلال ساعة الذروة حينما كان السوق مزدحما للغاية.
وقال المفوض السامي إنه وعند النظر إلى الأرقام يبدو أن قوات التحالف هي المسؤولة عن ضـِعف عدد الضحايا المدنيين مقارنة بجميع القوات الأخرى معا، وكلها تقريبا نتيجة الغارات الجوية، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من الكثير من المساعي الدولية، استمرت هذه الحوادث المروعة بالحدوث على الرغم من الوعود العامة للتحقيق في هذه الحوادث. وحث مفوض حقوق الإنسان –قيادات التحالف- على التغلب على الشعور بالغرور وإنهاء –العدوان-، مشيرا إلى أن الشعب اليمني قد عانى بما فيه الكفاية والناس يناضلون للبقاء على قيد الحياة.