السفير عبد الله صبري: يكشف عن المعطل الحقيقي لكل الحلول السياسية بشأن اليمن في جنيف والكويت وما بعدهما
الصمود|
قال السفير عبدالله علي صبري إن تحالف العدوان الأمريكي السعودي خسر حرب اليمن وفشل وانتهى الأمر شاءت الرياض أم أبت، كاشفاً أن أمريكا لم تغب عن المشهد اليمني منذ بدء العدوان وحتى اليوم، محملا امريكا مسؤولية تعطيل كل الحلول السياسية في جنيف والكويت وما بعدهما.
وأكد سفير الجمهورية اليمنية لدى سوريا في حوار صحفي مع وكالة مهر للأنباء الإيرانية أن أمريكا لم تغب عن المشهد اليمني منذ بدء العدوان وحتى اليوم، فهي من خطط وشجع ودعم ما يسمى بعاصفة الحزم وقدم للتحالف الغطاء السياسي، وزود السعودية بكل أنواع السلاح في صفقات خيالية وغير مسبوقة.. محملا امريكا مسؤولية تعطيل كل الحلول السياسية في جنيف والكويت وما بعدهما.
وعن جبهة مارب واحتدام المعركة من حول المدينة قال السفير صبري بأنها المعركة الفاصلة عسكريا وسياسيا، فهي الجبهة الأهم منذ بدء العدوان على اليمن، حيث حشد لها المرتزقة غالبية قواتهم وإمكاناتهم، وقد كانوا يراهنون عليها في خطة الهجوم على العاصمة صنعاء، لكنهم وجدوا أنفسهم بعد ذلك في موقع دفاعي عن آخر معاقلهم”.
وأضاف : ما نراه من استماتة دفاعية يكشف عن الأبعاد الأخرى لأهمية المعركة، فالمنطقة الجغرافية المتبقية من المحافظة تستحوذ على الثروة النفطية والغازية التي يتهالك عليها أمراء ولصوص الحرب من الإخوان المسلمين وغيرهم، ولأجل الحفاظ عليها استقدموا عشرات الآلاف من المقاتلين وقاموا بتوطينهم في المدينة حتى أصبح أبناء محافظة مأرب كالغرباء في بلادهم، ثم باتوا يشتغلون على الورقة الإنسانية والزعم أن المدنيين في مأرب يتعرضون للحصار، في خطوة تجاوب معها الأمريكي والبريطاني، وهم يذرفون دموع التماسيح محذرين صنعاء من دخول المدينة.
ولفت صبري إلى حكمة قائد الثورة حين اطلق مبادرة خاصة بمارب، وقال: لقد أدرك السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله اللعبة الجديدة فعرض مبادرة للسلام خاصة بمأرب وذلك عبر الوساطة العمانية، وبرغم أن الكفة باتت لصالحنا ميدانيا إلا أن المبادرة لم تسحب بعد.
وبالسؤال عن ماذا بعد مأرب؟ قال السفير صبري: هي معركة فاصلة وما بعدها سيكون لصالح صنعاء عسكريا وسياسيا، ونستطيع القول أن الانتصار في هذه المعركة يعني فشل مشروع الاقاليم سيء الصيت الذي حاول العدو فرضه بقوة السلاح، كما سيعني هزيمة كبرى للتنظيمات الإرهابية وأذرعها الفكرية والسياسية. وسنفاوض بعدها من موقع القوة والاقتدار، إضافة إلى المعالجات الاقتصادية التي سينعم بها المواطن وقد عادت مأرب وثرواتها إلى حضن الدولة والوطن، كذلك فإن فرصة السلام العادل ستكون متاحة أكثر من أي وقت مضى.
وعن ماذا تبقّى من شرعية هادي بعد كل هذه التطورات أجاب صبري: ما يسمى بالشرعية كانت وما تزال مجرد قميص أو فزاعة استخدمها تحالف العدوان الأمريكي السعودي في حربه القذرة على اليمن.
واضاف: هذه الشرعية الشكلية تتآكل يوما بعد آخر ومعها يتآكل تحالف العدوان نفسه، ولن نستغرب إذا جاء اليوم التي تعلن فيه السعودية تخليها عن هؤلاء المرتزقة، بل إن الصراعات فيما بينهم باتت منشورة على الملأ، وكل طرف يتهم الآخر بالتآمر والخذلان، وقد رأينا كيف أن السفير السعودي لدى اليمن هو من يقرر بالنيابة عن هادي وحكومته، وحتى الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً أصبح في الحضن السعودي.
ولن نفاجأ أيضاً أن يقرر التحالف الانسحاب من اليمن ويترك مرتزقته في العراء كما فعل الأمريكان في أفغانستان مؤخرا.