صمود وانتصار

الثروة الحيوانية والعدوان الخفي

سيف الدين المجدر
ثروة حيوانية مهدورة في بلدنا عبر الاستهلاك الخاطئ غير الواعي، رغم تأكيد قائد الثورة الدائم على أهميتها الكبيرة.
الثروة الحيونية ركن أساسي في تحقيق الأمن الغذائي لبلادنا..
تُعتبر الثروة الحيوانية واحدة من أهم الدعائم الاقتصادية الزراعية في البلدان النامية في العالم، ولا تقتصر أهميتها الغذائية على ما تقدمه للإنسان من غذاء، بل تساهم في إنتاج الألياف، والأسمدة والجلود كما تضمن لملايين المزارعين محدودي الموارد، والذين يمتلكون الحيوانات، البقاء على درجة من الاستقرار الاقتصادي والزراعة المستدامة، ويُشار إلى أن الثروة الحيوانية تُساهم في ما نسبته 80%من إجمالي الناتج المحلي الزراعي في البلدان النامية، وعلى مستوى العالم.

الأن بلادنا تعيش مشكلة كبيرة في هذا الجانب… مشكلة انعكست على معدل استهلاك الفرد اليمني من اللحوم، فقد أصبح شراء اللحوم أمنية تتوق لها معظم الأسر اليمنة التي لاتستطيع شراءها نظرا لارتفاع أسعارها في بلادنا، والسبب يعود إلى ذبح صغار وإناث الثروة الحيوانية وتهريبها إلى دول أخرى، ثروة قومية تهدر وتتعرض لعمل ممنهج يهددها، وتطور الأمر إلى وجود بعض من التجار المتعاضدين والمصرين على الباطل والإجرام بحق ثروة قومية.

اللجنة الزراعية والسمكية العليا بدورها كان لها تحرك جاد وملموس على أرض الواقع في هذا الأمر، إلى جانب الجهات الأمنية من أجل ضبط المخالفين واتخاذ الاجراءات اللازمة بحقهم ، ولكن البعض من تجار اللحوم عديمي الضمير لا زالوا يعيشون حالة التعنت والاستكبار والتحايل على أبناء شعبهم.
هناك عدد من الشهود الشرفاء، الذين حكوا شواهد تدل على مدى استكبار هؤلاء الجشعين، فقد كانوا يأخذون إناث وصغار المواشي إلى أماكن يختبئون فيها من أعين الناس غير مبالين برقابة رب العرش العظيم ثم يقومون بذبحها وتجهيزها للبيع وكأنهم يقدمون القرابين لعدوان الشياطين الذي كل ماتحطمت آمالهم في المجال العسكري أو الأمني، أحياها لهم مثل هؤلاء بأعمالهم الخبيثة،يستخدمون مهاراتهم في التحايل ومن ثم يقومون ببيعها في الأسواق، والبعض منهم لا ينضبط بل ويتباكى، وكأن رزق تجارته مربوط بهذا العمل الإجرامي فقط رغم أن الأمر لا يؤثر عليه إطلاقاً.

الجهات الأمنية قامت وتقوم بدور عظيم في ضبط مثل هؤلاء المتعنتين المجرمين بحق الشعب، حيث وأن هؤلاء هم بهذه الأعمال شركاء في معاناة أبناء الشعب،
ولو توقف هؤلاء الجشعين الحمقى منهم والمدفوعين من الخارج عن هذا الإجرام بحق ثروة الشعب خلال عدة سنوات، سوف تتضاعف نسبة الثروة الحيوانية التي نمتلكها الآن أضعافاً مضاعفة، الأمر الذي سوف ينعكس إيجاباً على اقتصاد البلد وكذلك على معدل استهلاك الفرد اليمني من اللحوم، وسوف يكون لدى الجميع القدرة الشرائية للحوم، وليس ذلك وحسب بل عندها يكون بمقدورنا إنشاء معامل لإنتاج الألبان ومشتقاتها محلياً، ناهيك عن الجلود والأسمدة وغيرها من المنتجات الحيوانية التي سوف تعزز صناعتها التحويلية محلياً.
انظر عزيزي القارئ إلى سهولة الأمر لو كف هؤلاء التجار عن أذاهم، نحن لا نقول لهم توقفوا عن العمل.. نحن نقول لهم تااروا بقدر ما تشاؤون، ولكن في حدود ما لا تضرون به أبناء الشعب وتزيدون من معاناتهم، فالشعب به ما يكفيه.
ابتعدوا عن ذبح الإناث وصغار المواشي وتهريبها فقط، وما سوى ذلك هو لكم..
هناك تجار شرفاء لديهم الوعي وروح المسؤولية ولديهم قلوب مؤمنة، وقد دعموا هذه الخطوة الإيجابية والهادفة ودافعوا ولا زالوا يدافعون عنها.
على الجانب الآخر، يتوجب على المستهلك نفسه أن يكون مدركاً ومستوعباً للمخاطر التي تتعرض لها الثروة الحيوانية، كما يجب أن يكون عوناً وسنداً لحمايتها، فلا يتحول إلى عائق كبير ومتسبب رئيسي في استمرار هدر هذه الثروة.. فهذا الهدر يدخل في باب عدم شكر النعم التي أنعم بها الله علينا، وعدم استخدمها بالشكل الصحيح الذي يحافظ عليها.
شعبنا قادر على إنقاذ هذه الثروة القومية وتنميتها، وعلى الجميع مسؤولية التوعية، ويدرك الجميع أننا نتعرض لعدوان شامل، والثورة الزراعية الحاصلة في البلاد هي بمثابة التحرر من الوصاية الاقتصادية، وهي معركة لن تكون سهلة..
فهناك من يعمل لصالح الأعداء في هذا الجانب، ولكن بتعاون الجميع سوف نصنع النصر العظيم في الجبهة الاقتصادية، وسيكون الخزي والعار من نصيب المتآمرين والأعداء.